زادت التساؤلات حول الهجوم في ساحة التقسيم، وبحسب متابعين فإنّ هناك شيء واحد واضح، وهو أنّ الحكومة ستستخدم هذا الهجوم كأساس لسياساتها قبل الانتخابات كما حدث سابقا في انتخابات (2015، 2017، 2018، 2019) ولكن من غير المرجح أن تحقق الحكومة نفس النتيجة.
وزادات التكهنات كذلك بعدما رفض التحالف الحاكم في تركيا والذي يسيطر عليه حزب الرئيس التركي رجب اردوغان، استجوابا برلمانيا بخصوص التحقيق في هجوم إسطنبول،
حزب الشعوب الديمقراطي، قدم استجوابا في البرلمان، طالب بإجراء تحقيق في هجوم تقسيم. وقالت نائبة رئيس كتلة حزب الشعوب الديمقراطي، ميرال بشتاش، إنّه تم رفض الاقتراح من قبل حزب العدالة والتنمية و حزب الحركة القومية.
أحلام البشير المتهمة بتفجير شارع تقسيم في اسطنبول؟
أحلام البشير (23 عاماً) برز اسمها على أنّها متورطة في تفجير شارع تقسيم في اسطنبول وبعد إجراء سلسلة من التحقيقات تبين أنّها فلسطينية الأصل مولدة في سوريا من سكان مخيم اليرموك في دمشق، وهي من عائلة مرتبطة بشكل فعال بتنظيم داعش، لقي ثلاثة من أشقائها حتفهم وهم يقاتلون في صفوف تنظيم داعش، مات واحد منهم في الرقة، وآخر في منبج، والثالث في العراق، وشقيقها الرابع -مبتور القدمين أصيب في حلب- هو حاليا قائد في ميليشيا فرقة السليمان شاه (العمشات) ضمن صفوف الجيش الوطني السوري. وكانت (أحلام البشير) متزوجة من ثلاثة مقاتلين مختلفين سابقا من داعش.
كانت تقيم مع عائلتها في مدينة الخفسة في ريف منبج، لها أخ اسمه محمد البشير، كان منتسبا لتنظيم داعش وتورط في انتهاكات بحق المدنيين في ريف حلب. انتقل مع أخته إلى إدلب وتعرف على أبو عمشة (محمد الجاسم) الذي فر إلى تركيا بعد خلافات مع جبهة النصرة التي اتهمته بالسرقة والاغتصاب.
مع الهجوم التركي واحتلال مدينة عفرين انتقل محمد البشير مع أخته للإقامة في منطقة شيخ الحديد، ورغم كونه مبتور القدمين إلا أنّ أبو عمشة سلمه منصب قيادي ضمن فصيله المسمى سليمان شاه أو العمشات.
انتقلت أحلام إلى تركيا عبر الحدود من خلال احدى نقاط التهريب على الحدود التركية – السورية وبعلم الجندرما التركي التي تنسق مع مجموعات خاصة ضمن الجيش الوطني كواحد من أهم موارد التمويل للجندرما التركية ولتلك الجماعات.
أحلام ظلت حوالي 11 شهراً تقيم في منزل في حي اسنلر في اسطنبول وكانت معروفة من قبل السكان هناك، حيث أجرت الصحف التركية لقاءات مع السكان وتعرفوا عليها، لكنها ولسبب مجهول انتقلت قبل يومين برفقة شبان سوريين للإقامة في منزل عائلة كردية باسطنبول وهم من مدينة عفرين.
وتحدث سكان حي اسنلر (في منزل في كوتشوك شكمجة) الذي يقع فيه محل عمل المواطنة السورية أحلام البشير المتهمة بالوقوف وراء الانفجار في شارع تقسيم، وقال أحدهم وهي نازك دمير صاحب المتجر “كانت تعيش في اسنلر منذ عام، وتعمل في مكان عمل السوريين، وكانت تتسوق من متجري 2-3 مرات يومياً”. قالت: “لا أعرفها شخصياً، لقد رأيتها بينما كنت مارة. رأيتها في الشارع مراراً، حتى رأيتها بالأمس في حوالي الساعة 13.00-13.30. مرت أمام المحل وكان معها طفل صغير “.
العائلة الكردية تحدث لتلفزيون روداو الكردي وقالت أخبرونا إنّها فتاة بلا أقارب وبحاجة للمبيت يومين أو يومين حيث ستذهب إلى اليونان عبر البحر للإقامة كعادة الكثير من السوريين.
السلطات التركية تعتمد رواية مضللة لافتعال حرباً لغرض انتخابي.
اتهم عضو البرلمان التركي سروهان أولوج الحكومة التركية بزعامة حزب العدالة والتنمية بكتم المعلومات الصحيحة عن المتهمة بتفجير شارع تقسيم، وترويج رواية خاصة بها لتبرير أي هجوم تود شنه في سوريا والعراق وأنّ الحكومة وضعة خطة هذه “اللعبة” مع معلومات مضللة. والخطة هدفها إجراء الانتخابات في بيئة صراع.
السلطات التركية التي فرضت حظر أيّة معلومات عن المتهمة بالتفجير والتفجير وتفاصله لم تقم حتى الآن بنشر تفاصيل التحقيقات مع أحلام البشير لكنها عوضاً عن ذلك تسرب لوسائل إعلام قريبة منها روايات تود الترويج لها عن البشير ويبرز التناقض في أجزاء منها.