أكد “مركز توثيق الانتهاكات”، أنّ تركيا شنت منذ بداية العام الحالي أكثر من 300 هجوما على شمال شرق سوريا، تسببت بمقتل 130 شخصاً بينهم 16 طفلاً، و 10 نساء وإصابة أكثر من 420 آخرين، كما تسببت بأضرار مختلفة في الأحياء السكنية والأراضي الزراعية، إضافة إلى استهداف أكثر من 38 منشأة خدمية.
وقال المركز في بيان اليوم الاثنين الذي يصادف اليوم العالمي للطفل: “لا يجب البقاء مكتوفي الأيدي حيث يقتل يوميا الأطفال والنساء بعبر غارات تركية و قصف يومي يستهدف القرى والبلدات والمدارس ومخازن الحبوب ومراكز الطاقة والمشافي، يجب على المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة التحرك بشكل عاجل لحماية السكان من خطر شديد يهدد سلامتهم، وإنّ إفلات نظام أردوغان من العقاب هو ما جعلهم يستمرون في جرائمهم الإرهابية”.
أضاف البيان “إنّ تصرفات تركيا في سوريا وهجماتها المتكررة هي مثال واضح على جرائم ضد الإنسانية، وفق منظور القانون الدولي لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية. وإذا كان العالم يؤمن بقيم مؤسساته، فإنّه سيسمي هذه الجرائم على ما هي عليه، ويعمل على وقفها، ويضمن المساءلة.
أضاف البيان “تركيا ارتكبت وترتكب جرائم ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في سوريا. الصور ومقاطع الفيديو والشهادات من سكان المنطقة الذين يشهدون على الجرائم متاحة بحرية. فأي دولة من الدول ال 123 التي صدقت على نظام روما الأساسي يمكن – بل ينبغي أن تبدأ – بجمع الأدلة لإحالة. يجب على شعوب تلك الدول الضغط على حكوماتها للقيام بذلك”.
وكشفت مركز توثيق الانتهاكات كذلك أنّ تركيا نفذت 70 هجوماً بالطائرات المسيرة استهدفت منطقة “الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سوريا، منذ بداية العام الحالي، وقتل ما لا يقل عن 53 شخصاً بينهم 7 أطفال وأصيب العشرات.
وتضمن التقرير الذي أعده مركز التوثيق أيضاً تفاصيل الهجمات التي استهدفت ريف الرقة الشمالي وريف الحسكة الغربي وريف حلب الشرقي والمدن السورية (تل تمر، تل رفعت، منبج، كوباني بلدة عين عيسى، تل تمر) شاركت في تلك الهجمات طائرات مسيرة والمدفعية والقصف الصاروخي إضافة لاستهدف اللاجئين السوريين عبر الحدود والمزارعين الذين تقع أراضيهم قرب الجدار الحدودي الذي شيدته تركيا.
القصف تركز على منازل المدنيين والمباني العامة والمنشآت الحيوية والخدمية والتي تعد مصدر رزقٍ لآلاف العائلات في شمال سوريا.
وترافقت تلك الاعتداءات مع استمرار تركيا في حبس مياه نهر الفرات وهو ما يتسبب في تدني عدد ساعات الكهرباء التي توفرها سدي تشرين والفرات للسوريين، إضافة إلى خروج محطة تحويل كهرباء تل تمر 20/66 ك. ف في ريف الحسكة عن الخدمة جراء تعرضها لقصف بالمدفعية التركية وقطع المياه عن محافظة الحسكة من محطة المياه في علوك.
حيث تمّ توقيع اتفاقيتين الأولى بين تركيا والولايات المتحدة 17 أكتوبر 2019، والثانية بين تركيا وروسيا 30 أكتوبر 2019، تضمن إقرار تركيا بوقف إطلاق النار وهدنة دائمة دون أن تلتزم بها.
على الضامنين (الأمريكي والروسي) إلى جانب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية اتخاذ موقف واضح وحازم من تلك الانتهاكات المستمرة، والعمل على إيقاف الهجمات المتعمدة ضد المدنيين في شمال شرق سوريا، وريف حلب والتي سببت سقوط المزيد من الضحايا المدنيين وحرمت آلاف المدنيين من العودة إلى مدنهم وقراهم والتي من شأنها تخفيف الضغط الهائل على المخيمات.
إنّ الاستمرار في التصريحات الصحفية وبيانات الإدانة لم يعد كافياً أمام الهجمات المستمرة واستمرار سقوط الضحايا وتضرر مصالح الناس وفقدانهم الأمن وتعطل عن العمل والتعليم.