تواصل حواجز الفرقة الرابعة التي تحاصر حي الشيخ مقصود في مدينة حلب فرض المزيد من الإجراءات التعسفية ومضايقة السكان والتشديد على تفتيش الهويات واعتقال العشرات من الشبان لأسباب واهية.
آخر تلك الإجراءات هي منع دخول شحنات الطحين إلى الحي، وهو ما تسبب في فقدان مادة الخبز وتأثر أكثر من 200 ألفاً من المواطنين.
بحسب مصادر من المجلس العام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية، إنّ الحصار المتقطع على المدى الطويل تسبب في إفراغ المستودعات، وعدم توزيع الخبز صباح اليوم على الأهالي.
وتفرض حواجز حكومة دمشق حصاراً على حيي الشيخ مقصود وأجزاء من حي الأشرفية في مدينة حلب منذ ما يقارب ثلاث سنوات حيث تعرقل مرور المواد الأساسية كالطحين والمحروقات والمواد الغذائية.
آخر شحنة مواد غذائية دخلت حي الشيخ مقصود كانت في 13 آذار/ مارس 2022 ومنذ ذلك التاريخ ترفض حواجز الفرقة الرابعة السماح ومنح الأذن بمرور أي شاحنات تحمل مواد غذائية.
يشار أنّ الفرقة الرابعة هي فرقة من فرق الجيش السوري تأسست على يد رفعت الأسد، وقد تمتعت هذه الفرقة بتدريبات خاصة وبدعم خاص لجعلها أقوى وأخطر فرق الجيش السوري .
في عام 1982 قامت هذه السرايا بقيادة قائدها رفعت الأسد بحصار ومهاجمة مدينة حماة بحجة محاربة جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم الطليعة الإسلامي وقد أسفرت هذه الحملة عن مقتل عدد كبير من المدنيين، قدرت أعدادهم بالآلاف وتدمير معظم أحياء المدينة السكنية وارتكب عناصر الفرقة جرائم حرب، وفي عام 1984 حاول رفعت الانقلاب على أخيه الرئيس السوري حافظ الأسد، مستعيناً بسرايا الدفاع التي كان يقودها، لكنه لم ينجح ونُفي على إثرها إلى فرنسا، وسُلِمت قيادة هذه السرايا لضباط آخرين، ثم تغير اسمها ودُمجت بالفرقة الرابعة بقيادة اللواء ماهر الأسد، وهو شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.
200 ألف نسمة و31 ألف عائلة
أظهر آخر إحصاء لمكتب عقود السكن التابع لبلدية الشعب في حلب، أنّ عدد العوائل ازداد بشكل كبير في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، إذ وصل إلى 31 ألف عائلة، بمعدل زيادة وصل إلى 6 آلاف عائلة خلال 5 أشهر.
أما عدد السكان فوصل إلى حدود الـ 200 ألف نسمة، أغلبهم من الكرد وقسم كبير منهم من المُهجرين من عفرين.
ولعل أحد الأسباب التي تهيئ توجه المهجرين إلى الحي هو وجود فرص عمل مع افتتاح حوالي 500 منشأة صناعية مختصة في صناعة الألبسة الجاهزة وبعدهم عن أعين الأجهزة الأمنية السورية.
الرئيس المشترك للمجلس العام، محمد شيخو، أشار أنّ حيي الشيخ مقصود والأشرفية يعانيان من حصار يستهدف المدنيين بالدرجة الأولى.
ويوضح “الطريق الذي نستخدمه لجلب المستلزمات الضرورية يتعرض للإغلاق بين الفينة والأخرى، فنضطر إلى شراء المواد عن طريق التجار بأسعار مرتفعة لتلبية متطلبات الأهالي”.
ويصف شيخو معضلة الطريق على أنّها خلط بين السياسة ولقمة العيش وهو أسلوب وسياسة تنتهجه الحكومة السورية لإرغام الناس على الاستلام.
يقول شيخو: “تروج الحكومة السورية نفسها على أنّها تعمل لخدمة الشعب وهي التي تخنقه في الحقيقة وتمنع عنه أبسط الأمور”.