انطلقت مظاهرات غاضبة في عموم مناطق شمال سوريا الخاضعة لسيطرة ميليشيات الجيش الوطني الموالية لتركيا، تحت اسم جمعة “لن نصالح” ضد التصريحات التركية حول المصالحة مع الحكومة السورية.
وشهدت مناطق شمال سوريا العشرات من التظاهرات الشعبية الغاضبة ضدّ الحكومة التركية، حيث تجمع المئات في المدن السورية المحتلة من قبل القوات التركية والجيش الوطني السوري، مرددين شعارات مناهضة لتركيا، كما وأحرقت في بعضها الأعلام التركية وصور رئيسها أردوغان.
وامتد المظاهرات الى بلدات ومدن “إدلب – سلقين – سرمدا – الدانا – أطمة – عفرين – جنديرس – الباب – أعزاز – الأتارب – جرابلس – مارع – الراعي – دارة عزة – تل أبيض – رأس العين” مظاهرات رفضا للتصالح مع النظام وتأكيدا على ثوابت الثورة.
وأحرق المتظاهرون العلم التركي، وأزالوا الأعلام التركية المرفوعة في أنحاء عدة مدن كالباب وجرابلس وإعزاز وتل أبيض كما وأزالوا صور لأردوغان كانت قد علقت في وقت سابق. وتجمّع الآلاف كذلك قرب معبر باب السلامة ومعبر جرابلس باب الهوى مع تركيا، مرددين هتاف “الموت ولا المذلة” حيث تم إطلاق الرصاص الحي على بعض المتظاهرين من قبل القوات التركية وعناصر الفرقة 9 في الجيش الوطني السوري التابع لها.
وتأتي هذه الحركات الاحتجاجية الواسعة تنديداً بتصريحات لوزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو الذي صرح فيها تودد الحكومة التركية الى حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أوغلو الذي كانت بلاده طرفاً رئيسياً في الحرب الأهلية في سوريا منذ 2011 ومن أبرز داعمي الجماعات المسلحة سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة الخميس، “علينا أن نجعل النظام والمعارضة يتصالحان في سوريا، وإلا لن يكون هناك سلام دائم”.
وأثارت تصريحاته غضب السوريين، وصدرت تباعاً دعوات لخروج تظاهرات عقب صلاة الجمعة في كبرى مدن شمال سوريا كإعزاز والباب وعفرين وجرابلس وتل أبيض التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل سورية موالية لها، تحت شعار “لن نصالح”.
وصدرت كذلك دعوات مماثلة للتظاهر في مدينة إدلب (شمال غرب) الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، للتجمع قرب المعابر الحدودية مع تركيا.
واعتبر أوغلو أنّ مسار أستانا الذي ترعاه أنقرة وموسكو وطهران، موجود “من أجل التوصل إلى حلّ عبر الدبلوماسية والسياسة في سوريا”.
كما كشف أوغلو عن لقاء قصير جمعه مع نظيره السوري فيصل المقداد في بلغراد في أكتوبر أكد خلاله أنّ “الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج” من الأزمة، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة “القضاء على الإرهابيين”.
وكانت السلطات التركية وعبر مؤسساتها الأمنية في شمال سيا قد عممت، أسماء 6 شبان سوريين من طلاب المرحلة الثانوية العامة في مدينتي أعزاز ومارع في ريف حلب، بتهمة الإساءة لتركيا بعد طمس عبارة “التآخي ليس له حدود” وإزالة العلم التركي من على مبنى مديرية التربية والتعليم.