الحرب في سوريا … أدت لتخريب 10 آلاف تل أثري وتعرض 710 مواقع للنهب

تعرضت المواقع الأثرية والمتاحف السورية خلال الحرب الأهلية في البلد والمستعرة منذ اذار 2011 للنهب والسرقة والتدمير والتخريب الممنهج على يد مختلف أطراف الصراع وتشكل تركيا واحدة من البوابات الرئيسية لتهريب الآثار ونقلها وتنشط فيها شبكات تنقيب وتهريب واسعة برضى من السلطات التركية.

ونقلت وسائل اعلام محلية عن مدير الآثار والمتاحف في سورية نظير عوض انتقادات لاذعة وجهها إلى السلطات التركية التي ترسل فرق لإجراء أعمال تنقيب سرّية في المناطق المحتلة شمال سوريا، حيث تعرضت أغلب المواقع الأثرية هناك للتخريب، وألحقت أضرار بالكتل المعمارية لبعض المتاحف نتيجة التفجيرات، والقصف من قبل الجيش التركي إضافة إلى عمليات التزوير، وخاصة التماثيل ولوحات الفسيفساء، لافتاً إلى أنّ أعمال التدمير الممنهج للتراث الثقافي السوري تتوالى من “الاحتلال التركي” والجماعات المسلحة المدعوة منها.

وقال: إنّه تم توثيق ما يزيد على 10 آلاف تل أثري مكتشف في سورية، كثير منها تعرض للتخريب والتنقيب غير الشرعي، وتجريفها سبّب تخريباً للسويات الأثرية التي تحدد الأزمنة والحقب التاريخية المختلفة.

وفي السياق، وثقت المديرية العامة للآثار والمتاحف 710 من المواقع والمبان الأثرية التي تعرضت للتخريب، وتراوحت الأضرار بين التخريب الجزئي، والاندثار أو التهدم الكامل.

وأوضح عوض أنّ أبرز المواقع التي تعرضت للتنقيب هي مملكة «ماري ودورا أوروبس» في محافظة دير الزور، وقلعة «الرحبة» في الميادين، وموقعا «حلبيا وزلبيا» إضافة إلى «تلال أبو علي، وتل السن»، لافتاً إلى أنّ أكبر نسبة تخريب وتنقيب كانت في موقع «أفاميا وتل قرقور» في ريفي حماة الشمالي والغربي، وفي حلب تعرض «تل أم المرأة وتل شاش حمدان» وكذلك موقع الأنصاري إلى السرقة، مؤكداً أنّ إعادة تأهيل وترميم تلك المواقع الأثرية تحتاج إلى مبالغ باهظة ومدة زمنية طويلة.

وأشار إلى أنّه تم توقيع عدد من الاتفاقيات لترميم الآثار في سورية، منها ترميم نحو 20 قطعة أثرية فريدة أغلبها من تدمر، بعضها يعود إلى أربعة آلاف عام قبل الميلاد بعد أن تم نقلها الأسبوع الماضي من سورية إلى العاصمة التشيكية براغ بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف، كما تم توقيع اتفاقية مع وزارة الثقافة الروسية بالتعاون مع متحف الأرميتاج الوطني والمؤسسات الثقافية الأخرى، إضافة إلى الاتفاق مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» بشأن الآثار التي طالها التخريب أو سرقت في سورية.

المديرية العامة للآثار والمتاحف كشفت في تقرير لها أنّه تم تهريب ما يزيد على مليون قطعة أثرية من سورية خلال سنوات الحرب التي شنت عليها، سرقها لصوص وعصابات تهريب تنشط بشكل خاص في تركية.

وأشار التقرير أيضاً إلى تضرر 31 موقعاً أثرياً في دمشق، و14 في ريف دمشق، و6 في السويداء، و74 في درعا، و20 في القنيطرة، و114 في حمص، و21 في حماة، و54 في إدلب، و227 في حلب، و2 في طرطوس، و5 في اللاذقية، و15 في الرقة، و82 في دير الزور، و46 في الحسكة.
وجاء في التقرير: أنّ الميليشيات المسلحة سرقت نحو 75 ألف قطعة أثرية من المتاحف السورية، من بينها مقتنيات متحف إدلب حيث توجد قوات الاحتلال التركي ومجموعات من مرتزقتها، إضافة إلى سرقة نحو 6000 قطعة أثرية من متحف الرقة، فضلاً عن نهب نحو 50 ألف قطعة من مستودعات إدلب، ونحو 20 ألفاً من مستودعات الرقة من قبل داعش \ الجيش الحر.

وكشف التقرير أنّه تم استرداد ما يزيد على 35 ألف قطعة أثرية حتى الآن.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك