ظل حي الشيخ مقصود في حلب محاصراً لخمس سنوات ( 2012 – 2016 )، خلالها كانت القذائف وجرات الغاز تسقط على المواطنين كالمطر على حد وصف أحد القاطنين. حصار مزدوج كانت تفرضه الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا من جهة ، وجماعات مسلحة مرتبطة بالأجهزة الأمنية والجيش السوري من جهة ثانية.
الحي تعرض كذلك لقصف باستخدام صواريخ الغراد المعدلة، وهو سلاح محرم دوليا استخدمته ميليشيات “جيش الإسلام” وجماعات أخرى في قصف الحي حيث سقط ضحايا نتيجة القصف كما وتم قصف بالغازات السامة بحسب شهادات لأطباء من مشفى المدينة والأعراض التي ظهرت على المصابين.
تاريخ 16 من شباط \فبراير 2016 كان الأكثر قساوة حيث استشهد نحو 150 مدنياً، بينهم أطفال ونساء. وأصيب أكثر من 970 آخرين بجروح متفاوتة، بالإضافة إلى تدمير ما يقارب 2600 منزلاً ومحلاً تجارياً في الحي.
تقول سهام بلال إحدى المصابات في هجوم 2016: “في ساعات متأخرة من الليل سمعنا أصوات إطلاق الرصاص، وكان الأمر عاديا لأنّ تلك الأصوات لم تتوقف يوما، في الصباح كُنت جالسة مع أطفالي أمام المنزل، سقطت علينا القذائف، أُصبت أنا وابنتي التي كانت تبلغ من العمر 9 سنوات، وإلى الآن ماتزال شظايا القذيفة في أنحاء جسدي”.
حظي حي الشيخ مقصود ذو الغالبية الكردية بأهمية واسعة عقب سيطرة الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا (الجيش الحر) على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، أوائل عام 2013، حيث يتربع على تلة مرتفعة تطل على الأحياء الشمالية (الخاضعة للمسلحين) والغربية (الخاضعة للنظام)، وانتشرت داخله وحدات “حماية الشعب”، وأصبح منذ ذلك الوقت “منطقة محايدة” للنظام والمسلحين على حد سواء وتحولت لوجهة النازحين من الأحياء التي شهدت اشتباكات.
شهادات من الحي
رئيس “المجلس المحلي” لحي الشيخ مقصود، عماد داوود، حمل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا، مسؤولية قصف حي الشيخ مقصود وسقوط ضحايا وجرحى من المدنيين. وذكر بالتحديد كل من “تجمع “فاستقم كما أمرت”، جيش الإسلام والفرقة 16 والجبهة الشامية وأحرار الشام وثوار الشام والسلطان مراد، ومن يمثلهم في هيئة المفاوضات وقتها، محمد علوش وأسعد الزعبي…. وذكر إنّ عدد الضحايا والجرحى المدنيين داخل الحي، منذ الخامس وحتى التاسع من نيسان الجاري، في الفترة 5 نيسان 2016 حتى 10 نيسان 2016 بلغ 26 شهيدا و101 جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء نتيجة قصف الحي بصواريخ الغراد وجرات الغاز والهاون والقناصات.
وفي حديث مع أحد قاطني الحي، نضال عمر،قال “القذائف تنهال على الشيخ مقصود بالكامل وبشكل عشوائي، ولا يتم استهداف المناطق العسكرية”، مشيراّ إلى أنّ أربعة أشخاص من أقاربه أصيبوا جراء سقوط قذيفة على منزلهم، اثنان منهم بحالة حرجة.
ملهم العكيدي، القائد العسكري في تجمع “فاستقم كما أمرت” التابع للجيش الحر، اعترف باستهداف الحي مبررا ذلك بأنّ وحدات حماية الشعب ترفض الانسحاب من الحي وتستهدف طريق الكاستيلو : “تجمع “فاستقم كما أمرت” منع استخدام سلاح المدفعية بشكل كامل، مستعيضاً عن ذلك بـ “القذائف الموجهة””.
للمزيد من التفاصيل :