جددت تركيا والجماعات المسلحة الموالية لها قطع المياه عن مدينة الحسكة من محطة علوك للمرة السادسة على التوالي.
وحذرت مديرية المياه بمدينة الحسكة، من تكرار قطع المياه من محطة علوك التي تغذي المدينة ونواحيها بالمياه، ونوهوا أنّ العمال لم يدخلوا إلى المحطة منذ عشرة أيام، وإلى الأن لا يعرفون السبب في قطع المياه.
وتعتبر علوك محطة استراتيجية تزود حوالي مليون نسمة من أهالي مقاطعة الحسكة بالمياه، إضافة إلى ناحية تل تمر والمخيمات الموجودة ضمن المنطقة كالهول، واشو كاني، العريشة، فيما تحتضن مدينة الحسكة آلاف المهجرين من منطقة سري كانيه وناحية زركان، والمناطق القريبة من خطوط الاشتباكات، بعد الهجوم التركي على مناطقهم في الـ9 من شهر تشرين الأول من العام المنصرم.
ومنذ أكتوبر 2019، امتدت قطع المياه عن مدينة الحسكة لفترات، 6 مرات بعد سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة ضمن الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا على منطقة رأس العين، ومحطة التغذية الرئيسية للمياه، “محطة علوك”.
وفي 31 آذار \ مارس دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، تركيا لاستئناف تشغيل محطة مياه “علوك” في ريف الحسكة، لضمان إمداد المياه لمناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا.
وقالت “هيومن رايتس” إنّ “تقاعس السلطات التركية عن ضمان إمداد مياه كافية لمناطق سيطرة الكرد في شمال شرق سوريا يضر بقدرة المنظمات الإنسانية على تجهيز المجتمعات الضعيفة لحمايتها، في ظل انتشار فيروس “كورونا” الجديد المسبب لوباء “كوفيد-19″ العالمي”.
وتخدم المحطة /460/ ألف شخص في محافظة الحسكة (مدينة الحسكة، وثلاثة مخيمات نازحين)، وقامت السلطات التركية بإيقاف ضخ المياه عدة مرات كان آخرها في 29 آذار/ مارس الجاري.
وقال مايكل بيج، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في المنظمة الدولية، “في خضم وباء عالمي يثقل كاهل أنظمة حكم وبنى تحتية متطورة، قطعت السلطات التركية إمدادات المياه عن المناطق الأكثر ضعفاً في سوريا. ينبغي على السلطات التركية بذل جهدها لاستئناف إيصال المياه إلى تلك المناطق فوراً”.
وأضافت “هيومن رايتس” في تقريرها، أنّ الإدارة المحلية والمنظمات الإنسانية في شمال شرق سوريا تواجه عقبات هائلة أمام محاولاتها وضع خطة جهوزية لمواجهة فيروس “كورونا”، ولم تتمكن من جلب إمدادات إضافية إلى المنطقة بسبب إغلاق الحدود مع إقليم كردستان العراق، وإلغاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار التفويض بمرور المساعدات عبر معبر اليعربية في كانون الثاني/ يناير الفائت، بسبب تهديد روسيا في الشهر ذاته باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار بأكمله.
وفي 24 آذار \مارس اتهمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة UNICEF تركيا بعرقلة خطة منع انتشار مرض COVID-19، وإنّ انقطاع إمدادات المياه خلال الجهود الحالية للحد من انتشار مرض فيروس كورونا أمر خطير ويعرض الأطفال والأسر لخطر غير مقبول.
وقالت “المحطة هي المصدر الرئيسي للمياه لحوالي 460،000 شخص في مدينة الحسكة وتل تمر ومخيمي الهول والعريشة. إنّ الحصول على مياه آمنة وموثوقة أمر ضروري لضمان عدم إصابة الأطفال والأسر في المنطقة بالأمراض وفي ظل انقطاع المياه يضطر الناس للجوء إلى مصادر مياه غير آمنة.
أضافت “تدعم اليونيسف وشركاؤها العائلات في مدينة الحسكة ومخيمات النازحين بصهاريج المياه ولكن هذا بالكاد يغطي الحد الأدنى من الاحتياجات إذا انقطعت إمدادات المياه مرة أخرى”.
وقالت “لا يجب أن يعيش أي طفل حتى يوم واحد بدون مياه آمنة. المياه النظيفة وغسل اليدين تنقذ الأرواح. استخدام مرافق المياه والمياه لتحقيق مكاسب عسكرية أو سياسية أمر غير مقبول – فالأطفال هم أول من يعاني من هذا الأمر”.
إيجاد بدائل:
مع تكرار استخدام تركيا للمياه كسلاح في مواجهة قرابة نصف مليون نسمة يعيشون في مناطق تل تمر والحسكة، اتخذت مديرية المياه في الحسكة خطوات لإيجاد بديل لمحطة علوك، كان من المتوقع أن يدخل الخدمة قبل أيار من العام الجاري بغزارة 13 متر مكعب في الساعة/ يضم 50 بئراً \ 600 متر مكعب مجموع جميع الآبار.