حذرت إدارة مخيم روج في ناحية ديرك في ريف الحسكة عبر بيان من أنّ الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا تفتح المجال أمام تنظيم داعش لتنظيم صفوفه من جديد، وقالت: إنّ “التصعيد التركي يمكن أن يضعف الرقابة على المخيم، وقد يتسبب في حدوث حالات هروب من داخل المخيم مع انشغال قوات سوريا الديمقراطية لصد هجمات الاحتلال التركي”.
وطالب ادارة المخيم من المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي الوقوف ضد التهديدات التركية وتحمّل مسؤوليتهم الأخلاقية والإنسانية والقانونية ضد الهجمات المستمرة والمتجددة على المنطقة عبر فرض حظر جوي على شمال شرق سوريا.
هذا وحذرت الأمم المتحدة من التصعيد العسكري التركي الأخير في الشمال السوري بالطائرات المسيرة والذي أسفر عن سقوط خسائر بشرية. وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا عمر ريزا: أن “مخيم الهول يعاني من نقص في التمويل يبلغ 45 مليون دولار أميركي، بينما تخوّف من التعقيدات التي يعانيها سكان المخيمات في شمال شرقي سوريا، فضلاً عن أزمة المياه في المنطقة، وأكد على ضرورة حل هذه الأزمة بشكل شامل ومع جميع الأطراف المعنية”.
يأتي ذلك في وقت أعرب ممثلون في الأمم المتحدة، في بيان مشترك، عن قلقهم حيال التصعيد الذي يحدث في شمال وشرق سوريا، داعين أطراف الصراع اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتحييد المدنيين والامتثال لالتزاماتهم حيال المدنيين، وأشار البيان، إلى “قصف المسيرة التركية لمركز تعليمي للفتيات في ريف محافظة الحسكة يوم الخميس، الذي قتل فيه 4 فتيات وأصيبت 11 آخرين، إضافة لقصف قوات النظام السوري لسوق شعبي في مدينة الباب في ريف حلب والذي أودى بحياة 18 شخصاً بينهم أطفال ونساء”.
وقال البيان: إنّ “المدنيين وبشكل خاص النساء والأطفال لازالوا يعانون من الأعمال العدائية في سوريا، وبين أنّ الأمم المتحدة ملتزمة بالعمل مع جميع أصحاب الأطراف من أجل أمن سوريا، بما فيه الدعوة إلى حل سياسي مستدام”.
وشدد الممثلون الأمميون الثلاثة “(باسم عمران ريزا، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، ومهند هادي، المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للازمة السورية، وأديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، في بيانهم على ضمان حماية المدنيين لمستقبل سوريا والعيش بدون خوف من العنف”.
كما أعربت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن قلقها من تداعيات العملية العسكرية التركية المحتملة شمال سوريا، وحذرت من مفاقمة الوضع الإنساني وعودة ظهور “داعش”، ودعت في بيان الأربعاء، جميع أطراف النزاع في شمال سوريا إلى تقليص حجم الضرر على المدنيين في أثناء العمليات العسكرية الجارية والمستقبلية هناك.
ورأت أنّ أي عمل عسكري سيكون له تداعيات على آلاف الأجانب من عائلات مقاتلي “داعش” في المخيمات شمال شرقي سوريا، وأنّ ذلك قد يحول تركيز قوات “قسد” والجهات الأمنية إلى مواجهة تركيا، ما يزيد من إمكانية حدوث اختراقات في صفوف المتشددين، والتأثير المباشر على عمليات نقل الأجانب من قبل بلدانهم.
من جهتها طالبت وزارة الخارجية الألمانية، بوقف الأعمال القتالية والكف عن التصعد في شمال سوريا، وأكدت أن المدنيين هم من يدفعون ثمن الصراع في سوريا.
وشدد مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالخارجية الألمانية، توبياس تونكل، على ضرورة وقف الأعمال القتالية في شمال سوريا، وأكد انزعاجه من الهجمات التركية الأخيرة التي أسفرت عن مقتل العشرات.
كما دعا “تونكل” جميع الأطراف للتوقف عن الأعمال العدائية المتصاعدة فورًا وضمان حماية أرواح المدنيين.