أصدر المكتب الرياضي التابع للمجلس المحلي في مدينة عفرين شمالي سوريا، قراراً بفصل رياضيين من لوائح المكتب، ومنع إعلاميين من تغطية الأحداث الرياضية، عقب أحداث شغب واعتداءات في أثناء مباراة محلية.
وجاء القرار في 23 من آذار الحالي بعد اجتماع مدير المكتب الرياضي، والمنسق التركي لمنطقة “غصن الزيتون”، وأعضاء اللجنة الرياضية، عقب أحداث شغب جرت أثناء مباراة بين ناديي الرواد الرياضي وأهلي حمص.
ونص القرار على تثبيت نتيجة المباراة لمصلحة نادي أهلي حمص، بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وذلك بعد انتهاء المباراة في الدقيقة الـ97، واتمام المباراة بالشكل الصحيح.
وفُصل سبعة لاعبين من نادي الرواد من لوائح المكتب الرياضي لـ”خروجهم عن الأخلاق الرياضية، والاعتداء على طاقم الحكام بالشتم والضرب ومنعهم من الدخول إلى المدينة الرياضية”.
وفصل لاعب من نادي كفردلة من لوائح المكتب الرياضي، لمشاركته في الاعتداء والشغب الذي حدث في المباراة.
كما تضمّن القرار فصل كل من اللاعبين مؤيد الصالح من نادي الشام، وعبد الكريم الديري من نادي الفتوة، وحرمانهما من دخول المدينة الرياضية، بحجة “الإساءة للرياضة” في المنطقة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوعد القرار باتخاذ الإجراءات القانونية في حال التكرار.
بدوره أصدر “اتحاد الإعلاميين السوريين”، الخميس 24 من آذار، بياناً أوضح فيه سوء التنسيق، وغياب حرية الصحافة والتضييق على الإعلاميين، في مدينة عفرين.
ووصف قرار المكتب الرياضي في عفرين بأنّه تعسفي، وهو منع عضو في “اتحاد الإعلاميين السوريين” والإعلامي عبد الكريم الحلبي، من دخول المنشآت الرياضية، وتهديده بسبب منشور عبر مواقع التواصل انتقد فيه عدد من الأخطاء الرياضية في المدينة.
وشدد “اتحاد الإعلاميين” في بيانه على وقف مثل هذه القرارات “الارتجالية، وانتهاك حريات الصحفيين”، وطالب المجلس المحلي بضرورة سحب البيان وعدم التعاطي مع أي تجاوز من قبل أي إعلامي إلا وفق الأصول القانونية المتفق عليها، وعدم إصدار المجلس أيّة قرارات هي “ليست من اختصاصه أصلاً”.
وأعلن الاتحاد مقاطعة جميع نشاطات المكتب الرياضي في المجلس، ومنع أيّة تغطية أو تنسيق معهم من قبل أي إعلامي تحت طائلة المسؤولية، حتى يتم التراجع عن البيان وإيقاف “مهزلة” التضييق على العمل الإعلامي في المؤسسات التابعة للمجلس المحلي في عفرين تحديداً، خلافاً لكل مجالس المدن الأخرى دون مبرر وبلا أي “وجه حق”.
بدوره رفض الاعلام عبد الكريم الحلبي قرار حظره وقال إنّه أشار إلى الأخطاء التي جرت ضمن المباراة عبر منشور كتبه في الفيسبوك وأنّه بالأصل لم يكن متواجدا في الملعب وقتها”.
رئيس “اتحاد الإعلاميين”، جلال التلاوي، أوضح في تصريح لوسائل اعلامية أنّ سبب إصدار البيان، هو منع الشاب عبد الكريم الحلبي من تغطية نشاطات المكتب الرياضي في مدينة عفرين، بسبب منشور يحتوي على تسجيل مصوّر يُظهر الاعتداء على الحكم في المباراة، ومطالبته بمحاسبة مرتكبي الاعتداء على الحكام.
تواصل “اتحاد الاعلاميين” مع المكتب الرياضي، وطالب بسحب البيان بشكل رسمي والتفاهم على ما حدث، لكن المكتب رفض سحب البيان، وطلب إجراء زيارة.
وبعد رد المكتب الرياضي بعدم القدرة على سحب البيان، جرى التصويت بحسب التلاوي في الأمانة العامة للاتحاد على إصدار بيان للرأي العام لإيضاح الصورة.
وأضاف التلاوي أنّ المكتب جهة غير مخوّلة بإصدار أي بيان بحق أي إعلامي في المنطقة، وأنّ الجهة الرسمية المسؤولة والمشرفة على إصدار مثل هذه القرارات، هي “اتحاد الإعلاميين السوريين”.
أنهى رئيس “اتحاد الإعلاميين” حديثه بأنّه خلال إدارته العمل الإعلامي لهذا العام، اجتمع الاتحاد مع جميع المؤسسات والجهات المعنية من الشرطة المدنية والعسكرية ومندوبي “الجيش الوطني”، في مدينة عفرين.
كان الاجتماع لتنظيم العمل الإعلامي، والتواصل مع إدارة الاتحاد في حال حدوث مشكلة مع إعلاميين، كما حمّل التلاوي هذه الجهات مسؤولية حرية الإعلاميين في العمل وحمايتهم.
ويعاني قطاع الرياضة ضمن المناطق السورية الخاضعة لتركيا من المشكلات والتخبطات، كضعف التنسيق بين الجهات الرسمية، وتدخل جهات عسكرية في القرارات أحياناً، أو حتى في تعبير الجمهور عن فرحهم بالفوز من خلال استخدام الأسلحة.