غرق قارب المهاجرين: كوباني على موعد جديد مع مأساة والأهالي ينتظرون العثور على أبنائهم المفقودين قبالة السواحل اليونان

لم تتوقف المآسي على أهالي مدينة كوباني وهم على موعد جديد مع استقبال جثامين أبنائهم أو البحث عن مصير المفقودين ووسيلة للاتصال بالعدد القليل من الناجين.

بعد مرور خمسة أيام على غرق قارب كان يستقله مئات المهاجرين بينهم 10 من مدينة كوباني (محافظة حلب شمال شرق سوريا) لكن ذوي المفقودين الستة لم يفقدوا الأمل بعد في العثور عليهم أحياء. الناس في حالة حزن وكآبة فهذه هي المرة الرابعة خلال أقل من عام، سبق أن غرق قاربان يقل مهاجرين من كوباني في الجزائر وآخر في السواحل الليبية وهذه المرة قرب اليونان. ولا أخبار في كوباني حاليا إلا حادثة الغرق والناس يترقبون أيّة معلومة عن أبنائهم الذين فُقدوا في البحر المتوسط.

يقول أحد الأهالي لقد نجا أحد أبنائي، لكن أبني الآخر مازال مفقودا ولا نعرف شيئا عنه، وعائلة أخرى تمكن أحد أفرادها من النجاة لكن ابن عمه مازال بين المفقودين.

وشهدت كوباني خلال العامين الأخيرين نسب مرتفعة للهجرة وخاصة بين الشباب باتجاه ليبيا والجزائر أملا في الوصول لدول الاتحاد الأوربي، هذه الهجرة مرتبطة بشكل أساسي بالأوضاع الاقتصادية الصعبة وقلة فرص العمل والبحث عن مستقبل أفضل، كما وتلعب التهديدات التركية باحتلال المدينة والقصف المستمر دوراً رئيسيا في دفع أبنائها للهجرة.

كما يشكل انتشار شبكات الاتجار بالبشر في المدينة دوراً في التشجيع على الهجرة مع الوعود بأنّ الرحلة ستكون آمنة، لكن كل شيء يتبدل حالما تقع بين أياديهم. كما وتلعب مقاطع الفيديو المصورة على الفيسبوك والتيك توك، لشباب أتموا الهجرة غير الشرعية بنجاح، دوراً في إغراء الشباب لخوض التجربة.

وتمر مراحل الهجرة الغير شرعية باتجاه ليبيا أو الجزائر بعدة مراحل وهنالك العديد من الجهات مستفيدة منها للغاية. بداية يتم تجميع الشباب الراغبون في الهجرة في سيارات نقل خاصة وينطلقون عبر طرق التهريب من كوباني باتجاه الرقة أو منبج ومنها وبعد دفع رشاوي للفرقة الرابعة في الجيش السوري يعبرون باتجاه الحدود اللبنانية ويصلون لبيروت، وتبلغ تكلفة إلى بيروت بحدود 350 دولار. في بيروت يقدمون طلب الحصول على جواز سفر سوري “مستعجل” عبر سماسرة وتبلغ كلفة استخراج الجواز حوالي 1100 دولار، وبعدها عبر شركة أجنحة الشام السورية يتجهون من مطار بيروت إلى مطار القاهرة ومنه إلى مطار بنغازي حيث يكون هنالك من يستقبلهم لنقلهم إما لمناطق ومستودعات تخزين البشر السيئة جدا القريبة من الشاطئ تمهيدا لنقلهم عبر قوارب صيد صغيرة وعلى دفعات إلى سفن أكبر حجما تكون بعيدة نوعا ما من الشاطئ. وهذه العملية تتم بالاتفاق مع الميليشيات المسلحة هناك وتحت اعين السلطات لقاء منافع مادية. قسم آخر يتم نقلهم إلى الجزائر بطرق التهريب ويستقر غالبهم في مدينة وهران حيث تنتشر شبكات الاتجار بالبشر.

تلك الحدود (بين سوريا ولبنان) ومن ( لبنان إلى مصر وليبيا) ومن (ليبيا إلى الجزائر) تكون مغلقة تماما أمام نقل حليب الأطفال أو الدواء أو الغذاء لكنها مفتوحة أمام شبكات الاتجار بالبشر.

يقول أحد المتابعين: قبل الانطلاق تكون وعود المهربين كبيرة وكلامهم واضح وحالما تدفع لهم الأموال وتصل إلى ليبيا يتغير كل شيء فتصبح أسيرا لديهم لا يمكنك الاتصال مع الخارج، الطعام والمياه يتم تقديمه بعد أن تدفع ثمنها، يستغل هؤلاء آمال الناس بالهجرة والأوضاع السيئة في البلد، وبعد الوصول للقارب يتفاجؤون بالعدد الضخم في مركب واحد والمركب متهالك. كما حدث مع القارب الذي غرق قبالة ساحل اليونان، حيث يتم نقل المهاجرين إلى القارب على دفعات ومن عدة نقاط تخزين.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك