الاستخبارات التركية تخطف امرأة سورية وأطفالها الأربعة .. ترهن اطلاق سراحهم بموافقة أخيها على العمل لصالحهم

قامت الاستخبارات التركية بخطف امرأة كردية من عفرين مع أربعة من أطفالها، بينهم الأكبر يبلغ من العمر 12 عامًا والأصغر يبلغ من العمر عامًا واحدًا، وذلك منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وقد رفضت الاستخبارات الكشف عن مكان تواجدهم أو الإفراج عنهم إلا إذا وافق شقيق المرأة المختطفة، الذي يعيش في مناطق الشهباء بريف حلب، على العمل والتجنيد لصالح الاستخبارات التركية وتزويدهم بالمعلومات والإحداثيات عن تحركات القوات الكردية (وحدات حماية الشعب) هناك.

تشير المعلومات التسدي يرويها إدريس موسى إلى أن العائلة تم اختطافهم من منزلهم في مدينة أسطنبول وهم من اهالي قرية صوان الصغيرة / جقماق الصغيرة في ريف عفرين (محافظة حلب)، وأن أحد أفراد العائلة، إدريس موسى، كان يعيش في إسطنبول لمدة خمس سنوات بحثًا عن فرصة عمل بسبب ما حل بسوريا من دمار وخراب. ومنذ عام، جلب عائلته التي تتألف من زوجته دجلة جمال بكر (مواليد 1 كانون الثاني 1993) وأطفالهم الأربعة: ماريا ادريس موسى(17 آب 2011)، مروان ادريس موسى(7أيلول2013)، محمد علي ادريس موسى(20 حزيران 2015)، وميرا ادريس موسى(28 شباط 2021). وصلوا إلى تركيا للبحث عن الأمن والسلامة وحياة أفضل. في نهاية عام 2022، غادر إدريس تركيا مع عائلته بحثًا عن حياة أفضل في أوروبا.

وبعد شهرين من وصوله إلى النمسا، تم اعتقال واختطاف زوجته وأطفاله الأربعة بواسطة جهاز الاستخبارات التركي ونقلهم إلى مديرية أمن إسطنبول. اضطر إدريس لتوظيف محامٍ للبحث عن عائلته، وبعد عدة أيام، أخبره المحامي بأنه لا يوجد شيء يدين عائلته، ولكن سيتم ترحيلهم إلى سوريا بعد نقلهم إلى أورفا لإصدار بطاقات الإقامة. وبعد أيام من الاختفاء، حاول المحامي البحث عن العائلة، ولكنه لم ينجح في العثور عليهم أو الحصول على معلومات عن مكان تواجدهم. ورغم عدم وجود أي معلومات رسمية، فإنه يعتقد أنهم لا يزالون في تركيا، لأنهم لم يتم تسجيل اسمائهم بين المرحلين.

وقد بدأت الحادثة عندما تلقى ادريس رسالة من هاتف زوجته تفيد بأن هناك جهات تريد التواصل معه، وفيما بعد اتصل ضابط مخابرات تركي مع الزوج وأخبره بأن عائلته في عهدتهم، وأن كان يرغب في إطلاق سراحهم فعليه الضغط على شقيق زوجته الذي يعيش في منطقة الشهباء بريف حلب، ويقنعه بالعمل لصالحهم وتزويدهم بمعلومات عن تحركات قوات وحدات حماية الشعب ويرشدهم لمقراتهم.

على الرغم من رفض الزوج لمطالبهم، لجأت الاستخبارات التركية الى ابتزازه والضغط على زوجته واطفاله واجبارهم على التحدث معه لإقناعه بالتوسط لدى شقيقها، ولكن دون جدوى. وبعد ذلك، أرسلت الزوجة تسجيل صوتي من هاتفها تتوسل فيه شقيقها للتعاون مع الجهة الخاطفة لإنقاذهم.

وانقطعت الأخبار عن العائلة المختطفة، حتى أتت امرأة مجهولة الهوية تدعي أنها كانت مع العائلة في سجن الاستخبارات التركية في حور كلس، وأنهم بخير.

ويكشف الزوج إدريس انه وبعد مضي ثلاثة أشهر على الاختطاف مازال مصير زوجته وأطفاله مجهولًا. وطالب بإطلاق سراحهم فورا وحمايتهم.

نطالب في مركز توثيق الانتهاكات السلطات التركية بالإفراج فورا عن دجلة جمال بكر وأطفالها الأربعة والسماح لهم بالبقاء في تركيا أو نقلهم إلى بلد آخر. ونطالب السلطات التركية باحترام حقوق اللاجئين والمهاجرين وعدم تعرضهم للانتهاكات والاعتقالات التعسفية في تركيا. وسنواصل العمل على توثيق حالات الانتهاكات والانتهاكات القانونية التي يتعرض لها اللاجئون والمهاجرون في تركيا وتقديمها إلى المنظمات الدولية والمحاكم الدولية لمحاسبة المسؤولين.

هذه الإجراءات تعتبر غير قانونية وتنتهك حقوق الإنسان، حيث تم اختطاف الأم وأطفالها بدون وجود أي تهم أو إجراءات قانونية صحيحة. كما أن التهديد بترحيلهم إلى سوريا يمثل خطرًا حقيقيًا على حياتهم وسلامتهم.

وتحث العديد من المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي الحكومة التركية على احترام حقوق الإنسان والامتناع عن ارتكاب مثل هذه الانتهاكات والاعتقالات التعسفية، والعمل على ضمان حقوق المدنيين وسلامتهم في المناطق المتضررة من الصراع في سوريا.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك