تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال القيادي السابق في “سليمان شاه” عمار محمد العمر في عفرين بسوريا

توقع “عمر محمد العمر” الملقب ب “أبو رشا” القيادي المنشق عن ميليشيا “سليمان شاه” قبل عامين مقتله على يد قائد الميليشيا “محمد الجاسم أبو عمشة” وذلك في مقطع فيديو مصور امتد ل 20 دقيقة كشف فيه تفاصيل مهمة وعديدة عن جرائم أبو عمشة وأخوته من خطف وقتل واغتصاب وامتلاكه لوثائق تؤكد اتهاماته.

ولمعرفته بأنّ هذا الفيديو سيكون سببا وراء استهدافه وقتله انتقل للإقامة في بلدة جنديرس حيث كان منزله فيها تحت حراسة مشددة بأكثر من 150 من عناصره، كما أنّ البلدة تخضع لسيطرة ميليشيا “فيلق الشام” وهي ليست على وفاق مع ميليشيا “سليمان شاه”.

تأتي هذه المعلومات الحصرية التي حصل عليها مركز التوثيق من مصادر خاصة أكدت أنّه” طيلة عامين السابقين كان “أبو رشا”متواريا عن الأنظار ولا يخرج من منزله في جنديرس إلا نادرا وتحت حراسة مشددة، وابتعد عن الوسائل الإعلامية بعد ذلك الفيديو الذي كان مدويا لكنه فشل في تحقيق أيّة نتيجة على صعيد تحريك القضاء ضد عصابة “أبو عمشة” وجرائمه لكون الجهاز العسكري والقضائي في منطقة عفرين تحت سيطرة “أبو عمشة” الذي سبق أن رفض تنفيذ قرار لجنة رد المظالم التي شكلت للتحقيق معه ومع أخوته بينهم سيف (وليد الجاسم) أو قضية المرأة “إسراء الخليل” و “ريم الأحمد” التي كشفتا عن تعرضهما للاغتصاب والتعذيب من قبل أبو عمشة” واخوته.

خطأ واحد تسبب في مقتله:
أضاف” لم يكن “أبو رشا” يشك في غدر أبو عمشة واتباعه الخداع كوسيلة لتنفيذ جرائمه رغم يقظته لكنه سقط مرتين الأولى حينما اعتقل وتم تعذيبه وثم الإفراج عنه بعد دفع فدية بلغت مليون وخمسين ألف دولار، حيث قام سيف (وليد عمشة) بتوطيد علاقته معه، ودعوته لمقر أمنية العمشات وقتها لعقد اجتماع بينه وبين “أبو عمشة” فتبين أنّه كمين حيث تم خطفه واعتقال أفراد أسرته جميعا بعد ذلك بينهم زوجته وأطفاله وجرى تعذيبهم واستخدامهم كورقة ابتزاز لدفع مبلغ يتجاوز المليون دولار إضافة لذلك استولى أبو عمشة على سياراته ومنزله في عفرين وفي تركيا واعتقل وعذب أبنه في ليبيا”.

وأشار أنّ ” سقوطه في المرة الثانية أدى لمقتله فكيف جرى ذلك؟
ظلت الوثائق والمستندات التي كشف “أبو رشا” أنّه يمتلكها وتدين “أبو عمشة” تشكل كابوسا لا يطاق له، فقام بتكليف المدعو “قصي الجانودية” الملقب باسم “أبو وطن” لتشكيل فريق تتبع لملاحقة “ابو رشا” وقتله ووفر له ميزانية مفتوحة من الأموال (أول دفعة سلمت له بلغت 210 ألف دولار) على أن يدفع أبو عمشة بقية المبلغ (مليون دولار) بعد اغتيال “أبو رشا”.

أضاف المصدر ” فشل “أبو وطن” عبر عدة محاولات وخطط وعمليات تنصت ومراقبة وتجنيد عملاء من تحقيق شيء لكنه استطاع مرتين الاقتراب من “أبو رشا” لكن دون نتيجة حيث كان محميا بشكل جيد من عناصر “فيلق الشام” ومنزله بحراسة مشددة من قبل عناصره البالغ عددهم 150 مسلحا”.

أشار المصدر أنّه “في تشرين الأول 2022 تمكنت هيئة “تحرير الشام”/ (جبهة النصرة) من التوغل في منطقة جنديرس على حساب “فيلق الشام”، الذي اضطر للانسحاب ولكون ميليشيا “العمشات” متحالفة مع “الهيئة” كانت الفرصة متاحة أمام “أبو عمشة” لاصطياد “أبو رشا” والتضييق عليه لكنه فشل رغم ذلك في قتله بسبب الحماية التي كانت تحيط بمقره ولعدم رغبة زعيم “الهيئة” “أبو محمد الجولاني” منح “ابو عمشة” الإذن لتنفيذ الاغتيال خشية اندلاع حرب أهلية رغم أنّ “ابو عمشة” عرض دفع مبلغ مليون دولار له”.

أضاف المصدر” بعد فشل كل محاولات “أبو وطن” من الوصول لراس “أبو رشا” ومكافئة المليون دولار، جند عدد من زعماء العشائر وأبلغهم عن رغبته في المصالحة مع “أبو رشا”، وأنّه مستعد للانشقاق عن “أبو عمشة” وكشف جرائمه وفساده. بالفعل تم ترتيب لقاء جمعهما ولمنح “أبو رشا” المزيد من الثقة قام “أبو وطن بإبلاغه أنّه كان مكلفا من قبل “أبو عمشة” بقتله “.

ذكر أحد المصادر: ” توطدت العلاقة بينهما، بدا أنّ “أبو رشا” بلع الطعم، حيث بدأ يثق به ويخطط معه للإعلان عن تشكيل تكتل سياسي وعسكري بديل، وتوطدت العلاقة بينهما وزادت الزيارات حتى اللقاء الأخير الذي جرى بتاريخ 17 تموز 2023 وهي ليلة تنفيذ الجريمة، غادر “أبو وطن” منزل ” أبو رشا” بجنديرس حوالي الساعة الثالثة و 20 دقيقة صباحاً، وبعد عشر دقائق من ذلك تلق “أبو رشا” (من ابو وطن) اتصالا يخبره أنّ سيارته قد تعطلت بمدخل جنديرس، فخرج “أبو رشا”دون حمايته لاصطحاب صديقه إلى منزله فكانت فرقة الاغتيال بانتظاره، وبينهم أبو عمشة نفسه”.

لم يكن “أبو وطن في انتظاره، بل 12 من مسلحي العمشات بينهم محمد الجاسم أبو عمشة، قاموا بربطه وإركاعه، بداية بحسب المصدر. اقترب منه أبو عمشة وهو يردد: هذا ما وصلنا إليه … سأجعلك عبرة لمن من يتمرد على إرادتي. ابو عمشة قام بركل وتمريغ وجه “أبو رشا” بالتراب الذي كان مربوط اليدين والفم. وطلب من مسلحيه تكسير أصابعه وضربه ثم أعدمه بنفسه برصاصات في الرأس. ثم غادر المكان وطلب من عناصر نقل الجثة للمشفى القريب وإبلاغ جهاز الشرطة العسكرية الخاضع لسيطرته بأنّهم وجوده بين الأحراش أثناء تجول دورياتهم الاستكشافية في المنطقة. وهو ما أظهرته كميرا المراقبة في المشفى.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك