أعلنت مصادر موثوقة عن وقوع مجزرة جديدة في مدينة عفرين، حيث ارتكبت ميليشيا أحرار الشرقية التابعة للجيش الوطني الموالي لتركيا هذه الجريمة، التي راح ضحيتها ثلاثة أخوة وابن عمهم كما أصيب آخرون.
ووقعت الحادثة في بلدة جنديرس في ريف مدينة عفرين التابعة لمحافظة حلب، حيث قام 3 مسلحين من فصيل جيش الشرقية بإطلاق النار عشوائيا على المحتفلين بعيد نوروز، ووثق فريق مركز التوثيق هوية القتلى هم من عائلة واحدة وهم: الأخوة الثلاث: فرح الدين محمد عثمان (43)، نظمي محمد عثمان (38)، محمد عثمان (42) ومحمد فرح الدين عثمان (18) عاماً وهو نجل فرح الدين عثمان.
وتعتبر هذه الجريمة جزءاً من سلسلة من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تشهدها المنطقة منذ فترة طويلة، وتستدعي الدول المعنية والمجتمع الدولي بأسره إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة للحد من هذه الأعمال الإجرامية وإنهائها نهائياً.
ومن المهم أيضاً توفير الحماية والأمن للمدنيين الأبرياء في المنطقة وضمان حقوقهم الأساسية، وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم الوحشية إلى العدالة لينالوا العقاب الرادع الذي يستحقونه.
عشية نوروز .. ميليشيا الجيش الوطني تشن حملة اعتقالات في عفرين
يواصل الجيش الوطني التابع للقوات المسلحة التركية انتهاكاته وجرائمه ضد المدنيين في مدينة عفرين وبلداتها، حيث شن حملة اعتقالات ومداهمات عشوائية مع اقتراب الذكرى الخامسة لسيطرة تركيا على المدينة في 18 مارس 2018.
وأفاد شهود عيان بأنّ دوريات مشتركة خرجت في المدينة والقرى المجاورة، وقامت بالقبض على سبعة مواطنين ونقلتهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف المختلفة، وتم توثيق أسماء المعتقلين. ويتهم الجيش الوطني بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في المدينة، وقد أصدرت منظمات محلية ودولية تقارير تؤكد تلك الانتهاكات والجرائم.
وتشمل تلك الجرائم القتل والتعذيب والاختطاف والاغتصاب والنهب والتهجير القسري، وأدت إلى نزوح الآلاف من المدنيين من مدينة عفرين والمناطق المجاورة. ويستمر الجيش الوطني في ارتكاب تلك الانتهاكات وجرائمه، وتتحمل الحكومة التركية مسؤولية تلك الأعمال ومسؤولية إنهائها. وتدعو المنظمات المحلية والدولية إلى ضرورة التحرك الفوري لوقف تلك الانتهاكات والجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة، وحماية المدنيين في مدينة عفرين والمناطق المجاورة وتقديم المساعدة اللازمة لهم.
وتم توثيق أسماء المعتقلين من قبل ميليشيا الجيش الوطني واجهزتهم الأمنية وهم: هوزان محمد طوبو، شيار محمد بعبو، فرهاد محمد بكر، بكر أحمد دوديكه البالغ (21) عاماً، أحمد مستو وابنه أصلان (العمر 14 عاماً)، مرهف الهوى .
ويشير الوضع في عفرين إلى الحاجة الملحة للجهود الدولية المشتركة لإيجاد حل سياسي للصراع في سوريا، وتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. وعلى الرغم من إعلان تركيا انتهاء العملية العسكرية في عفرين، إلا أنّ الأوضاع الإنسانية للمدنيين المتبقين في المدينة والمناطق المجاورة مازالت صعبة جداً، ويتعرضون لانتهاكات مستمرة وحرمان من أبسط حقوقهم واحتياجاتهم الإنسانية الأساسية.
وبشكل عام، تؤكد الوضعية الحالية في عفرين على أهمية ضرورة حماية حقوق الإنسان والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وتشجيع الحوار والتعاون بين جميع الأطراف لإيجاد حلول سلمية للصراعات والأزمات في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط.
تتضمن الأزمة في عفرين مسألة المهجرين قسراً واللاجئين الذين فروا من المدينة بسبب الهجوم والاحتلال التركي، والذين يعيشون الآن في ظروف صعبة داخل وخارج سوريا. وتعتبر قضية المهجرين واللاجئين في سوريا من أكبر التحديات الإنسانية والسياسية التي تواجه المنطقة.
ويعبر العديد من المهجرين عن رغبتهم في العودة إلى ديارهم ومدنهم، لكنهم يواجهون صعوبات كبيرة في ذلك. وتتطلب عملية العودة الآمنة والكريمة توفير بيئة آمنة ومستقرة للمهجرين وتوفير الخدمات الأساسية والحماية القانونية لهم.
ويجب أن تعمل الحكومات والمجتمع الدولي على تحقيق الحلول السياسية والإنسانية الشاملة التي تتضمن حماية حقوق المهجرين واللاجئين وتوفير الدعم اللازم لهم لإعادة بناء حياتهم والمساهمة في تنمية وإعمار المنطقة.