أفرج قضاء ما يسمى “الجيش الوطني” عن قائد ميليشيا شهداء الشرقية المسلحة، “أبو خولة موحسن” بعد سنتين وتسعة أشهر في السجن.
وكان قد حـكم على “أبو خولة” في شهر حزيران من عام 2020م بالسجن لمدة “خمس أعوام” بتهمة تشكيل فصيل خارج هيكلية الجيش الوطني.
إلا أنه تم الإفراج عنه اليوم بعد الموافقة من قبل مايسمى قضاء الجيش الوطني على تخفيض حكمه وفق قانون “ربع المدة”
وبتاريخ 30 يونيو، 2020 أصدرت محكمة الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني المدعوم من تركيا حكما بالسجن لخمس سنوات على قائد تجمع شهداء الشرقية عبد الرحمن المحيمد الحسين المعروف بلقب “أبو خولة موحسن” بتهمة تشكيل فصيل خارج الجيش الوطني ورفض أوامر المخابرات التركية.
ويعرف عن أبو خولة معارضته لاتفاق التسوية التي صاغتها تركية وروسيا في محيط ريف حلب الشمالي حيث شن هجوما على حواحز الجيش السوري في مدينة تادف بريف حلب الشرقي وهو ما أثار غضب تركية التي أمرت باعتقاله.
“أبوخولة موحسن” .. كان قد اعتقل من قبل المخابرات التركية بتاريخ 28 مايو، 2019 في مدينة عفرين شمالي حلب.
وأصدر لواء شهداء الشرقية بيانًا اليوم طالب فيه الشرطة العسكرية وكافة فصائل الجيش الوطني بالإفراج الفوري عنه، ودعا أبناء المنطقة الشرقية الخروج بمظاهرات للمطالبة بالإفراج عنه.
يُذكر أنّ “أبي خولة” خرج من منطقة عفرين مع مجموعة من عناصره إلى إدلب في 27 أكتوبر 2018.
من هو أبو خولة؟
عبد الرحمن المحيمد أو كما بات يُعرَف بـ “أبو خولة موحسن”، من مواليد عام 1985، في رأس العين، شمال الحسكة، وتنحدر عائلته من مدينة موحسن، بريف ديرالزور الشرقي، انتقل للعيش في دمشق، وتطوع في سلك الشرطة المدنية، وعمل في العاصمة دمشق.
عائلة أبو خولة:
وللمحيمد أربعة أخوة، أحدهم طالب جامعي، اعتقلته أجهزة الأمن، في دمشق، عام 2012 ، وغُيّب عن أهله منذ ذلك الحين، حتى وردتهم معلومات، تفيد بوفاته تحت التعذيب.
والثاني اعتقله تنظيم داعش في أواخر عام 2014، ووردت إلى أهله معلومات تفيد بإعدام التنظيم له، ببلدة تادف، شمال شرق حلب، بعد أشهر من الاعتقال.
أما أخوه الثالث فكان عنصراً في جيش العزة، إلى أن ترك عمله بعد اعتقال أبو خولة، وأخ رابع مدني، يعمل في التجارة الحُرّة.
قتلت ابنته خولة بقذيفة مدفعية أطلقت من مطار دير الزور العسكري، وسقطت بالقرب منها في مدينة موحس، عن عمر لا يتجاوز ثلاثة أعوام.
انشق عن قوات الأمنية السورية وانضمّ لصفوف الفصائل المسلحة بديرالزور في شهر آذار من العام 2012، وعمل في كتيبة تسمى بكتيبة الصحابي “أبي بكر الصدّيق”، فر إلى ريف حلب الشمالي، في شهر حزيران سنة 2014. والتقى المحيمد، مجدداً، بأحمد الهايس “أبو حاتم شقرا”، – قائد أحرار الشرقية حالياً – وبعض القادة، وانضموا، برفقة عدد من العناصر، إلى حركة أحرار الشام، وبدؤا بجمع المقاتلين من أبناء محافظة ديرالزور، والمنطقة الشرقية، حتى شكلوا فوج خاص بهم يدعى (106) داخل حركة أحرار الشام.
استمر قتال المحيمد ضمن مجموعته مع أحرار الشرقية حتى بعد انتهاء المعارك مع التنظيم شمال حلب، وخضع كقائد جماعة لدورة عسكرية عند الجيش التركي داخل تركيا، أواخر عام 2017.
تشكيل لواء التوحيد مهام خاصة:
بعد أشهر من إنهاء الدورة العسكرية في تركيا، وبسبب خلافات مع أحمد الهايس “أبو حاتم شقرا”، قرر أبو خولة مع مجموعته، ترك أحرار الشرقية وتشكيل فصيل مستقل. اسماه “التوحيد مهام خاصة”، وقد ضم الفصيل العشرات من المقاتلين، من معظم المحافظات السورية.
وفي الخامس من شهر تموز من العام 2018، اقتحم المحيمد مع عناصره بلدة تادف، جنوب مدينة الباب “شمال شرق حلب”، وسيطروا عليها بالكامل، بعد ساعات من اقتحامها، نصرة لدرعا (بحسب المحيمد في فيديو مسجل بعد المعركة).
وحمل الفيديو لغةً تخوينية لما أسماهم بـ “بعض القادة الخونة”، محملاُ إياهم مسؤولية الانسحاب من البلدة (تادف) بعد ساعات من السيطرة عليها.
وبعد المعركة أعلن عن تشكيل “تجمع شهداء الشرقية”، (لكثرة عدد العناصر والاندماج مع فصائل أخرى صغيرة).
انتهت معركة تادف، وطالبت قيادة الجيش الوطني، المحيمد حل فصيله وتسليم سلاحه، وظهر حينها المحيمد بفيديو قال فيه إنّه سلم بعض السلاح، وحل فصيله، بسبب سوء حالته الصحية (إذ يعاني من أمراض في المعدة والكبد).
علاقة المحيمد بالجيش الوطني وتحرير الشام:
وفي الثامن عشر من شهر تشرين الثاني من عام 2018 هاجم الجيش الوطني حي الفيلات بمدينة عفرين (حيث يسكن المحيمد وعناصره)، تحت مسمى “حملة السلام” لمحاربة الفساد، وقاموا بقصف منازل عناصر “شهداء الشرقية”، بالأسلحة الثقيلة. وامتدت الاشتباكات بين “الجيش الوطني” و “شهداء الشرقية”، من الفجر، حتى ساعات المساء.
المعركة انتهت بانسحابهم من الريف الشمالي (غصن الزيتون ودرع الفرات)، إلى مدينة إدلب
يوم الاعتقال:
في الثامن والعشرين شهر أيار من العام الجاري 2019، دخل المحيمد، متخفياً، مناطق سيطرة الجيش الوطني، متجهاً نحو عائلته، التي تركها في بلدة الراعي، شمال حلب.
وأثناء عودته، ليلاً، في اليوم ذاته، إلى إدلب، تم تعقبه لأكثر من 50 كم ، بعد رصد للسيارة التي كان يستقلها، وتم اعتقاله على حاجز الشط بمدخل مدينة إعزاز شمال حلب.
وأطلق ناشطون حملة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “أطلقوا سراح أبو خولة”، وشاركت فيها بعض المجالس والهيئات المدنية والشبكات الإعلامية، بعد مرور أكثر من خمسة أشهر، على احتجازه في سجون الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني في إعزاز، دون إحالته للقضاء، أو بيان سبب اعتقاله، وبعد تردي حالته الصحية، وإسعافه عدة مرات إلى المشفى.
والتهم الموجهة لأبي خولة هي:
– تشكيل عصابة أشرار.
-
الخروج عن الطاعة (قيادة الجيش الوطني).
-
قتل ثلاثة عناصر من الجيش الوطني (عندما شنت الحملة عليه)، وبالمقابل قتل تسعة من عناصره.