جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء التهديدات بشن هجوم على بلدتي منبج وتل رفعت في ريف حلب، حيث يقطن هنالك أكثر من مليون ونصف، مؤكدا أنّ التوغل التركي الجديد سيمتد إلى مناطق أخرى.
” وهو مشروع سبق وأشار اليه يقضي بتهجير سكان المنطقة من الكرد وتوطين العرب الموالين له، وسط تحذيرات من أنّ ذلك سيخلف كارثة انسانية واجتماعية ويثير توترات طائفية وعرقية طويلة المدى.
وقال أردوغان “نحن بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة في قرارنا المتعلق بإنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا شمالي سوريا على حدودنا الجنوبية والهجوم على تل رفعت ومنبج، وسنفعل الشيء نفسه تدريجيا في مناطق أخرى”.
وأضاف „دعونا نرى من يدعم هذه الخطوات المشروعة من جانب تركيا ومن يعرقله”.
ونفذت أنقرة أربع عمليات في شمال سوريا منذ عام 2016، واستولت على مئات الكيلومترات من الأراضي وتركزت تلك العمليات على شريط باتساع 30 كيلومترا وتسببت تلك الهجمات في نزوح ما يزيد عن مليون ونصف من السكان وهي ماتزال تشهد بحسب تقارير دولية انتهاكات وجرائم حرب ضد السكان تنفذها جماعات مسلحة مرتبطة بتركيا.
وسبق أن تعرضت عمليات تركيا عبر الحدود لانتقادات من قبل حلفائها في حلف شمال الأطلسي، وخاصة الولايات المتحدة، وفرضت بعض الدول حظر أسلحة على أنقرة وفرضت كذلك عليها عقوبات.
الهجوم على منبج وتل رفعت سينطوي على مخاطر إنسانية وأمنية:
مركز توثيق الانتهاكات يحذر مجددا من أي هجوم تركي جديد سيخلق كارثة إنسانية، وسينطوي على مخاطر إنسانية وأمنية لذلك على المجتمع الدولي أن يعي مسؤوليته حيال أي هجوم؛ لأنّ تكلفتها الإنسانية والأمنية ستكون باهظة. “
ونؤكد أنّ ” فشل أوروبا والولايات المتحدة في التحرك ووقف المجزرة المرتقبة فإنّ العالم أجمع سيدفع الثمن، وليس الأبرياء السوريون فحسب”. يقطن في تلك المناطق قرابة 100 ألف من النازحين، منتشرين ضمن 6 مخيمات يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، عدا أنّ المخاوف الأمنية، تشكل تهديدا مقبلاً.
يجب على الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوربي الضغط نحو تكثيف المساعي الدبلوماسية من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، وأنّ عدم محاسبة تركيا على جرائمها سيكلفها أيضا خسائر كبيرة على المدى الطويل.
المدنيون بحاجة إلى الحماية والمعونة. على العالم أن يتحرك الآن:
تتعرض منطقة تل رفعت منذ سنوات لوابل مروع من الهجمات التي شنتها تركيا من الجو والأرض، وتسببت هذه الهجمات في قتل وإصابة عشرات المدنيين، وتدمير وإتلاف البنية التحتية المدنية الحيوية، والمنازل. يقطن تلك المنطقة قرابة 80 ألفاً من النازحين هم من النساء والأطفال؛ وكثير من الرجال المتبقين هم من المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة والفئات الأخرى المعرضة للخطر.
وأُجبر هؤلاء الأشخاص – الذين نزح العديد منهم من مدينة عفرين عقب غزو التركي في اذار 2018– على الفرار إلى القرى والبلدات في تل رفعت وريفها. وهم يعيشون حالياً في ظروف مزرية، ويعانون من نقص في الغذاء والمياه النظيفة والمساعدات الطبية ومهددون بهجوم آخر سيدفعهم مجددا للنزوح
تتخذ تركيا من المواقف الدولية الخجولة ذريعة لارتكاب عدوان جديد وجريمة أخرى، لا شك فلديها القدرة على القتل والتدمير. لقد سبق وأن فعلت ذلك مراراً في مدينة عفرين ومدينتي تل أبيض ورأس العين لقد كان المدنيون ضحايا هجماتها ومازالوا لليوم مهجرين من منازلهم وممنوعون من العودة والعدد القليل الذي قرر البقاء غالبه في السجون ومفقود.
في مركز التوثيق ننصح بشدة بعدم تكرار حدوث ذلك في هذه المنطقة المغلقة، والتي يعتقد أنّ عدد سكانها قد تضاعف تقريبا بسبب تدفق الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والنازحين من مناطق أخرى الذي احتموا فيها وليس لديهم مكان آخر يذهبون اليه. ويُضاف إلى ذلك، الخشية على المنشآت الطبية من مستشفيات ومستوصفات قليلة ماتزال موجودة وتخدم السكان، إذ أنّ تجارب الهجمات التركية السابقة بالاعتداءات على القطاع الصحي كانت كافية في أنّ تركيا لن تتوان عن استهدافها أولاً.