بتاريخ 8 حزيران 2023 غادر قارب صيد مصر فارغاً باتجاه ليبيا، حيث رسى على بعد مئات الأمتار قرب في ساحل مدينة طبرق بشرق ليبيا، وتم نقل مئات المهاجرين كانوا قد تجمعوا من قبل “تجار بشر” بقوارب صغيرة تباعا إلى قارب الصيد المصري، للتوجه إلى إيطاليا.
تم نقل أكثر من 750 مهاجرا من جنسيات مختلفة (سوريا، مصر، بنغلادش، باكستان …) كانوا قد تم جمعهم من قبل المدعو (أبو سلطان) وهو واحد من الذين يديرون شبكة لتهريب البشر، وعلى دفعات تم وضعهم في قارب الصيد المصري، قيم منهم ( العائلات، أطفال، نساء ..) تم إنزالهم أسفل القارب، وإغلاق الباب عليهم والآخرين انتشروا على متن القارب ولم يتم السماح لأحد بحمل سترات نجاة.
انطلق القارب مساء الجمعة 9 حزيران 2023 وهو يحمل أضعاف سعته مبحرا باتجاه إيطاليا، في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه لهذا العدد الهائل من الركاب. سارت الأمور طبيعية حتى يوم الأحد، وبعدها بدأت الاضطرابات داخل السفينة وخاصة في القسم المغلق بالأسفل حيث الأطفال والنساء. تشير شهادات حصلنا عليها من ناجين أنّ المركب داخل مياه مالطا الإقليمية، حيث كان المهاجرون يعانون من العطش الشديد لعدم توفر مياه الشرب، وبعد اقتراب سفينة تجارية منهم استنجدوا بها فألقت عليهم صناديق مياه، ونتيجة الفوضى في تلقي المياه اتجه قسم كبير من الركاب نحو الجهة اليمنى من السفينة فكادت تغرق وبدأت تنجرف بشدة.
تشير الشهادات أنّ السفينة ضلت طريقها بعد ذلك، وبدأت الفوضى والصراخ لدى الركاب خاصة في القسم السفلي الذين كانوا يعانون من العطش الشديد لا سيما وأن هنالك قسم كبير من الأطفال ضمنهم. بعد تجاوز مالطا ضلت السفينة طريقها، واتجهت نحو اليونان بدل ايطاليا معتقدا أنّه الطريق الصحيح فتاهت في البحر من دون وجهة حتى اليوم السادس، في ذات الأثناء بدأت الاضطرابات داخل السفينة، حصل عراك وفوضى بين المهاجرين الذين كانوا بالقسم السفلي من القارب وتوفي 6 مهاجرين بحسب شهادة أحد الناجين وذلك نتيجة ضيق المكان والحرارة المرتفعة وعدم وجود مياه شرب، وزيادة الضغط.
أطلقت السفينة نداء استغاثة من فريق التتبع في اليوم الخامس، تم التواصل مع خفر سواحل اليونان ومع مالطا، دون استجابة فورية حتى بدأت السفينة بالغرق، تم انقاذ (104) من المهاجرين، وهم: 43 مصري، منهم 5 قاصرين، و 47 من سوريا، بينهم ثلاثة قاصرين، و 12 من باكستاني، و 2 من فلسطين. تتراوح أعمار جميعهم ما بين 16 ، 40 عام. فيما تم انتشار 80 جثة، فيما مازال مصير أكثر من 550 مهاجرا مجهولا، وغالب هؤلاء من الذين كانوا محتجزين في القسم السفلي من السفينة، ومن المحتمل أنّه ظلوا عالقين في المركب الغارق الذي استقر في أعماق البحر.
شهادات أخرى لناجين من حادثة الغرق أشارت أنّ خفر السواحل اليوناني قام بقطر القارب بشكل سريع لإبعاده عن المياه اليونانية مما أدى إلى انقلابها وسط البحر، قبالة سواحل اليونانفي موقع بين جزيرتي أثينا – كالامتا.