يتلق بعض المقاتلين السوريين نحو سبعة آلاف دولار أمريكي من أجل القتال في الخطوط الأمامية في الحرب الروسية على أوكرانيا.
وكانت موسكو قد أعلنت قبل حوالي أسبوعين إنّ نحو 16 ألف مقاتل من الشرق الأوسط قد تطوعوا للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.
يعيش “حسن” مع زوجته وثلاثة من أطفاله في إحدى المدن السورية الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية.
ولم يكشف عن اسم المدينة واسمه الحقيقي من أجل سلامته.
كان حسن في صفوف الجيش السوري مدة تسع سنوات، وهو يفكر الآن في العودة إلى ميادين القتال كمتطوع إلى جانب روسيا.
لا يتفق مع أهداف الحرب إذ يقول إنّ: “روسيا ترتكب مجزرة في أوكرانيا، وتستغل فقر السوريين الذين لا يجدون ما يسد رمقهم فتعطيهم قدرا صغيرا من المال من أجل القتال إلى جانبها والموت في سبيلها”.
كان المال هو الدافع الرئيسي لتطوعه، إذ مُنح 7000 دولار من أجل القتال في الخطوط الأمامية ونصف هذا المبلغ للعمل في الخطوط الخلفية.
تمكنا من العثور على عدد من المجموعات الخاصة في فيسبوك والصفحات الإلكترونية التي تروّج للتطوع من أجل القتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا.
ولواحدة من هذه المجموعات أكثر من 20 ألف متابع.
وجاء في إحدى المنشورات: “نحن ثلة من الشباب الذين خدموا في الجيش، وحصلنا على عقد للقتال في صفوف الفرقة الخامسة، نرجو من أي عضو من أعضاء هذه المجموعة أن يساعدنا في التوجه إلى روسيا”.
كما جاء في منشورات أخرى أنّ المتطوعين سيستلمون مبلغا قدره 1500 يورو (1600 دولار أمريكي) شهريا. وجاء في المداخلة أيضا أنّ “الحكومة الروسية ستتكفل بتحمل كل النفقات من مأكل وملبس، وإذا أصيب المتطوع في القتال سيمنح تعويضا كبيرا”. كما جاء في المداخلة أنّ الروس سيمنحون المتطوعين مكافأة تبلغ قيمتها 50 ألف يورو (55 ألف دولار) عندما تضع الحرب أوزارها كتعبير عن الشكر.
وقال أحد السوريين في مداخلة أخرى: “بالنسبة لي، قد أُقتل، ولكن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي هو توفير المال لولدي وزوجتي. سيكون الأمر مشابها لما جرى في ليبيا، إذ سنتقاضى المال ونسافر ونموت في بلد ليس بلدنا، لكن ستكون لنا قبور في نهاية المطاف”.
قال لنا حسن إنّ “المال الموعود هو الذي يدفع السوريين إلى التطوع للقتال”، وأضاف “هناك أعداد كبيرة تتقدم للتطوع. وأعرف شخصياً 200 على الأقل تقدموا بطلبات للتطوع”.
تحدثنا مع شخص على منصة فيسبوك يقول إنّه يجند الشباب للقتال إلى جانب القوات الروسية. ويضيف: “إنّ التجنيد للحرب الأوكرانية مشابه تماما للتجنيد للقتال في ليبيا، فهناك ممثلون في المناطق المختلفة. وللمتطوع الحق في تغيير رأيه بعد التقدم. لن يجبرك أحد على الذهاب”.
يذكر إنّ سوريا تستورد نسبة كبيرة من احتياجاتها من الحبوب من أوكرانيا وروسيا، وفي الشهر الماضي أعلنت الحكومة السورية إنّها بصدد تقنين بعض المنتجات كالحنطة والسكر بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا. ويقول حسن، “إنّ 80 في المئة من المتطوعين إنّما يتطوعون من أجل لقمة العيش”.
ويضيف: “لقد تسببت الحرب في أوكرانيا في رفع أسعار الوقود والمأكل والمشرب وكل شيء”.
ولا يمكن التأكد من فرضية توجه أي مقاتل سوري إلى أوكرانيا حتى الآن، لكن روسيا كانت قد ساندت الحكومة السورية في الحرب الأهلية التي دارت في سوريا، بينما يؤكد الإعلام الروسي حاليا أنّ العسكريين السوريين يرغبون في رد هذا الدين.
ولكن حسن يقول إنّه وغيره إنّما يتوجهون للقتال من أجل المال وليس لدواع إيديولوجية.
ويقول: “روسيا ليست مستعدة لخسارة جنودها، طالما هناك من يرغب في القتال مقابل المال”.
ويضيف أنّ المتطوعين الذين تقبل طلباتهم يخضعون للتدريب في قاعدة حميميم القريبة من اللاذقية قبل نقلهم جوا إلى روسيا.
وتقول روسيا إنّ 1351 من جنودها قتلوا في الحرب، بينما تقول الولايات المتحدة إنّ عدد القتلى الروس قد ناهز 7000.
وبعد 11 سنة من الحرب الأهلية، تقدر لجنة الانقاذ الدولية بأنّ 60 في المئة من السوريين – أي نحو 12 مليون نسمة – يعانون من الجوع ويواجهون صعوبات في توفير قوتهم وقوت أسرهم.
لا تريد أسرة حسن أن يذهب إلى أوكرانيا، ولكن بعد 11 عاما من الحرب الأهلية يقول إنّه لا يملك خيارا آخر. ويقول “علي الذهاب من أجل المال. من المرجح أن يموت 90 في المئة من المتطوعين في هذه الحرب”.
المصدر: BBC