السيدات والسادة رئيس وأعضاء مجلس إدارة منظمة (منظمة حقوق الإنسان الدولية) humanconcern المحترمون
نشرت وسائل اعلام حكومية تركية عن مشروع تخطط منظمتكم “منظمة حقوق الإنسان الدولية (HCI)” تنفيذه في مدينة عفرين السورية المحتلة من قبل القوات المسلحة التركية لتوطين عوائل فيها.
وبحسب المعلومات التي نشرتها صحيفة (Yeni Şafak) ووكالة الأناضول الحكومية فإنّ، المشروع يهدف إلى بناء قرية تتسع لـ 500 أسرة سورية من منطقة الباب أو عفرين، لتوطين 3500 ثلاثة آلاف وخمسمئة شخص.
والمشروع هو عبارة عن قرية فيها مسجداً ومدرسة للأطفال وحدائق وملعب كرة قدم وسوقاً ومشفى وأماكن عمل ومساحات خضراء مناسبة لزراعة الفاكهة والخضراوات، والكلفة الإجمالية للمشروع 2 مليون و700 ألف دولار أميركي، على أن تتلقى المنظمة دعماً مالياً من المنظمات غير الحكومية الإسلامية في جميع أرجاء كندا بهدف تغطية نفقات المشروع.
ومن المقرر أن يبدأ البناء قبل نهاية السنة الجارية 2022 وأن ينتهي البناء في غضون 12 إلى 16 شهراً.
ونحن في مركز التوثيق نؤكد مجددا أنّ مدينة عفرين السورية تم احتلالها بتاريخ 18/3/2018 من قبل القوات المسلحة التركية ومجاميع الفصائل السورية المسلحة الموالية لها والتي تحول القسم الأعظم منها فيما بعد إلى مرتزقة في كل من ليبيا وناغورني كاراباخ.
وعقب احتلالها عبر هجوم بري وجوي تركي واسع ارتكبت في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وسقط المئات من الضحايا بينهم أطفال ونساء وكبار في السن تم تهجير مئات الألاف من سكانها الأصليين الكرد قسراً واستقدم بدلاً عنهم مئات الألاف من ذوي وعائلات المسلحين الذين رفضوا اتفاقيات التسوية مع النظام من مدن سورية أخرى، حيث تم توطينهم في عفرين في بيوت ومنازل الكرد المهجرين قسراً وذلك بغية إجراء التغيير الديمغرافي في المدينة
ولذلك فإنّ تقديمكم لهذه المساعدة وإن كانت بنية حسنة إلا أنّها تساهم بشكل مباشر في تكريس واقع الاحتلال والاستيطان والتغيير الديمغرافي والاعتداء على الملكية الخاصة للمهجرين الكرد وذلك بشكل يتناقض مع القوانين الدولية والقيم والأهداف النبيلة لجمعيتكم وسوف تؤثر سلباً على سمعة ومهنية وحيادية منظمتكم في العالم.
لذلك نناشدكم بضرورة التراجع عن هذه المناقصة والامتناع عن دعم وتمويل هذا المشروع في عفرين، لأنّ من شأن هكذا مشاريع مشبوهة أن تناصر الظالم على المظلومين وتساعد الاحتلال في تكريس احتلاله وتنفيذ مخططاته في إجراء التغيير الديمغرافي وسلب وانتزاع ملكية تلك العقارات من المهجرين الكرد قسراً والذين هم أولى بمساعدتكم هذه، نظرا لانّهم يعيشون في مخيمات الشهباء المحيطة في عفرين والتي تفتقر إلى أدنى وأبسط الخدمات الإنسانية، في ظل غياب تام للمنظمات الإنسانية الدولية.
