يعيش المئات من اللاجئين السورين العالقين في الجزائر ظروف كارثية مع تعرض غالبهم للنصب والاحتيال من قبل شبكات الاتجار بالبشر والتهريب وغالب أعضاء هذه الشبكة هم سوريين يعيشون في الجزائر منذ عقود.
وتمكن فريق مركز التوثيق من التواصل مع 9 من المهاجرين السوريين الذي أكدوا أنهم تعرضوا جميعا للاحتيال من قبل مهربين، وكشفوا عن أسماء ومعلومات مفصلة عن هؤلاء وبعد التحقيق تبين أن المهربين هم سوريون قاموا بخداع المهاجرين على أنهم قادرين على تأمين سفرهم عبر القوارب من مدينة وهران الساحلية في الجزائر باتجاه اسبانيا لقاء مبلغ يتراوح بين 7 الى 10 آلاف دولار للفرد الواحد، وأن هذه الأموال باتت بحوزة المهربين الذين قطعوا التواصل مع المهاجرين وغيروا ارقام هواتفهم.
وتمكن فريق مركز التوثيق من جمع 12 أسما من أعضاء هذه الشبكات التي تتاجر بالبشر، وهم متورطين في عمليات نصب والاحتيال على اللاجئين.
الشهادات التي جمعها فريق المركز تؤكد أنّ هؤلاء المهربين يقومون بابتزاز المهاجرين وتهديدهم بإبلاغ السلطات الجزائرية عن مكانهم في حال قاموا بالتواصل مع المنظمات الحقوقية أو وسائل الاعلام أو فكروا في تقديم بلاغات ضدهم، وذلك لكون هؤلاء المهاجرين متواجدين في الأراضي الجزائرية بطريقة غير قانونية.
ويؤكد المهاجرون الذي تواصلنا معهم في مركز التوثيق أنّهم يعيشون في ظروف صعبة للغاية وهم تحت تهديد المهربين الذين قاموا بمصادرة الأموال التي بحوزتهم ويخشون اعتقالهم من الحكومة الجزائرية وترحيلهم إلى صحراء النيجر.
وناشد المهاجرون بضرورة التدخل لحماية وملاحقة شبكات التهريب الذين سرقوا منهم الأموال والعمل على ايجاد طريق آمن ليعودوا إلى سوريا.