بتاريخ 19 تموز / يوليو سنة 2016 ارتكبت واحدة من أكثر الجرائم بشاعة بحق طفل فلسطيني مصاب، تم ذبحه من قبل مسلحين ينتمون إلى جماعة نور الدين الزنكي المنضمة حاليا إلى صفوف الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا في منطقة حندرات شمال مدينة حلب.
تجمع خمسة من المقاتلين الذين ينتمون إلى حركة نور الدين الزنكي والتي ضمتها تركيا إلى برنامج الدعم الذي كانت تقدمه واشنطن للسوريين حول الطفل عبد الله عيسى الذي لا يتعدى سنه 12 عاماً وهو من عائلة فلسطينية لاجئة في سوريا حيث كان مصاباً وملقى في خلفية سيارة شحن.
مقاطع الشريط المصور تظهر هؤلاء المسلحين الخمسة وهم يحيطون بالطفل الذي بدا مرعوباً، بينما أمسك أحدهم بقوة بشعره وهو على متن سيارة شحن صغيرة، قبل الإجهاز عليه بسكين صغير وقاموا بقطع رأس عبد الله وسط صيحاتهم.
وتشابهت لقطات ذبح الطفل بسكين مع بعض أسوأ الفظائع التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية الذي قتل مئات الأسرى في سوريا والعراق.
وفي رد فعل من الجانب الأمريكي، قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “إنّ واشنطن تسعى إلى الحصول على معلومات أكثر دقة ومعلومات حول ما وصفه بالفيديو المروع”، خاصة وأنّ هذه الجماعة كانت واحدة من الجماعات المسلحة التي دعمتها تركيا وشملتها ببرنامج الدعم والتمويل الأمريكي وحصلت على أسلحة متنوعة وكذلك صواريخ تاو أمريكية الصنع.
وأصدرت جماعة زنكي وقتها بيانا زعمت فيه إنّها ستحقق في تلك الجريمة، واعتبرتها خطأ فردي محدود، لكن اتباعها افتخروا بالجريمة واتهموا الطفل بأّنه كان يتجسس عليهم، في محاولة لتبرير عملية إعدامه، ونشروا صورة هوية مزورة له على أنّه مجند ضمن لواء القدس وهي جماعات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد.
حينها دانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف “جرائم قتل وتعذيب الأطفال في سوريا التي تشهد حربا أهلية، خاصة في المناطق الشمالية منها”.
وجاء في بيان المنظمة الأممية أنّ العشرات من الأطفال قتلوا في مدينة منبج أو المناطق المجاورة لها، جراء الصراع والقصف الجوي، الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب على ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.
وذكرت تلك الجريمة بجرائم فظيعة أخرى قام بها مسلحوا تنظيم ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وأدت إلى موجة غضب واسعة في الشرق الأوسط وفي العالم.
وأضافت أنّه “لا يهم أين يوجدون في سوريا، وتحت سيطرة من تقع المناطق التي يعيشون فيها، الهجوم على الأطفال لا يمكن تبريره على الطلاق”.
ونددت المنظمة التي تدافع عن حقوق الأطفال في العالم وحمايتهم، بجريمة قتل الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى (12 سنة) الذي قتل ذبحا على أيدي مسلحين تابعين لجماعة نورالدين زنكي الإسلامية المعارضة في حلب.
ودعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى ملاحقة دولية لمرتكبي جريمة قتل الطفل الفلسطيني، والذي كان يعيش في مخيم في منطقة حندرات في حلب.
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: إنّ واشنطن تسعى للحصول على مزيد من المعلومات بشأن ما وصفه بأنّه “تقرير مروع”.
وأضاف للصحفيين “إذا استطعنا إثبات أنّ هذا بالفعل هو ما حدث وأنّ هذه الجماعة متورطة … فإنّه سيجعلنا نعلق أيّة مساعدة أو أي تعامل جديد مع هذه الجماعة.”
وذكرت جماعة الزنكي وقتها أنّها شكلت لجنة للتحقيق فيما حدث. وقالت “تم إحضار وتوقيف جميع الأشخاص الذين قاموا بالانتهاك وتسليمهم إلى اللجنة للتحقيق معهم بشكل أصولي وذلك وفق المعايير القانونية الخاصة بذلك.”
لكن بعد مرور 7 سنوات تأكدنا وعبر الاتصال مع قائد في تلك الجماعة انشق عنها مؤخرا الذي قال :<< لم يتم اعتقل أحد من الأشخاص الخمسة الذين أعدموا الطفل، على العكس جرى تكريمهم والثناء على جريمتهم.. الغاية من البيان كانت تخفيف الضغط الاعلامي وتجنب قطع التمويل الأمريكي، الذي استعدنا عنه بالدعم القطري – التركي ….اؤكد لم يتم اعتقال أحد جرى ترقيتهم>>
ونفى لواء القدس وقتها في بيان نشر على الانترنت أنّ يكون الطفل البالغ من العمر 12 عاماً مقاتلا. وأضاف أنّه من أسرة فقيرة تعيش في منطقة مخيم حندرات شمال شرقي حلب والتي كانت تخضع لسيطرة الزنكي.
وجاء في البيان إنّ “الطفل مريض بدليل وجود السيروم (محقنة تقطير) بيده”. وظهر الطفل في الفيديو وكانت ضمادة موجودة حول خصره وأخرى ملفوفة على ساقه. وكان أنبوب طبي يظهر قرب ذراعه.
وقالت وزارة الخارجية السورية إنّها بعثت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تطالبه فيه بإدانة كل الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري والفلسطينيين في سوريا، وطالبت عبر الرسالة الأمم المتحدة بمعاقبة الدول التي تدعم جماعات المعارضة في سوريا.
وفقا لمنظمة العفو الدولية فإنّ حركة نور الدين الزنكي جنباً إلى جنب مع الفرقة 16، الجبهة الشامية، أحرار الشام وجبهة النصرة قد تورطوا في اختطاف وتعذيب الصحفيين وعمال الإغاثة الإنسانية في المناطقِ التي يسيطر عليها الثوار في حلب خلال عامي 2014 و2015. ليس هذا فقط؛ بل وثقت جرائم أخرى منها قيام الزنكي برمي مدنيين من فوقِ سطوح المنازل للانتقام منهم ونشرِ الرعب في باقي الأوساط.
وفي وقت سابق من هذا العام 2022 وثقت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا إعدام 101 لاجئ فلسطيني في سوريا ميدانياً منذ 2011 وحتى نهاية شهر نيسان الماضي، بينهم 16 لاجئاً في حي التضامن.
وجاء في التقرير أنّ فريق الرصد في مجموعة العمل وثق إعدام 16 لاجئاً فلسطينياً على يد قوات النظام السوري في حيّ التضامن، بالإضافة لفقدان عشرات الفلسطينيين في الحي نفسه، بينهم عائلات بكاملها، ونساء وأطفال من سكان حي التضامن ومخيم اليرموك اعتقلوا من منازلهم أو في أثناء مرورهم على الحواجز العسكرية والأمنية التابع لقوات النظام في محيط المنطقة.
وأضاف الفريق أنّه وثق إعدام خمسة لاجئين ميدانياً في مخيم الحسينية، ولاجئين اثنين في السيدة زينب، وآخر في مخيم العائدين في حماة، ولاجئ في مخيم خان الشيح.