جريمة إنسانية أخرى بحق الكرد في سوريا ولكن يرتكبها هذه المرة المعارضة السورية
مقدمة :
حي الشيخ مقصود الممتد داخل مدينة حلب من الجهة الشمالية والقابع على تلة تطل على الاحياء المجاورة من جهة الغرب والجنوب والشرق، يعتبر حيا ذي غالبية كردية يتجاوز عدد سكانه 50 ألف نسمة , تقع حي الشيخ مقصود بفروعه ( الشرقي – الغربي – معروف ) تحت سيطرة القوات الكردية , تعرض هذا الحي كغيره من الأحياء في مدينة حلب للقصف العنيف من قبل طائرات النظام السوري ، وعمليات خطف من قبل المجموعات المسلحة وهي الأن تقع تحت سيطرة القوات الكردية .
هذا الحي يقسم إلى ثلاثة أقسام ( الشرقي- الغربي – معروف ) ، وكان لسكان هذا الحي من الكرد السوريين دور مهم في الحركة السياسية الكردية منذ عشرات السنين ، وكان هذا الحي من أوائل المناطق التي تحركت في انتفاضة 2004 في وجه النظام السوري وحينها وعلى إثر ذلك كان هناك شهداء وجرحى من شباب الكرد في الحي نتيجة همجية النظام وطغيانه في وجه مطالب الشعب الكردي .
ومع أنطلاقة الثورة السورية عام 2011 ، حيث شهدت مدينة حلب في بداية الثورة صمتا رهيبا يتذكره كل الثوار والشعب السوري ، ولكن هذا الحي الصغير خرج منذ اللحظة الأولى رافعا شعارات الثورة السورية وعلمها من خلال تنسيقيات شبابية كردية بالأضافة إلى الحراك السياسي الكردي( الأحزاب السياسية الكردية ) المتواجدة في هذا الحي منذ عشرات السنين وبالأضافة إلى منظمات وجمعيات المجتمع المدني الكردي المتواجدة في الحي .
فبذلك يعتبر حي الشيخ مقصود شرارة الثورة السورية في مدينة حلب وذلك من خلال مظاهرات حاشدة انطلقت في هذا الحي الكردي ضد نظام الأسد دعما لأخوة الشعب السوري تحت شعارات ( واحد واحد واحد الشعب السوري واحد ) وغيرها من الشعارات الأخوية والثورية في وجه نظام الأسد .
ونتيجة هذا الكم الهائل من المظاهرات والنشاطات السياسية في هذا الحي الكردي ، اعتقل على أثر ذلك النظام العشرات من الشباب السوري ولا يزال قسم من هؤلاء الشباب والثوريين الكرد في سجون النظام السوري ومعتقلاته الدموية .
وهاجم النظام هذه المنطقة بعشرات البراميل المتفجرة والنارية منذ بداية الثورة السورية ، وبين الحين والأخر كانت الهاونات والمدافع تزور هذا الحي من مناطق النظام السوري في حلب ورغم كل ذلك كان هذا الحي منتفضا في وجه ألة القمع والاستبداد النظام السورية وأعوانه .
ولكن ما هو غريب بأن يهاجم الكتائب التابعة للجيس الحر بجميع ألويته وفصائله مؤخرا وبشكل همجي متقصدون بذلك قتل المدنيين الكرد ، من خلال قناني ( جرّات ) غاز متفجرة وهاونات حارقة ومتفجرة والذي تسبب في مقتل العشرات من المدنيين الكرد من النساء والأطفال والعجائز في هذا الحي الكردي الصغير بالنسبة لحلب وأحيائها .
وتطويق الحي من جميع الجهات فهذا إن دل يدل على أن النظام والمعارضة بألويته المتعددة متفقة حيال قتل الأكرد في سوريا ، حيث أن حي الشيخ مقصود مطوق من أربعة محاور من الجهة الغربية الجنوبية النظام ومن باقي الجهات كتائب وألوية المعارضة السورية .
ومن خلال المقابلات والشهادات قام به فريق المنظمة داخل الحي أكد المدنيين الكرد بأن المعارضة منذ بداية الثورة حاولت جاهدا السيطرة على الحي وذلك من خلال هجوم كتائبها المتعددة ومرات متعددة على الحي ولكن القوات الكردية التي تسيطر على الحي كانت تواجه ذلك بالدفاع عن الحي من خلال المواجهات الدفاعية لا أكثر ولا أقل .
ويؤكد المدنيين بأن القوات الكردية كانت ولا تزال تبتعد عن مواجهة قوات المعارضة السورية ولكنها كانت تقف في وجه كل من يحاول مهاجمة الحي وإيذاء المواطنين الكرد والنازحين من العرب في الحي .
ولكن هذه المرة قامت الكتائب الإسلامية وكتائب المعارضة السورية بتطويق الحي بشكل كامل وقطع كل أنواع المواد الغذائية عنها وقصفها بجرّات الغاز المتفجرة وجرات الغاز وهاونات وغيرها من الأسلحة الثقيلة متقصدين بذلك قتل المدنيين الكرد وأرتكاب المجازر بحق هذا المكون كما حصل في كوباني وعفرين وغيرها من المناطق الكردية .
وبعد قصفها بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة حاولت الهجوم من خلال محاولة اقتحام الحي ودخولها ولا يزال هذه المحاولات مستمرة ولكن قوات الحماية الشعبية الكردية واهالي الحي يتصدون لهذه المحاولات ، ولكن هذا الحي الصغير مطوق بشكل كامل من قبلهم ويحاولون قتلها من خلال تجويع الحي غذائيا كما فعل النظام في ” مضايا ودوما ” وغيرها من المناطق السورية .
لكن الحي شهد قبل تاريخ حدوث هذه المجزرة والتي راح ضحيتها عدد من المدنيين الابرياء توترات عسكرية وسياسية تمثلت بالاتي:
– هجوم مجموعات مسلحة لعوائل مرتبطة بالاجهزة الامنية للنظام السوري في 10 من آذار 2012 على تظاهرة سلمية في الحي ناشطة نسائية تدعى /كله سلمو/ واصيب آخرون، على إثره قام شبان اكراد انتظموا في جماعات مسلحة مدنية باسم لجان حماية الشعبية المقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وتمكنوا من السيطرة على الحالة الامنية في الحي وطرد افراد هذه العوائل المسلحة.
– في 7 حزيران 2012 استهدف النظام سيارات تحمل الطحين الى الحي، بعدما انقطعت المواد الاساسية عن اجزاء من مدينة حلب بفعل سيطر المعارضة على الطرقات، وهو ما ادى مقتل ثلاثة من سكان الحي المرافقين للسيارات.
– في 6 أيلول من عام 2012، قصف النظام الحي وتحديدا قرب جامع معروف أسفر عن فقدان 25 مدنياً لحياتهم وإصابة 17 آخرين.
وأكدت الشهادة ” أمينة ” ( بأن هذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيه هجوم عسكري وحرب على الحي ، ولكن هذه المرة الحرب قوية والهجوم شرس ، تكمل قائلة بأن الحي قد تدمر في كثير من نقاطه بسبب القذائف التي تسقط عليهم ) .
– في 16 تشرين الأول 2012 استهدف النظام حاجز تفتيش للجان الحماية في الحي قرب سكة القطار أدى إلى مقتل 3 مدنيين اثناء عبروهم وجرح 4 آخرين.
– من جهة اخرى في 26 تشرين الأول 2012 استهدف ” الجيش الحر، مسلحين يتبعون للمدعو خالد حياني” تظاهرة نظمت لرفض دخول مقاتلي المعارضة الى الحي وهو ما ادى مقتل 14 مدنياً لحياتهم وجرح 17 آخرين.
– وفي 10 كانون الأول 2012 اسفر قصف استهدف شارع مقهى جميل هورو عن مقتل 11 شخص وجرح 13 آخرين، عقبه في اليوم التالي ايضا قصف اسفر عن مقتل 5 أطفال وجرح 18.
ويؤكد الصحفي ” مصطفى عبدي ” ( الحي ظل محاصرا منذ عام 2012 ايضا، وكانت حركة المدنيين منه واليه معقدة وصعبة ويتم اعتقال الكثير من الشبان على حواجزالموجودة على طريق كاستيلو من قبل مجموعات مختلفة غالبها يدعي تبعيته للجيش الحر والاخير لم ينفي ذلك يوما، وكان يتم الافراج عن بعضهم لاحقا مقابل فدية مالية قد تصل ل 5 مليون ليرة سوريا ) .
هذه الاحداث وبالتزامن مع التطورات التي حدثت في المناطق الكردية الاخرى في كل من الجزيرة وكوباني وعفرين واعلان الادارة الذاتية الديمقراطية فيها من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي، جعلت الحي موقعا عسكريا شبه محايدا من الصراع الدائر في حلب بين قوات النظام وفصائل المعارضة، وان كان الشيخ مقصود يحسب على المعارضة.
لكنه الحي كان يشهد توترات عسكرية بين بعض فصائل المعارضة ووحدات حماية الشعب التي أصبحت القوى السيطرة على الحي بعد اذار 2013، مع كل خلاف يحدث بين الشارع الكردي والمعارضة السورية او حتى النظام الذي كان يحاول تحييد الحي كما الكرد من الصراع في سوريا، وصلت بعضها الى فتح جبهات قتال شاملة ومن اهمها:
– في 26 من نيسان 2013 شنت مجموعات تتبع لما يسمى (كتائب شهداء بدر المرتبط بالمدعو خالد حياني والتابع للجيش الحر) هجمات بمختلف انواع الاسلحة اسفر عن مقتل الكثيرين من الطرفين وخطف هذه المجموعات لمئات المواطنين الكرد المتوجهين من الحي الى عفرين او بالعكس، دون ان تتمكن من دخول الحي لتنتهي كما كل مرة بوساطات لوقف القتال.
– في 7 أيلول 2013 عاودت مجموعة فصائل منها / احرار سوريا، غرباء الشام، لواء التوحيد، كتائب شهداء بدر ” حياني” / هجومها على الحي متسترة بذرائع التشبيح التي طالما اطلقتها هذه الفصائل على المسلحين الاكراد اسفر عن مقتل الكثيرين الى جانب مقتل 15 مدني.
– وفي 28 أيار 2015، اجتمعت فصائل اسلامية ومعارضة في غرفة عمليات عسكرية تحت اسم “لبيك اختاه” على استهداف الحي وفرض حصار عليه، وهذه الفصائل هي (الجبهة الاسلامية الكردية،الجبهة الشامية، حركة أحرار الشام، كتائب أبو عمارة، الفرقة 16، أحفاد السلاطين، فيلق الشام، جيش الإسلام، الفوج الأول، كتائب الصفوة، حركة نور الدين الزنكي، كتائب ثوار الشام، جبهة النصرة، لواء احرار سوريا)
ويؤكد الصحفي ” نضال حنان ” بأنه بعد كل ما حصل برزت مشكلة المعابر مع تمدد النظام في محيط حلب الشرقي و الشمالي حيث بدأت الفصائل المذكورة سابقا مرة أخرة بشن هجمات على الحي بحجة ان وحدات حماية الشعب تحاول فتح معبر الجزيرة بين الحي ومناطق النظام من جهة وتهديدها لطريق الكاستيلو الوحيد الذي بقي يريط بين مناطق المعارضة في مدينة حلب وريفها.
حيث اندلعت معارك قوية بين الطرفين في 22 أيلول 2015 اسفر عن مقتل 6 مدنيين وجرح 73 آخرين وشددت فصائل المعارضة من حصارها على الحي وقطع الطرقات بين عفرين والشيخ مقصود، انتهت بابرام اتفاق كما العادة.
وفي 27 تشرين الثاني 2015 شن مقاتلو المجموعات الإسلامية، وحركة أحرار الشام الإسلامية وأحرار سوريا هجمات على الحي بالاسلحة والقصف بعدما امهلت حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) مدةً 24 ساعةً لكي يغادر الميليشيا التابعة له، وحدات الحماية الشعبية (YPG)، حي الشيخ مقصود في حلب بحسب بيان اصدروه ادى الى مقتل 25 مدنياً لحياتهم وإصابة أكثر من 300 مدني، الى جانب عدد من المقاتلين.
ومنذ ذلك التاريخ والاشتباكات تقع بشكل متواتر في الحي بين وحدات حماية الشعب المتواجدة داخل الحي واجزاء من الاشرفية وسكن الشبابي وفصائل المعارضة والاسلامية المنتشرة في محيط الحي من الجهات الشرق والشمال و الغرب.
لكن تاريخ 16-2-2016 كان بداية المعارك الاشد و الاعنف التي تشهده الحي منذ بداية الاحداث في سوريا، المعارك انطلقت بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصار بـ QSD والتي تضم في صفوفها وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وجيش الثوار الى جانب فصائل مختلفة من مكونات الشعب السوري، على عدة مناطق في الريف الشمالي لحلب -مناطق الشهباء-، وخاصة مطار منغ العسكري ومدينة تل رفعت، وهو ما انعكس على حي الشيخ مقصود الذي تعتبر الحلقة العسكرية الاضعف بحسب الخبراء العسكريين والسياسيين لقوات سوريا الديمقراطية.
بدأت المعارك في بستان الباشا منتصف شهر شباط بين مقاتلين يتبعون لفصيل جيش الثوار المتحالف مع الوحدات في قوات سوريا الديمقراطية والمتمركز في الحي مع فصائل اخرى معارضة على رأسها فرقة سلطان مراد المقرب من الحكومة التركية، وتمتد الى كل نقاط التماس في حي الشيخ مقصود، ويصبح الحي و المناطق المحيطة بها ساحة لمعارك عنيفة جداً بين وحدات حماية الشعب والمرأة وجيش الثوار من جهة وعدة فصائل معارضة واسلامية على رأسها فرقة سلطان مراد والفرقة 16 حياني وجبهة النصرة و الجبهة الشامية، شهدنا في انتهاكات عديدة كما اظهرت مقاطع الفيديو المنتشرة على الانترنت، على سبيل المثال ( فيديو تعذيب واهانة عناصر من فرقة سلطان مراد لاسرى من جيش الثوار في مشهد قريب لاسلوب النظام السوري في التعامل مع الاسرى، رابط الفيديو :
https://www.youtube.com/watch?v=m5vnEfkMVYI&feature=youtu.be
ويقول الصحفي ” نضال حنان ” بأن المعارك اخذت منحىً اعنف مع دخول اتفاق الهدنة في 26-2-2016 حير التنفيذ بعد توجيه معظم فصائل المعارضة والاسلامية قواتها واسلحتها الى جبهة الشيخ مقصود، مستفيدة من جمود الجبهات مع قوات النظام، حيث يشارك الان اكثر من 26 فصيلا في المعارك ضد وحدات حماية الشعب وهي “حركة أحرار الشام الإسلامية، كتائب السلطان مراد، لواء السلطان محمد فاتح، كتائب نور الدين زنكي، فيلق الشام، جيش الإسلام، جيش المجاهدين، تجمع فاستقم كما أومرت، كتائب أبو عمارة، حركة فجر الشام الإسلامية، الجبهة الشامية، صقور الجبل، جيش العزة، لواء فرسان الحق، جيش النصر، جند الأقصى، كتائب الصفوة الإسلامية، الفرقة 113، الفرقة 16، أحفاد عمر، فيلق الرحمن، الفرقة 101، الفوج الأول، لواء منتصر بالله وجبهة النصرة”.
لجأت الفصائل المعارضة في هذه المعارك الى استخدام كافة صنوف الاسلحة المتوفرة لديها من الاسلحة الفردية و الخفيفة والقذائف المحلية الصنع وغيرها من اهمها ( الهاون، مدفع الجهنم “اسطوانات الغاز” ، صواري حميم)، كما ظهرت معلومات عن استخدام اسلحة ذات محتوى يعتقد انه كيمائي او سام.
المعارك والاشتباكات تراوح مكانها بين تقدم وتراجع من الطرفين في مناطق الاشرفية وحي السكن الشبابي والشقيف ومعبر الرز، حيث تمكنت وحدات حماية الشعب من التقدم في الاشرفية للتتراجع لاحقا في السكن الشبابي.
الا ان الضريبة الكبرى للمعارك يدفعها سكان حي الشيخ مقصود المدنيين الذي يقدر عددهم باكثر من 50 الف نسمة غالبيتهم من مواطنين سوريين اكراد ونازحين من مكونات عربية وتركمانية ومسيحية من مناطق واحياء حلب الشرقية الذين لجؤوا الى الحي بسبب القتال وقصف النظام والمعارضة لمناطقهم وهو ما يتوضح من عدد الضحايا الذين سقطوا حتى الان، واستهداف فصائل المعارضة بشكل متعمد للمدنيين في الحي كما يظهر فيديو انتشر على الانترنت، لقائد عسكري يوجه الاوامر لضرب المدنيين، رابط الفيديو: في الثانية 36 يظهر الاعتراف:
أمام شدة القصف والذي يقدر وسطيا بنحو 20 قذيفة يوميا بحسب اهالي الحي فإن السكان يلجؤون الى اقبية المباني والكهوف للاحتماء من تساقط القذائف، ويقضون ايامهم ولياليهم فيها رغم ظروف الطقس البارد وصعوبة تأمين الطعام والاحتياجات الاساسية الاخرى، وهو ما جعل حياة الناس اقرب الى الكارثية حيث يصعب التنقل ضمن الحي المحاصر من جهاتها الاربع ( المعارضة في الشرق و الغرب و الشمال، والنظام في الجنوب) مع بعض الاستثناء الذي يسمح عبره النظام بمرور بعض المساعدات الانسانية الى الحي.
وهو ما دعا بجمعية الهلال الاحمر الكردي التي تدير المركز الطبي الوحيد بالحي الى اطلاق نداء استغاثة جراء تزايد اعداد الضحايا وقلة الامكانات الطبية والانسانية، حيث يلجأ الكادر الطبي الى اجراء عمليات جراحية للمصابين دون المواد المخدرة وفي غياب أكياس الدم، وهو ما تسبب بحسب الجمعية الى وفاة عدد من المصابين.
وتعتبر يوم الاحد 6-3-2016 اليوم الاسوء الذي شهده الحي منذ بداية القتال، عندما بدأت فصائل المعارضة منذ صباح الباكر باطلاق اكثر من 70 قذيفة من مختلف الاصناف ( هاون، اسطوانات غاز، حميم) على وسط الحي ( سوق الخضرا، شارع ياسين ياسين، شارع 15، فروج داوود) والمعروفة بتواجد المدنيين فيها، حيث ينتشر مقاتلي وحدات حماية الشعب على اطراف الحي في مناطق التماس، واستمر القصف دون توقف حتى المساء، واسفر عن تدمير 8 منازل بشكل شبه كامل فوق ؤوس قاطنيها، ومقتل 12 مدنيا وجرح نحو 40 آخرين بينهم اطفال ونساء، ليرتقع عدد القتلى الى 16 مدني بعد انتشال الجثث من تحت الانقاض، الى جانب 4 عناصر من قوات الاسايش ( الشرطة المحلية).
رابط فيديو الدمار والضحايا:
فصائل المعارضة رغم نفيها المسؤولية عن المجزرة والقائها التهمة الى النظام الا ان الفيديوهات التي تنشرها صفحات الفصائل و الناشطين المعارضين على الانترنت يظهر حجم القصف التي تزامن نشرها مع يوم المجزرة، حيث توضح الفيديوهات الجهات التي تقصف وحجم القصف، كما حملت وحدات حماية الشعب فصائل المعارضة المسؤولية عن المجزرة.
وتبعت هذه الحادثة مجزرة اخرى في اليوم التالي 7-2-2016 عندما وصلت فصائل المعارضة قصفها للحي واسفر عن مقتل 5 مدنيين بينهم اربعة من عائلة واحدة ( حميدي) تضم اماً واطفالها الثلاثة.
لذا يؤكد المواطن الكردي ” أحمد البرازي ” المتواجد حاليا في الحي بإن الحي لا يستطيع الصمود كثيرا وذلك نتيجة قطع كل أنواع الغذاء عنها بما في ذلك الطحين المخصص للخبز في الأفران ، فيكمل قائلا بأن الحي منذ أكثر من سنة ونصف يتعرض للمضيقات اليومية من قبل هذه الكتائب والتي يؤكد البرزاي بأنه تابعة للمعارضة السورية من خلال قوله بلغته العامية ( يا عيني ع هدول المعارضة السورية المعتدلة وبدهم يحررولنا سوريا ويسقطو النظام ) فيكمل باكيا بأن جثث المدنيين ملقاة في الشوراع والدماء تسيل في أزقة الحي ولا أحد يأبه لما يحصل للكرد في هذا الحي المنسي في خفايا الموت وأرصفة الدمار والخراب ، تارة يهاجمنا ويقصفنا النظام الوحشي وأخرى يقصفنا ويهاجمنا قوات المعارضة السورية .
لا تزال حي شيخ مقصود في حلب تقدم الضحايا بين قتيل وجريح من المدنيين الابرياء نتيجة القصف الذي ما زال مستمرا من قبل الفصائل الإسلامية المسلحة رغم سريان الهدنة التي اتفق عليها كل من روسيا وأمريكا لوقف القتال الدائر في سوريا ………..
وفي بيان رسمي أصدره وحدات حماية الشعب الكردي بأن : المعارضة السورية لم تحترم الهدنة السورية إن الفصائل والكتائب التابعة للإتلاف السوري المعارض ومنها (حركة أحرار الشام الإسلامية، الجبهة الشامية، لواء السلطان مراد، كتائب السلطان فاتح، كتائب فاستقم كما أمرت، كتائب نور الدين زنكي، اللواء 13، الفوج الأول، الكتيبة 116 وكتائب أبو عمارة) والمتمركزين في دوار الجندول وحي رستم باشا وبني زيد والسكن الشبابي والكاستيلو يقومون بقصف حي الشيخ مقصود يومياً بقذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع كمدفع جهنم ومن خلال عمليات القنص يرتكبون أفظع الجرائم بحق المدنيين العزل والأبرياء من النساء والأطفال وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها.
وآخر هذه المجازر التي ارتكبتها هذه القوات التابعة للمعارضة السورية مجزرة يوم الأحد 6 آذار حيث أمطرُ حي الشيخ مقصود بأكثر من 80 قذيفة من مدفع جهنم (اسطوانات الغاز) وهدمت عشرات الدور السكنية على رؤوس ساكنيها.
و كما طالب البيان المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الاتحادية بإتخاذ التدابير المناسبة كونهما الدولتان الراعيتان للهدنة السورية لوضع حد لتجاوزات هذه الكتائب والفصائل التابعة للائتلاف السوري المعارض وشركائهم في المجلس الوطني الكردي.
وفي بيان أخر أصدره وحدات حماية الشعب “القيادة العامة لوحدات حماية الشعب إلى الفريق الخاص بالهدنة السورية السيدات والسادة في الفريق الخاص بالهدنة السورية المحترمين… نحيطكم علما بان حركة احرار الشام الإسلامية، كتائب السلطان مراد، لواء السلطان محمد فاتح، كتائب نور الدين زنكي، فيلق الشام، جيش الاسلام، جيش المجاهدين، تجمع فاستقم كما أومرت، كتائب ابو عمارة، حركة فجر الشام الاسلامية، الجبهة الشامية، صقور الجبل، جيش العزة، فرسان الحق، جيش النصر، جند الاقصى، كتائب الصفوة الاسلامية، الفرقة 113 ، الفرقة 16 ، احفاد عمر، فيلق الرحمن، الفرقة 101 ، الفوج الاول، لواء منتصر بالله بالإضافة إلى جبهة النصرة قاموا بقصف حي الشيخ مقصود اليوم الاحد 6 آذار 2016 من نقاط تمركزهم في دوار الجندول ودوار الكاستيلو.
وقد استخدم في القصف مدافع الهاون ومدافع جهنم محلية الصنع بالإضافة الى عمليات القنص، وقد ادى القصف على الاحياء المدنية المأهولة بالسكان المدنيين الى استشهاد 3 وجرح 10 آخرين بينهم اطفال ونساء.
كما أن هناك عدد آخر من الضحايا مازالو تحت الانقاض. والقصف مستمر الى ساعة اعداد هذا التقرير.
كما تم استهداف بعد ظهر اليوم السبت الساعة 14 المصادف ل 6 آذار 2016 قرية باشمرا التابعة لناحية شيراوا في مقاطعة عفرين من قبل نفس المجموعات المتمركزة في قبطان الجبل ودارة عزة الى قصف بمدافع الهاون والصواريخ المحلية الصنع ومدافع جهنم.
ومن جهة أخرى يؤكد الاعلامي مصطفى عبدي المتابع للشأن الكردي السوري بأن ما يحصل في حي الشيخ مقصود في حلب ترتقي للجرائم ضد الإنسانية وذلك من خلال استهدافهم وبشكل مقصود المدنيين الكرد في حي الشيخ مقصود .
في حين يؤكد المجلس الوطني الكردي في سوريا والذي هو بدوره جزء من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان رسمي ” إننا في المجلس الوطني الكردي في سوريا ندين بشدة هذا العمل الارهابي، ونعتقد أن على قوات المعارضة الحفاظ على حياة المدنيين واعتبارها خطاً أحمراً،من حيث أن استهداف المدنيين بشكل مقصود هو ما قام به النظام طوال الأعوام الماضية وعلى المعارضة السياسية والعسكرية الوقوف بحزم ضد أي تحركات تصب في السياق ذاته. إننا في الوقت الذي ندعو فيه قوات ال ب ي د الى عدم استخدام المدنيين كدروع بشرية فإننا ندعو قوات المعارضة إلى الوقف الفوري لهذه الأعمال العسكرية، والمعارضة السياسية السورية ممثلة بالإئتلاف الوطني والهيئة العليا للتفاوض لإدانة هذه الخروقات للهدنة المعلنة، وتحمل مسؤولياتها كجهة ضامنة لحياة المدنيين في سوريا على اختلاف مكوناتها، والالتزام بتعهداتها أمام المجتمع الدولي بضرورة وقف العمليات العسكرية والالتزام بالهدنة، داعين كافة الأطراف العسكرية في منطقة حلب وريفها إلى إعادة تفعيل الاتفاقيات المشتركة السابقة بينها، وتحييد المدنيين في الصراعات العسكرية الدائرة في المنطقة بين مختلف الفصائل العسكرية ” .
وفي سياق أخر يأكد ” مصطفى عبدي ” عن الهجمات التي تتعرض لها الحي أضاف قائلا بإن هذه الهجمات قد ترتقي إلى مرتبة الجريمة ضد الإنسانية “تشكل الهجمات العشوائية على المدنيين انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الانساني، ووفق القانون الدولي الإنساني العرفي فان هذه الهجمات تشكل جرائم_حرب.
حيث يتحمل القادة الذين أصدروا الأوامر المسؤولية الجنائية الفردية عن هذه الهجمات، إضافة إلى كل من ارتكب أو سهل أو ساعد أو قدم العون لارتكاب هذه الهجمات التي هي جرائم حرب.
إن قتل المدنيين في الشيخمقصود يشكل جريمة “القتل العمد” وهو من الأفعال الأساسية المشكلة للجريمة ضد الإنسانية. يبدو إن ازدياد عدد حوادث القتل العمد في الشيخ مقصود بحسب مقاطع الفيديو والشهادات واسماء الضحايا يشير إلى هجوم واسع ضد السكان المدنيين، وهو شرط ظرفي أساسي للجرائم ضد الانسانية. ويبدو بأن هذا الهجوم ضد السكان المدنيين يأتي في سياق هجوم “واسع النطاق” و “منهجي” في آن واحد، حيث قد يرقى إلى مرتبة الجريمةضد_الإنسانية.
حيث أن الفصائل المهعاجمة على حي شيخ مقصود في حلب وارتكاب مجزرة فيها ، وهي :
1- حركة احرار الشام الإسلامية
2- كتائب السلطان مراد
3- لواء السلطان محمد فاتح
4- كتائب نور الدين زنكي
5- فيلق الشام
6- جيش الاسلام
7- جيش المجاهدين
8- تجمع فاستقم كما أومرت
9- كتائب ابو عمارة
10- حركة فجر الشام الاسلامية
11- الجبهة الشامية
12- صقور الجبل
13- جيش العزة
14- فرسان الحق
15- جيش النصر
16- جند الاقصى
17- كتائب الصفوة الاسلامية
18- الفرقة 113
19- الفرقة 16
20- احفاد عمر
21- فيلق الرحمن
22- الفرقة 101
23- الفوج الاول
24- لواء منتصر بالله
25- جبهة النصرة
26- لواء احرار سوريا
الشهادات :
الشهادة رقم 1 :
مصطفى عبدي \ صحفي :
حي الشيخ المقصود، والذي تفطنه غالبية كردية، مع الالاف من العوائل النازحة اليه من باقي احياء حلب والتي تقع تحت سيطرة المعارضة، كونه الاكثر امنا في حلب، وبحسب متابعاتي كاعلامي فإنه تعرض مرارا لمحاولات اقتحام ، وكان يتعرض للقصف بشكل متكرر من قبل العشرات من الفصائل المحسوبة على المعارضة المسلحة، كونه يقع تحت سيطرة وحدات الحماية الشعبية.
ورغم ان الحي يدار مدنيا من قبل مجلس محلي مشترك، يديره كل المكونات في الحي، ووجود الالاف من العوائل العربية التي لم يحدث ان اشتكوا من سوء المعاملة ام الاقصاء، فان الفصائل المسلحة ظلت تواصل استهداف الحي، وقصفه والتهديد بحرقه حتى، بحجج مختلفة.
الحي تعرض لعشرين محاولة اقتحام من قبل الفصائل المعارضة، و سبع محاولات من قبل النظام، وتعرض 8 مرات لقصف جوي من قبل طائرات النظام، وبحسب احصائية غير رسمية فإن عدد المدنيين الذي فقدوا حياتهم جراء تلك الهجمات وصل الى 300، اضافة الى 1000 حالة بين جريح منها حالات ادت لاعاقات دائمة.
الحي ظل محاصرا منذ عام 2012 ايضا، وكانت حركة المدنيين منه واليه معقدة وصعبة ويتم اعتقال الكثير من الشبان على حواجزالموجودة على طريق كاستيلو من قبل مجموعات مختلفة غالبها يدعي تبعيته للجيش الحر والاخير لم ينفي ذلك يوما، وكان يتم الافراج عن بعضهم لاحقا مقابل فدية مالية قد تصل ل 5 مليون ليرة سوريا.
عدد الفصائل التي تهاجم الحي في الحملة الاخيرة وصل الى 26 فصيل عسكري، ونشر بعضهم فيديوهات تظهر القصف العشوائي، بمدافع الهاون، ومدفع جهنم، اضافة الى اشراك الدبابات في محاولات لاقتحامه.
دعوات اخلاء الحي ايضا نشرتها عدة فصائل ومنها لواء سلطان مراد، ولواء احرار سوريا حيث اعتبرو الحي منطقة عسكرية ودعوا سكانها لافراغها، وهو امر مستحيل فاين سيغادر ال 70 الف نسمة، واي طريق سيسلكونه وهم محاصرين من قبل النظام في الجهة الجنوبية وفصائل متطرفة بينها جبهة النصرة في الجهات الثلاث المتبقية، هذا عدا ما يعنيه نزوح 70 الف نسمة من مكان سكنهم الذي صمدوا فيه طيلة السنوات الاربع الاخيرة رغم كل الظروف القاسية والقصف والحصار والقنص.
الشهادة رقم 2 :
حي الشيخ مقصود في حلب
********** – مدرس
هناك قصف عشوائي مكثف على الشيخ مقصود يستهدف السكان المدنيين وبيوتهم ومحلاتهم التجارية، ذلك لأن أكثر المناطق المستهدفة هي مناطق يتواجد فيها الناس بكثرة مثل سوق الخضار، وشارع (15) في الحي الغربي، والشارع المؤدي إلى المدارس والسوق في الحي الشرقي، والأماكن المحيطة بالمساجد، كمسجد صلاح الدين الأيوبي، ومسجد السلام، ومسجد الشيخ معروف الكرخي، والمفارق الناتجة عن تقاطع الشوارع يمكن القول إن الحي مستهدف بكامله، والوضع الانساني يرثى له فالسكان يمرون بحالة مأساوية نتيجة الخوف والذعر الناتج عن القصف العشوائي وسقوط الضحايا جراء ذلك القصف .
هناك بيوت تهدمت فوق أصحابها الذين قضوا تحت الأنقاض، وهناك ضحايا ممن قضوا أو سقطوا جرحى إثر الشظايا التي تنتج عن القذائف التي تسقط بكثرة في كثير من الأماكن.
إضافة إلى ذلك هناك صوت إطلاق نار بشكل كثيف في أغلب الأوقات مما أدى إلى شل حركة الناس والخوف من التحرك بشكل ملحوظ وملفت، أي أن الوضع الأمني يرثى له فالغالبية العظمى من السكان تحاول الهرب والخروج من الحي إلا أن إغلاق الطرقات أمامهم يحول دون تحقيق ذلك. والجدير بالذكر أن هذا الوضع المأساوي أدى إلى وجود وضع معيشي صعب ناتج عن انعدام الكثير من المواد الضرورية وغلاء للأسعار. وفي ضوء هذا الوضع المأساوي لسكان الحي لم نجد منظمات إنسانية مستقلة في الحي.
شهادة رقم 3 :
ميديا
جريحة جراء القصف على الحي ، مواطنة كردية من حي الشيخ مقصود
تقول ميديا بأنها كانت في منزلها مع أهلها خلال ساعات المغرب وما إلا أصوات القذائف قد تصاعدت ولم نكن نعرف مصدر القذائف والصوت ولكنها لم تصحى إلا وهي جريحة في السرير في أحد مركز الطبية التابعة لمجلس الحي ، وتقول ميديا بأنها كان هناك إلى جانبها العشرات من الجرحى ، تؤكد ميديا بأنها ليست المرة الأولى التي يتم الهجوم فيه على الحي من قبل الكتائب الاسلامية التابعة للمعارضة السورية ولكن هذه المرة كان الهجوم عنيفا ، والقصف عشوائيا ، ولا يزال القصف على الحي مستمرا كل يوم دون التوقف ، وشواع الحي خاوية من سكانها ، وأصوات الرصاص فقط تسمع من قريب على أطراف الحي .
وتقول لحسن حظها بان أصابتها خفيفة وهي في حالة جيدة ولكنها حزينة على ما شاهدته من جرحى وقتلى من المدنيين وتزامنا مع ذلك نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية في الحي بسبب الحصار الخانق على الحي .
في نهاية حديثها قالت ميديا بأن الموت أصبحت سيرة يومية في حياة المواطن السوري ، ولكنها رغم القصف والموت تشاهد من بعيد فسحة أمل للسوريين .
شهادة رقم 4 :
أحمد خليل ( مدني يسكن حي الشيخ مقصود مع عائلته )
لا تزال القذائف تتساقط علينا من كل حدب وصوب ، وفي الشوارع تسيل الدماء وأصوات الأطفال والنساء تتعالى من المنازل ، لم نرى النور منذ أيام عدة ، والخبز مقطوع بسبب الحصار والحرب ، والماء مقطوع ، كل شيء مقطوع عن هذا الحي البائس .
استشهد جاري مع ابنته الصغيرة نتيجة سقوط قذيفة على منزله ولا تزال القذائف تنهال علينا ، ولا ندري من سيموت ومن سيعيش .
أخاف على أولادي من هذا الوضع المأساوي والحصار الخانق والرعب الذي يدب من كل زواية الحي ، ولا يوجد هناك طريق لنهرب من الحي ونخرج من هذا الدمار والدماء
ننتظر المجتمع الدولي والعالم بأن يشاهدوا ما يحل بنا كرد حي الشيخ مقصود ، تارة من النظام وتارة من الإسلامين واليوم المعارضة السورية .
شهادة رقم 5 :
أمينة
رفضت الكشف عن هويتها لنا
تقول أمينة بأن هذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيه هجوم عسكري وحرب على الحي ، ولكن هذه المرة الحرب قوية والهجوم شرس ، تكمل قائلة بأن الحي قد تدمر في كثير من نقاطه بسبب القذائف التي تسقط عليهم
وتقول بأنه هناك الكثير الكثير من الجرحى والعشرات من القتلى ( الشهداء ) ، تبكي أمينة على حالها وحال الحي الذي بات مقبرة من مقابر حلب ، تقول بأنها لا تستطيع النوم مع أولادها منذ أيام عديدة بسبب الأصوات الكثيفة ، وخوفهم من أن يقتحم هؤلاء الأشرار الحي ويقتلوا جميع من فيها ، كما فعل داعش في كوباني على حد قولها
وفي النهاية تقول أمينة ليس لنا سوى الله الواحد الأحد فبه نحتمي ونؤكله أمرنا
الشهادة رقم 6 :
الحجة فاطمة ( إمرأة مسنة تسكن الحي مع أولادها وأحفادها )
تقول السيدة فاطمة وهي باكية إننا نحن اهالي حي الشيخ مقصود من الكرد يموت منا كل يوم نساء واطفال وشباب وشيوخ نتيجة القذائف التي تقع على رؤوسنا كل يوم والموت الذي يحاصرنا من جميع الجهات .
نحن نموت إما من القذائف التي تسقط علينا أو نتيجة الجوع التي تسيطر علينا بعد أن انقطع جميع انواع المواد الغذائية عن الحي بما في ذلك الخبز الذي يعد المصدر الاساسي للغذاء (( لك حتى ربطة خبز لنطعمي فيها أولادنا ما عم نلاقي وكهرباء ما في لك ما في حياة عم نعيش هون بالف يا ويلاه, بدون يقتلونا هون بأرضنا اللي صرلنا عم نعيش عليها من ايام اجدادنا يا أم رح يدخلو ع الحي يا أم رح يقتلونا , يا عالم نحن ما رح نطلع من بيوتنا حتى لو متنا , أنا رح قدم كل اولادي ليموت شهداء ويدافعو عن أرضون بس ما رح نطلع , نحن الكرد هذا كان مصيرنا من يوم يومنا نموت ونقتل ومجازر ترتكب بحقنا بس إلا ما يجي شي يوم وناخد حقنا بإذن الله )).
وتكمل السيدة فاطمة حديثها مع فريق المنظمة أصبح لنا منذ عدة أيام لا نعرف إن كنا سنموت اليوم أو الغد نتيجة القذائف التي تتماطر علينا ومات على أثرها الكثير من النساء والأطفال الأبرياء .
وفي نهاية الحديث قالت ” لماذا الجميع ينظر إلينا ويتكاتف , لماذا لا أحد يساعدنا , نحن نموووت ساعدونا يا عالم “
الشهادة رقم 7 :
الصحفي نضال حنان ( من أهالي حي شيخ مقصود النازحين عنها نتيجة الأوضاع التي تمر بها الحي وهو من المتابعين والمتواصلين بشكل مستمر مع داخل الحي )
يخبرنا الصحفي ” حنان ” بأنه وأثناء تواصله مع داخل الحي بأن العديد من أهالي الحي قد سقطوا ضحايا وهم من المدنيين الإبرياء وطارق أحد الضحايا من الأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم كغيرهم في ما يجري داخل الحي .
ويخبرنا : بأن طارق عمرو 12 سنة طالب صف سادس، نزح مع اهله من الاحياء الشرقية الى الشيخ مقصود، كان “عم يلعب هو او خمسة اطفال قدام المدرسة بالحي الشرقي ، انضرب عليهم جرة غاز” وفقا لاحد أقربائه ، أصيب في الرأس، تم اسعافه الى المركز الطبي الوحيد التابع لجمعية الهلال الاحمر الكردي في الحي، لكنه كان قد فقد حياته، فيما اصيب رفقاء لعبه اصابات متفاوتة.
ويكمل حنان قائلا بأن المعارك اخذت منحىً اعنف مع دخول اتفاق الهدنة في 26-2-2016 حيز التنفيذ بعد توجيه معظم فصائل المعارضة والاسلامية قواتها واسلحتها الى جبهة الشيخ مقصود، مستفيدة من جمود الجبهات مع قوات النظام، حيث يشارك الان اكثر من 26 فصيلا في المعارك ضد وحدات حماية الشعب وهي “حركة أحرار الشام الإسلامية، كتائب السلطان مراد، لواء السلطان محمد فاتح، كتائب نور الدين زنكي، فيلق الشام، جيش الإسلام، جيش المجاهدين، تجمع فاستقم كما أومرت، كتائب أبو عمارة، حركة فجر الشام الإسلامية، الجبهة الشامية، صقور الجبل، جيش العزة، لواء فرسان الحق، جيش النصر، جند الأقصى، كتائب الصفوة الإسلامية، الفرقة 113، الفرقة 16، أحفاد عمر، فيلق الرحمن، الفرقة 101، الفوج الأول، لواء منتصر بالله وجبهة النصرة”.
لجأت الفصائل المعارضة في هذه المعارك الى استخدام كافة صنوف الاسلحة المتوفرة لديها من الاسلحة الفردية و الخفيفة والقذائف المحلية الصنع وغيرها من اهمها ( الهاون، مدفع الجهنم “اسطوانات الغاز” ، صواري حميم)، كما ظهرت معلومات عن استخدام اسلحة ذات محتوى يعتقد انه كيمائي او سام.
المعارك والاشتباكات تراوح مكانها بين تقدم وتراجع من الطرفين في مناطق الاشرفية وحي السكن الشبابي والشقيف ومعبر الرز، حيث تمكنت وحدات حماية الشعب من التقدم في الاشرفية للتتراجع لاحقا في السكن الشبابي.
الا ان الضريبة الكبرى للمعارك يدفعها سكان حي الشيخ مقصود المدنيين الذي يقدر عددهم باكثر من 50 الف نسمة غالبيتهم من مواطنين سوريين اكراد ونازحين من مكونات عربية وتركمانية ومسيحية من مناطق واحياء حلب الشرقية الذين لجؤوا الى الحي بسبب القتال وقصف النظام والمعارضة لمناطقهم وهو ما يتوضح من عدد الضحايا الذين سقطوا حتى الان، واستهداف فصائل المعارضة بشكل متعمد للمدنيين في الحي كما يظهر فيديو انتشر على الانترنت، لقائد عسكري يوجه الاوامر لضرب المدنيين .
أمام شدة القصف والذي يقدر وسطيا بنحو 20 قذيفة يوميا بحسب اهالي الحي فإن السكان يلجؤون الى اقبية المباني والكهوف للاحتماء من تساقط القذائف، ويقضون ايامهم ولياليهم فيها رغم ظروف الطقس البارد وصعوبة تأمين الطعام والاحتياجات الاساسية الاخرى، وهو ما جعل حياة الناس اقرب الى الكارثية حيث يصعب التنقل ضمن الحي المحاصر من جهاتها الاربع ( المعارضة في الشرق و الغرب و الشمال، والنظام في الجنوب) مع بعض الاستثناء الذي يسمح عبره النظام بمرور بعض المساعدات الانسانية الى الحي.
وهو ما دعا بجمعية الهلال الاحمر الكردي التي تدير المركز الطبي الوحيد بالحي الى اطلاق نداء استغاثة جراء تزايد اعداد الضحايا وقلة الامكانات الطبية والانسانية، حيث يلجأ الكادر الطبي الى اجراء عمليات جراحية للمصابين دون المواد المخدرة وفي غياب أكياس الدم، وهو ما تسبب بحسب الجمعية الى وفاة عدد من المصابين.
وتعتبر يوم الاحد 6-3-2016 اليوم الاسوء الذي شهده الحي منذ بداية القتال، عندما بدأت فصائل المعارضة منذ صباح الباكر باطلاق اكثر من 70 قذيفة من مختلف الاصناف ( هاون، اسطوانات غاز، حميم) على وسط الحي ( سوق الخضرا، شارع ياسين ياسين، شارع 15، فروج داوود) والمعروفة بتواجد المدنيين فيها، حيث ينتشر مقاتلي وحدات حماية الشعب على اطراف الحي في مناطق التماس، واستمر القصف دون توقف حتى المساء، واسفر عن تدمير 8 منازل بشكل شبه كامل فوق ؤوس قاطنيها، ومقتل 12 مدنيا وجرح نحو 40 آخرين بينهم اطفال ونساء، ليرتقع عدد القتلى الى 16 مدني بعد انتشال الجثث من تحت الانقاض، الى جانب 4 عناصر من قوات الاسايش ( الشرطة المحلية).
فصائل المعارضة رغم نفيها المسؤولية عن المجزرة والقائها التهمة الى النظام الا ان الفيديوهات التي تنشرها صفحات الفصائل و الناشطين المعارضين على الانترنت يظهر حجم القصف التي تزامن نشرها مع يوم المجزرة، حيث توضح الفيديوهات الجهات التي تقصف وحجم القصف، كما حملت وحدات حماية الشعب فصائل المعارضة المسؤولية عن المجزرة.
ويكمل ” حنان ” بأنه تبعت هذه الحادثة مجزرة اخرى في اليوم التالي 7-2-2016 عندما واصلت فصائل المعارضة قصفها للحي واسفر عن مقتل 5 مدنيين بينهم اربعة من عائلة واحدة ( حميدي) تضم اماً واطفالها الثلاثة.
ويكمل حنا ن قائلا بأن القصف على الحي لا يزال مستمر بشكل يومي والجرحى والقتلى يتزايدون مع التطويق الكامل للحي ونقص الأدوية والأغذية وغيرها .
أسماء الشهداء :
– جاسم العلي
– محمود البكري
– علاء البكري
– منير يونس
– عبد الله يونس
– ياسر يونس
– غدير نداف
– اسماعيل معمو
– مصطفى هورو
– روجهلات علي
– رشاد عبدو
– رناس كوباني
– غاليه و قد توفيت بتوقف القلب
– غدير نداف وابنيها ابو بكر عبدالله سنتان و يونس عبدالله 4شهور
– يوسف شيخ الزين
– فاطمة العيسى
– احمد الحميدي وأولاده الاربعة
– عبد الله احمد الحميدي
– محمد احمد الحميدي
– صالح احمد الحميدي
– براء احمد الحميدي
– محمد قلاش
– قاسم محمود صاموع
– حياة مرندي
– فاطمة الزهراء مصطفى علي حمشو
– بشرى محمود مصطفى
– عبد الخالق عبد الكريم حاج أحمد
– عبد الكريم بكور طحينة
– علي سعيد السعيد
– احمد الحاج سليمان
– أحمد السيد 40 عام
– بشرى مصطفى 17 عام
– عبد الخالق حاج محمد 42
– عبد الرحمن طحينة 60
– محمد علي محمد 8 سنوات
– دلشان علي
وهناك أكثر من 400 جريح ، ولا تزال الهجمات على الحي مستمرة من تلك الفصائل بشكل يومي
التوصيات :
1 – تشكيل لجنة تقصي الحقائق للوقوف على العملية الأرهابية الموجهة إلى السكان المدنيين في حي الشيخ مقصود وتحديد الجهات المشاركة في العملية الإرهابية والتي تعد من أشد الجرائم خطورة الموجه ضد المدنيين .
2 – تشكيل لجنة قانونية لتعويض الضحايا وذويهم عن هذه المجزرة المروعة .
3 – التوجه إلى جميع أطراف النزاع في سوريا من اجل تحييد المدنيين عن جميع أشكال الصراع والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة .
4 – الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والقتل ونزيف الدم في الشوارع السورية عموما, وفي المناطق الكردية خصوصا, آيا كانت مصادر هذا العنف وتشريعاته وآيا كانت أشكاله دعمه ومبرراته.
5 – الوقف الفوري لكافة الممارسات العنصرية والقمعية التي تعتمد أساليب التطهير العرقي بحق الأكراد السوريين.
6 – العمل الشعبي والحقوقي من كافة مكونات المجتمع السوري, وخصوصا في المناطق ذات الأغلبية الكردية, من اجل مواجهة وإيقاف المخاطر المتزايدة جراء الممارسات العنصرية التي تعتمد التهجير القسري والعنيف من اجل إفراغ المناطق الكردية من سكانها الأصليين, والوقوف بشكل حازم في وجه جميع الممارسات التي تعتمد على تغيير البنى الديمغرافية تحقيقا لأهداف ومصالح عرقية وعنصرية وتفتيتيه تضرب كل أسس السلم الأهلي والتعايش المشترك.
7 – وكون القضية الكردية في سوريا هي قضية وطنية وديمقراطية بامتياز، ورمزا أساسيا للسلم الأهلي والتعايش المشترك, ينبغي دعم الجهود الرامية من أجل إيجاد حل ديمقراطي وعادل على أساس الاعتراف الدستوري بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي، ورفع الظلم عن كاهله، وإلغاء كافة السياسات التمييزية ونتائجها، والتعويض على المتضررين ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباٍ، بما يسري بالضرورة على جميع المكونات السورية والتي عانت من سياسيات تمييزية متفاوتة.
8 – تلبية الاحتياجات الحياتية والاقتصادية والإنسانية للمدن المنكوبة وللمهجرين داخل البلاد وخارجها، وإغاثتهم بكافة المستلزمات الضرورية.
9- قيام المنظمات والهيئات المعنية بالدفاع عن قيم المواطنة وحقوق الإنسان و النضال السلمي، باجتراح السبل الآمنة وابتداع الطرق السليمة التي تساهم بنشر وتثبيت قيم المواطنة والتسامح بين السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، على أن تكون ضمانات حقيقية لصيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي آمن لجميع أبنائه بالتساوي دون أي استثناء.