كيف غرق قارب المهاجرين قبالة الساحل اليوناني … مسؤولية خفر السواحل مؤكدة

لايزال نحو 500 شخص في عداد المفقودين بعد غرق قارب لمهاجرين غير شرعيين قرابة السواحل اليونانية، حيث يعتقد أنّ القسم الأعظم من هؤلاء كانوا معزولين في قاع القارب غالبهم نساء وأطفال ودفنوا مع القارب أثناء غرقه في أعماق سحيقة في البحر.

وتمكن خفر السواحل اليوناني من انتشال جثامين 78 شخصاً بينهم عدد من النساء والأطفال. كما تم انقاذ (104) من المهاجرين، وهم: 43 مصري، منهم 5 قاصرين، و47 من سوريا، بينهم ثلاثة قاصرين، و 12 من باكستان، و 2 من فلسطين. تتراوح أعمار جميعهم ما بين 16، 40 عاماً.

ومنذ غرق قارب الصيد صباح 14 حزيران 2023 الذي كان يحمل ما يصل إلى 750 شخصاً على بعد 50 ميلا بحريا من بيلوس جنوب اليونان، تشير الأدلة لدور خفر السواحل اليوناني الذي تأخر في الاستجابة لنداءات الاستغاثة بداية ثم اتخذ اجراءات أدت في النهاية لغرق القارب.

واعترفت السلطات اليونانية الآن بأنّ خفر السواحل حاولوا ركوب القارب، في الساعات التي سبقت غرقه، لتقييم الخطر. لكنهم أكدوا أنهم لم يطلقوا عملية إنقاذ واسعة النطاق، بمزاعم أنّ المهاجرين رفضوا المساعدة ولم يتم تقييم القارب الذي لا يحمل علم أيّة دولة بأنّه في خطر.

وفي وقت سابق، قال رئيس حكومة تسيير الأعمال اليونانية يوانيس سارماس: إنّ “تحقيقا شاملاً سوف يفتح بهدف الكشف عما حدث بالإضافة إلى بعض الأمور الفنية التي لها صلة بالحادث” لتحديد سبب غرق القارب.

وكان مسؤولون يونانيون قد نفوا ما جاء في سلسلة من التقارير التي تشير إلى أنّ القارب غرق بعد الساعة الثانية صباح الأربعاء الماضي بسبب ربطه بحبل من قبل وحدات خفر السواحل.

وفي البداية، قال خفر السواحل: إنّه أبقى على “مسافة مناسبة” بينه وبين القارب. لكن أفرادا من خفر السواحل ربطوا حبلا بالقارب حتى يتمكنوا من التحقق من الظروف، بعدها قام أشخاص كانوا على متنه بفك ذلك الحبل ليواصلوا الرحلة إلى إيطاليا.

وأرسلت ألارم فون، وهي منظمة تقدم الدعم للمهاجرين في البحر، رسالة بريد إلكتروني بعد ظهر الثلاثاء الماضي تحذر فيها خفر السواحل وغيرهم من أن ما يصل إلى 750 شخصاّ على متن القارب وأنّهم يطلبون المساعدة العاجلة.

وقالت المنظمة، التي تدير خطا ساخنا للمهاجرين المعرضين للخطر في عرض البحر، إنّ من كانوا على متن السفينة أبلغوا في الساعة 15:20 بتوقيت غرينتش يوم الثلاثاء أنّ القبطان قد فر على متن قارب صغير.

وبعد 14 دقيقة، قال المهاجرون إنّ “القارب مكتظ ويتحرك من جانب إلى آخر”.

وهذا هو الوقت الذي قال فيه خفر السواحل اليوناني إنّ متحدثا باللغة الإنجليزية على متن السفينة أصر على أنّ السفينة “ليست في خطر”، ولا تحتاج إلى مساعدة.

كما أشارت المنظمة غير الحكومية إلى أنّ المهاجرين لم يرغبوا في اعتراضهم من قبل القوات اليونانية، بسبب التقارير المنتشرة عن سوء المعاملة وترحيلهم إلى بلادهم، الأمر الذي تنفيه أثينا باستمرار.

مسار رحلة القارب حتى الغرق :
– 9 يونيو/حزيران، أبحر قارب من شرق ليبيا (شاطئ مدينة طبرق) على متنه نحو 750 شخصاً، على أمل الوصول إلى أوروبا، حيث كان متوجهاً إلى إيطاليا،
– الثلاثاء 13 يونيو/حزيران، رصدت طائرة مراقبة تابعة لوكالة الحدود الأوروبية وخفر السواحل “فرونتكس” سفينة الصيد المكتظة في الساعة الـ12.47 مساءً بالتوقيت المحلي (الـ9.47 صباحاً بتوقيت غرينتش)، وقالت إنها أبلغت السلطات اليونانية.
– مساء يوم الأربعاء 14 يونيو/حزيران، (بعد خمسة أيام من انطلاقها)، غرقت السفينة قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية.

كيف غرق القارب؟
تمكن مركز توثيق الانتهاكات من الاتصال مع اثنين من الناجين من غرق القارب واللذان أكدا أن ربط حبل بقارب الصيد كان السبب وراء غرقه.

وتطابقت الشهادتان في مسؤولية الخفر بدرجة كبيرة: “قام قارب خفر السواحل بربط سفينتنا ببعض الحبال وحاولوا جرها، مما أدى إلى انحرف القارب إلى اليمين وغرق فجأة”.

“طلب خفر السواحل اليوناني من السفينة أن تتبعهم، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. ثم ألقى خفر السواحل بحبل ولكن لأنّهم لم يعرفوا كيفية السحب بالحبل، بدأ القارب يتمايل لليمين واليسار”.

وأضاف: “كان قارب خفر السواحل يتحرك بسرعة كبيرة ولكن القارب كانت يميل بالفعل إلى اليسار، وهكذا غرق”.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك