قتل ثلاثة شبان سوريون من عائلة واحدة (أب واثنين من أبناءه) في السودان أثناء محاولتهم الانتقال للحدود المصرية طلبا للحماية في ظل استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. الضحايا الثلاث هم الأب محمد علي همشو وهو من أهالي قرية بير رش في ريف مدينة كوباني في محافظة حلب (61 عاماً) وأبناءه مهدي همشو، مصطفى همشو.
كما قتل ثلاثة شبان من أبناء مدينة صبيخان في ريف ديرالزور الشرقي، هم: “جهاد الصالح، وعبد بسيس السلامة، وياسر الشعل”، حيث اقتحم مسلح مقر إقامتهم وأطلق النار عليهم من سلاح رشاش، وسبق أن قتل الشاب إبراهيم خضر المزعل البالغ من العمر 22 عاماً، طعنا بالسكين في الخرطوم، وهو ينحدر من مدينة ديرالزور، حيث كان يبحث عن مواد غذائية لعائلته.
وتؤكد احصائية نشرها مركز توثيق الانتهاكات أنّ ما يزيد على 20 سورياً قتلوا خلال الاشتباكات في مدن الخرطوم منذ 15 أبريل/نيسان بين الجيش وقوات الدعم السريع، غالبهم قتل أثناء خروجهم للبحث عن الطعام أو حين حاولوا الانتقال لمكان آمن.
عشرات المناشدات يطلقها السوريون العالقون في مناطق ملتهبة داخل الخرطوم، وهم عاجزين عن مغادرتها بسبب استمرار القتال وبسبب غياب من يمكنه مساعدتهم وهم الهاربين أصلا من بلاد تشهد حربا منذ 12 عاماً ولم يعد يعرفون إلى أين يذهبون، ولا من يناشدون.
السفارة السورية لدى الخرطوم لا تقوم بما يجب للمساعدة في إجلاء السوريين، كما الحكومة السورية. ولا ترد أو تستجيب للاتصالات الواردة من السوريين العالقين.
مشكلة اضافية وهي أنّ غالب السوريين في السودان يعانون من مشكلة عدم صلاحية وثائق السفر بعد انتهاء مدتها، كما أنّ قسم كبير منهم لا يفضلون الذهاب إلى سوريا لخوفهم من أن تكون أسمائهم مدرجة ضمن قوائم المطلوبين لدى فروعها الأمنية العديدة. أضف أنّ غالب السوريين في السودان هم من العوائل النازحة المهاجرة، وأوضاعهم المادية ليست جيدة، فالحرب فرضت عليهم ترك مساكنهم واعمالهم وباتوا بلا أموال ومأوى وعاجزين عن توفير وسائل النقل التي باتت مكلفة أو إيجاد منزل في مناطق لا تشهد اشتباكات نتيجة ارتفاع الأسعار.
ومنذ اندلاع الأزمة في سوريا في العام 2011، وصل عدد السوريين القادمين إلى السودان إلى أكثر من 3 ملايين، غادر أكثر من ثلثيهم إلى وجهات مختلفة، سواء عن طريق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمات أخرى، أو سافروا بشكل فردي. وبقي نحو 300 ألف سوري يقيمون حاليا في السودان، كعمال أو أصحاب أعمال صغيرة أو طلاب، أو مستثمرين.