من هو “إبراهيم الهفل” الذي حملته قوات سوريا الديمقراطية مسؤولية التصعيد في ريف دير الزور؟

اتهمت قوات سوريا الديمقراطية رسميا “إبراهيم الهفل” أحد شيوخ عشيرة العكيدات بالوقوف وراء التصعيد الأخير في ريف ديرالزور والذي نتج عنه سقوط العشرات من الضحايا نتيجة احداث العنف والهجوم على المقرات الأمنية والعسكرية. وتوعدت القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة في بيان بملاحقة واعتقال “الهفل” وتقديمه للمحاكمة وذلك بعيد اجتماع عقدته قسد مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ايثان غولدريتش، وقائد عملية العزم الصلب اللواء جويل فويل، لمناقشة أوضاع دير الزور والتدخلات الخارجية فيها.

من هو “إبراهيم الهفل ” ؟
إبراهيم الخليل العبود الجدعان الهفل، يعتبر من الشخصيات المثيرة للجدل، حيث يعتبر واحدا من وجهاء قبيلة العقيدات. لم يكن له أيّة أدوار في عشيرته سابقاً، أول ظهور له كان في مدينة دير الزور حينما ترأس وفدا من قبيلته للقاء قيادات أمنية تابعة للنظام السوري قبيل الهجوم التركي الذي استهدف بلدتي تل أبيض (ريف الرقة) و راس العين (ريف الحسكة) في (آب / أغسطس 2019) في تلك الفترة كانت المخاوف كبيرة من مغادرة الولايات المتحدة سوريا فاتجهت بعض العشائر للتودد نحو “النظام السوري” لعقد مصالحات ويقال أنّه التقى في ديرالزور بنواف البشير الذي يقود ميليشيا مسلحة موالية لإيران.

ولم تقتصر لقاءات إبراهيم الهفل مع القيادات الأمنية في أجهزة المخابرات السورية، حيث التق كذلك بقائد القوات الإيرانية في المدينة، وتم بحث خطوات التنسيق معهم في حال انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، وفي حال بقاء القوات الأمريكية وذلك في الوقت الذي كانت فيه قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي تشهد مظاهرات أسبوعية رافضة لدخول قوات النظام وحلفائها الإيرانيين والروس إلى مناطقهم.

هذا وجاء ذلك التنسيق ضمن مخطط أوسع يمهد لتوغل إيران في كامل منطقة ديرالزور، ورغبتها آنذاك أن تكون بديلا يملئ مكان القوات الأمريكية “المنسحبة”، وذلك عبر الاعتماد على “إبراهيم الهفل ” الذي جند لاحقا ورغم تراجع الولايات المتحدة عن الانسحاب لتنفيذ مخطط التوغل الإيراني. لا سيما وأنّ إيران اقامت واحدة من كبرى قواعدها العسكرية في دير الزور وهي “قاعدة الإمام علي” الواقعة جنوب مدينة البوكمال باتجاه البادية.

ومع تراجع “ترامب” عن انسحاب قوات بلاده من سوريا، أرسل السفير الأمريكي “جيمس جيفري” رسالة إلى العشائر العربية عبر قوات سوريا الديمقراطية في الرقة وديرالزور أواسط تشرين الأول 2019، مطمئناً إياهم أنّ القوات الأمريكية والتحالف الدولي ملتزمون بحمايتهم وحماية مناطقهم، اختفى “ابراهيم الهفل ” عن المشهد مؤقتا لكنه ظل على اتصال وثيق مع “نواف البشير”. وأيضا ظهر لاحقاً في إحدى اللقاءات مع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.

رغم أنّ ابن عمه “جميل الهفل”عاد لتصدر المشهد كزعيم للعكيدات، لكن رغم ذلك ظل لابراهيم الهفل دور محدود ويبدو أنّه كان مسؤولا ضمن عشيرته للاتصال مع الميليشيات الايرانية والاشراف على نقاط التهريب وتجنيد المقاتلين لصالح الميليشيات الإيرانية.

في اغسطس 2022 تسبب إطلاق نار على سيارة في بلدة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي في إصابة “إبراهيم خليل الهفل” وقتل في الهجوم الشيخ “مطشر الحمود” الذي كان “الهفل” على خلاف معه.

جاءت الأحداث الأخيرة في ريف ديرالزور لتكشف حجم التنسيق بين “الهفل” و” الميليشيات الإيرانية” لا سيما وأنّ ابراهيم الهفل كان قد التقى في وقت سابق بنواف البشير الذي يتزعم ما يسمى ب “اسود الشرقية” وهو تنظيم مسلح تابع للميليشيات الإيرانية كما وأنّ البيان الذي تلاه البشير قبيل التصعيد كان واضحاً في وقوفه وراء أعمال التحريض والشغب في دير الزور ودعوته بالهجوم على المقرات الأمنية والإدارية وتخريبها.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك