يواصل عناصر الجندرما التركية الاعتداء على اللاجئين السوريين على الحدود الفاصلة مستخدمة الرصاص الحي في قتلهم ومن يحالفه الحظ وينجو يتم اعتقاله والتنكيل به وثم رميه خلف الجدار لينزف حتى الموت.
آخر حوادث الاعتداء التي وثقها فريق مركز توثيق الانتهاكات هي قيام عناصر الجندرما بالاعتداء على شاب قاصر من أهالي قرية حمام التابعة لناحية جنديرس في ريف عفرين بعد محاولته عبور الحدود، ثم قاموا بتسليمه لفرع مكافحة الإرهاب في مدينة عفرين.
وبحسب المصدر فأنّ القاصر المعتقل اسمه” عزالدين رشيد 17 عاماً”، تعرض للضرب بشكل وحشي على يد عناصر الجندرمة واستولوا على هاتفه ومبلغ من المال كان بحوزته.
كما أنّ عناصر من الجندرمة التركية قاموا يوم الأربعاء 7 أيلول 2022 باعتقال فتاة من أهالي ناحية جنديرس وتسليمها للاستخبارات التركية وذلك أثناء عبورها الحدود التركية السورية.
وبحسب المصدر فأنّ الفتاة المعتقلة تدعى “روجين عمر قزموز”، حيث تم نقلها إلى مكان مجهول ولايزال مصيرها مجهولاً حتى الآن دون معرفة أسباب اعتقالها.
يذكر بأنّ منذ مطلع هذا الشهر تعرض العشرات من المواطنين للاعتداء والخطف أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا هاربين من بطش مسلحي الفصائل وإجرامهم.
هذا وارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجنود الأتراك إلى 536 شخصاً، بينهم (103 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة)، وذلك حتى 12 أيلول 2022 كما ارتفع عدد الجرحى والمصابين بطلق ناري أو اعتداء إلى 2098 شخصاً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.
وتتكرر حالات استهداف “الجندرمة” للسوريين سكان القرى الحدودية، كما قامت تركيا ببناء جدار عازل على طول حدودها الذي يبلغ طوله 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين بشكل مستمر.
هذا وبات السوريون على اليقين بأنّ تركيا خذلتهم، على كافة المستويات. ليس فقط العسكري، أو السياسي، وإنّما أيضاً على المستوى الإنساني…. فتركيا من كانت طرفا في الحرب الدائرة في بلدهم سوريا، وهي من فتحت الحدود لعبور السلاح، والمسلحين، ودعمت ولاتزال تدعم العشرات من الجماعات المسلحة التي تتقاتل فيما بينها، في مناطق من المفترض أنّها باتت آمنة. كما أنّها التي تتلق باسمهم المساعدات الدولية والأموال المقدمة من دول الاتحاد الأوربي ومن الولايات المتحدة. لكن لا يصلهم شيء كما يؤكد النازحون.
كما يجد الآلاف من النازحين الذين اضطر غالبهم لمغادرة منازلهم، والنزوح من مدنهم، بناء على صفقات واتفاقيات عقدتها تركيا مع كل من روسيا وإيران، بلا مأوى ومستقبل، وأنّ حياتهم وحياة أطفالهم انتهت، وأنّ الأمل يتبدد يوما عن آخر، في ظروف قاهرة، لا عمل، ولا أمن أو أمان، فهم أمام خيار أن يتحولوا لمرتزقة، ترسلهم تركيا إلى ليبيا أو أذربيجان أو أن يموتوا قهرا وجوعا.
هذا ويدفع السوريون مبالغ كبيرة قد تصل إلى 4500 دولار أمريكي للعبور إلى تركيا عبر طريق التهريب، على الرغم من المخاطر التي تنتظرهم على الحدود وفي الجانب الآخر من الحدود، في ظل إعادة اللاجئين إلى سوريا من قبل السلطات التركية.
وتبلغ تكلفة تهريب شخص من إدلب او اعزاز إلى إسطنبول عن طريق الخط العسكري (خط لعبور الميليشيات السورية المسلحة التابعية لتركيا بتنسيق مع الحكومة التركية) بمبلغ 4500 دولار أمريكي، بينما الدخول بموجب إذن عسكري (اتفاقية بين المهرب وحرس الحدود التركي) بـ4000 دولار، أما تكلفة التهريب العادي 3000 دولار.
عمليات التهريب تنظم عبر سماسرة ويقدم معلومات غير حقيقية عن الطريق للزبون مقابل مبالغ كبيرة، ليجد المسافر نفسه لاحقا ضحية غش واحتيال من قبل المهربين، حين يقع في أيدي حرس الحدود التركي، ويعاد إلى الأراضي السورية.