عائلات سورية تطالب بكشف مصير المفقودين والمغيّبين من أبنائها في سجون الميليشيات الموالية لتركيا

من أجل المطالبة بالكشف عن مصير مفقوديها ومعتقليها، تنظم المئات من العائلات السورية المهجرة قسرا من ثلاثة مدن رئيسية (عفرين، تل أبيض، رأس العين) اعتصامات ومظاهرات أسبوعية لحث المنظمات الدولية على المساعدة في كشف مصير المختطفين من أبنائهم وأخوتهم وأخواتهم في سجون الميليشيات المسلحة الموالية لتركيا حيث جرى نقل المئات منهم للسجون في تركيا ومعاقبة الأفراد والجهات المتورطة في هذه الجريمة.

وطالبت أكثر من مائتي عائلة غالبهن يقطنون في خيم مهترئة، السبت (الثامن من يناير/كانون الثاني)، بالكشف عن مصير أفرادها من المفقودين والمعتقلين، مناشدة المجتمع الدولي التحرّك لبتّ الملفّ الذي يعدّ من أكثر ملفات النزاع السوري تعقيداً.

ومنذ بدء الهجوم التركي على المدن السورية لاحتلالها وثقت جهات دولية ومنظمات حقوق الإنسان ارتكاب الجيش التركي والميليشيات المسلحة الموالية باسم الجيش الوطني ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق السكان من مثيل عمليات خطف وقتل ونهب وتعذيب واغتصاب.

واستمرت قوات الاحتلال التركي في استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين السوريين، واقتحام المدن والبلدات في ريف حلب، والحسكة، والرقة بما فيها عفرين وتنفيذ اعتقالات، ومصادرة الممتلكات وتحويل تلك المدن والبلدات إلى مستعمرات منعزلة عن بعضها البعض. ولاتزال قوات الاحتلال تفرض العقاب الجماعي على أهالي مدينة عفرين وقراها في الريف، من خلال الاستمرار في فرض الحصار للعام الرابع على التوالي، ومنع أهاليها من العودة حيث أنّ غالبهم يقطن في مخيمات في منطقة الشهباء الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني على جميع المستويات.

تواصل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من الاعتقالات وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف والتفجيرات وحوادث الاغتيالات والجثث المجهولة الهوية في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.

القوات التركية والجماعات السورية المسلحة المدعومة منها تحت اسم الجيش الوطني السوري والأجهزة الأمنية المرتبطة بها تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات ولا يكترثون لدعوات وقف عمليات المداهمة اليومية واعتقال المواطنين وخطفهم بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامي.

وشهدت منطقة عفرين منذ بداية العام 2021 أكثر من (700) حالة اعتقال، وهم من المعتقلين الذين تمكنا من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء تحفظت عائلاتهم على ذكرها، إضافة لحالات اعتقال لم نتمكن من الوصول إليها، كما وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة.

وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.

إطلاق فوضى العسكر وعشرات المجموعات الإرهابية، هي سياسة تركية متعمّدة؛ لكنّها تتم بأيدي “الجماعات السورية المسلحة” تحت اسم “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة / الائتلاف، فكل ذلك يجري تحت أعين القوات التركية ومشاركتها.

ومنذ سيطرة القوات التركية على مدينة عفرين وتوغله في شمال سوريا تم توثيق مقتل وإصابة 8520 شخصا / القتلى 2567 شخص / فيما وصل عدد المعتقلين إلى 8179 شخص منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا، أفرج عن قرابة 5430 منهم، فيما لايزال مصير البقية مجهولا.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك