وسعت تركيا سلسلة هجماتها المتكررة لتطال مدينة كوباني ، عبر استهداف منزل بطائرة مسيرة يقع في قرية علبلور، وذلك في ساعة متأخرة صباح 16 نيسان 2021. القصف أدى لدمار المنزل التاريخي ، والذي كان يتخذ كمركز ثقافي ، وتسبب في هلع لسكان المنطقة ، ووصلت أصوات التفجيرات مدينة كوباني.
في منطقة تل رفعت بريف حلب والتي تشهد قصف تركي متواصل ، القت طائرات تركية مناشير ورقية عبر طائرات مُسيّرة، وقال الأهالي إنّ هدفها بث الخوف والذعر في نفوس الأهالي، مؤكدين إنّهم “لن يستطيعوا بذلك كسر إرادة الشعب وتهجيرهم من أماكن وجودهم”.
وتزامن القاء المناشير مع قيام القوات الروسية بالانسحاب من عدد من المقرات في البلدة التي تعتبر خط تماس مع مناطق تسيطر عليها جماعات مسلحة موالية لتركيا ، لتعود في وقت لاحق لتلك المواقع في قاعدة تل رفعت وكشتعار وناحية شيراوا.
وكانت طائرات مُسيّرة تابعة للجيش التركي، قد القت يوم الأربعاء، مناشير ورقية في سماء ناحية تل رفعت، هددت فيها أهالي عفرين بالخروج من تل رفعت.
ويقطن في ناحية تل رفعت بحدود 22 ألف مواطن من المُهجّرين والسكان الأصليين، تتعرض لقصف مدفعي مكثف بشكل شبه يومي، بالإضافة إلى قرى ناحية شيراوا، حيث فقد العشرات من الأهالي، بينهم أطفال، حياتهم جراء القصف المستمر على المنطقة.
المواطن عبد الكريم بيرو من مُهجّري عفرين، قال ” بقاءنا في مقاطعة الشهباء، وفي ناحية تل رفعت، هو مفتاح العودة إلى عفرين، وإنّ الاحتلال التركي يسعى من خلال قصف المنطقة بشكل متواصل إلى تهجير الأهالي مرة أخرى من المنطقة لمنع أهالي عفرين من العودة إلى ديارهم.
ووصف بيرو إلقاء المناشير الورقية بالحرب الخاصة التي تهدف إلى بث الرعب والخوف في نفوس الأهالي، وأكد إنّها لن تؤثر على معنوياتهم، لأنّهم أصبحوا مدركين لألاعيب التي تمارس ضدهم.
وبيّن بيرو “إنّ القوات الروسية الموجودة في المنطقة تدّعي إنّها قوة ضامنة لحماية الأهالي وعدم تقسيم سوريا، لكن ما نراه هو العكس، فروسيا تسعى إلى تقسيم الأراضي السورية، وتعقد صفقات على حساب الشعب السوري وبالأخص الكرد، والمواقف الروسية متذبذبة في المنطقة، فتارة تخلي قواعدها وتارة تعود إليها”
أما المواطنة سوزان محمد فنوهت إلى أن المناشير التي ألقتها الطائرات التركية تتهم الأهالي بالتعامل “مع الخونة”، وقالت بهذا الصدد: “إنّ الأهالي الموجودين في تل رفعت هم من مُهجّري عفرين، أي السكان الأصليون، أما المرتزقة الذين يعملون لخدمة مصالح تركيا فهم الخونة الحقيقيون”.
وأضافت سوزان “نلاحظ أنّ وجود القوات الروسية مثل عدم وجودها في المنطقة، لأنّها لم تغير شيئاً، وليس لها تأثير على المنطقة. على العكس تماماً، فعلى الرغم من وجود القوات الروسية، إلا أنّ الاحتلال التركي والمرتزقة يقصفون المنطقة بشكل مستمر، والقوات الروسية هي التي تخلق الفوضى في المنطقة”.
وقال عضو مجلس ناحية تل رفعت إبراهيم ريحاني “الاحتلال التركي يسعى إلى إعادة سيناريو عفرين، فكما هجّرنا من ديارنا سابقاً يحاول الآن تهجيرنا من المنطقة مرة أخرى”.
وأكد ريحاني أنّ الحرب الخاصة التي يمارسها الاحتلال التركي على الأهالي لن تؤثر على معنوياتهم ومقاومتهم في المنطقة في وجه الاحتلال.
ودعا ريحاني الأهالي في ناحية تل رفعت إلى “رفع وتيرة المقاومة في وجه الاحتلال وعدم الانجرار وراء الألاعيب التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى كسر إرادة الشعب”.
اضرار مادية في قصف تركي استهدف مبنى تاريخي غرب كوباني pic.twitter.com/1CvBOyI5uc
— مركز توثيق الانتهاكات (@vdcnsyria) April 16, 2021
