تزداد الأوضاع سوءا في مخيم الركبان للنازحين (الواقع ضمن منطقة الـ”55″ كم شرق مدينة حمص، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسوريا) مع تخفيض كمية المياه التي يتم ضخها إلى المخيم الذي يقع في بيئة صحراوية، يدفع قاطنوه من الأطفال والنساء الثمن الأكبر.
ويعاني قاطنوا المخيم البالغ عددهم أكثر من (7500) مدني غالبيتهم من محافظة “حمص” ومحافظة “دير الزور” والواقع على الحدود السورية الأردنية ضمن منطقة معزولة عن العالم قرب قاعدة التنف (التنف هي قاعدة عسكرية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي أنشئ في عام 2014 بهدف معلن هو مواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وسط البادية- من الويلات في وسط الصحراء مع صمت دولي وغياب كامل لعمل المنظمات الإنسانية.
وتفرض الحكومة السورية منذ شهرين حصاراً خانقاً على المخيم من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية، كما أنّ الحكومة الأردنية قامت تدريجيا بإنقاص كمية المياه التي تضخها نحو المخيم بشكل تدريجي (أقل من النصف) وليصبح الوضع كارثيا ولا يبقى أمام قاطنيه إلّا خيار الهجرة.
رغم أنّ المخيم يقع على بعد بضعة أمتار فقط من قاعدة التنف الشهيرة والتابعة للتحالف الدولي ويتهم قاطنوا المخيم بالاحتماء بها إلا أنّ التحالف التزم كذلك الصمت، ولم يحرك ساكناً وهو يشاهد المئات يموتون ببطء وغالبيتهم أطفال ونساء.
وقالت مصادر من داخل المخيم تحدثت الينا أنّ الأدوية كذلك قد نفذت تماماً من الصيدليات هناك بسبب الحصار الذي تفرضه الحكومة السورية، منذ نهاية نيسان \ أبريل 2022. حيث بلغ سعر كيس الدقيق 145 ألف ليرة سورية وهو متوفر بكميات محدودة، كما أنّ حليب الأطفال أيضاً قد نفذ وهو متوفر ضمن الحد الأدنى. المصدر قال إنّ عائلتين فرتا من المخيم نتيجة سوء الوضع الإنساني باتجاه مدينة حمص حيث تعرض الرجال للاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية السورية.