شهدت منطقة عفرين خلال الأيام السبعة الماضية ما يزيد على عشر حالات خطف لمدنيين، اتهمت فصائل “الجيش الحر” والشرطة التابعة لها بالوقوف وراءها.
ووثق “مركز توثيق الانتهاكات”، الذي يغطي أحداث المنطقة العديد من الحالات التي يتعرض فيها المدنيين إلى عملية مداهمة عشوائية واعتقالات متفرقة طالت معظم قرى وبلدات المنطقة بالإضافة إلى مركز مدينة عفرين، حيث داهم قبل أيام مسلحون من فصيل (الحمزات) و (الجبهة الشامية) قريتي كوكان وشوربة بناحية معبطلي في منطقة عفرين واعتقلوا عدد من المواطنين عرف منهم عبدو يوسف حمو، و زكي عمر و حنان محمد. بينما فقد المواطن وقفي إبراهيم جاويش” الذي يبلغ من العمر 80 عاما حياته تحت التعذيب بعد أن تمّ اعتقاله قبل شهر من قبل مسلحي “السلطان مراد” التابع للقوات المسلحة التركية بعد مداهمة منزله في قرية “جما” التابعة لناحية شرا في منطقة عفرين.
وكشفت صور حديثة نشرتها وكالات اعلامية عن تعرض المواطن /نوزت أكرم طوبال، 37 عام / للتعذيب في سجون أحد الفصائل الإسلامية السورية التابعة للقوات المسلحة التركية. طوبال اختطف بتاريخ 17-9-2018 من قبل عناصر من /فرقة الحمزات/ التي كانت تقاتل سابقا تحت راية الجيش السوري الحر وذلك أثناء توجهه من قريته الباسوطه بمنطقة عفرين باتجاه قرية غزاوية، وكان بحوزته مبلغ 300 الف ليرة سورية.
وكان المسلحون قد رفضوا الكشف عن مكان احتجازه، وطالبوا بمبلغ قدره /16 ألف دولار/ مقابل الافراج عنه.
في حين تمت مداهمة منطقة دوار مارته واختطاف المواطن (أحمد حلاق) مواليد 1987 من أهالي قرية خلنيرة من منزله/في حملات سابقة جرى اعتقال 17 شاب من قرية خلنيرة ومازال مصيرهم مجهولا/.
كما وتم اختطاف المواطن عبدو رشو البالغ من العمر 29 عاماً من قرية جديده التابعة لناحية جنديرس أثناء تواجده برفقة عائلته في منزله بمدينة عفرين وتم اقتياده إلى جهة مجهولة.
بالإضافة إلى اختطاف المواطن”نزار حسين نعسو” وهو من أهالي قرية ماراته من محل الألبسة الذي يملكه في عبارة التلل في مركز مدينة عفرين، حيث أكدت مصادر من عائلته أنّه نقل إلى تركيا للتحقيق معه.
على صعيد متصل وفي إطار عملية التعذيب المدنيين نشرت صورة لمسلح يدعى “حميد مصطفى حسن” الملقب ب “حميد حج مستو” وهو من عناصر كتيبة /لواء سمرقند/-تنتشر الكتيبة حاليا في قرية “روتا” التابعة لناحية ماباتا- وهو من سكان قرية “مست عاشور” التابعة لناحية ماباتا حيث تظهر الصورة قيام المسلح بربط مدني من قرية روتا بالسقف بسلاسل حديدية وتكشف تعرضه للتعذيب بهذه الطريقة. ليتم تعذيبه فيما بعد، حيث جرى ارسال الصورة لذوي المختطف بهدف ابتزازهم لإرسال الأموال ومازال مصير المدني مجهولا.
وفي قرية جديده التابعة لناحية جنديرس في مدينة عفرين اختطفت عناصر ما تسمى بـ”الشرطة العسكرية “التابعة للقوات التركية المسلحة، المواطن “عبدو رشو البالغ من العمر 29 عاماً” ، وقد أكدت المصادر المقربة بأنّهم اقتادوه إلى جهة مجهولة.
بينما اقتحمت عناصر يرتدون زي الشرطة العسكرية وبحوزتهم وثيقة ورقية زعموا أنّها “أمر مهمة” قرية باسوطة، وقاموا باختطاف المواطن نوزاد أكرم طوبال 37 عاماً إلى جهة مجهولة، غير أنّ أهل المعتقل تلقوا في ذات المساء اتصال هاتفياً من جهة مجهولة يطالبونهم بدفع فدية قدرها 16000 ستة عشرة ألف دولار مقابل إطلاق سراحه.
وإلى جانبه اختطف مسلحون الأربعاء الماضي صيدلاني إبراهيم رضوان، البالغ من العمر 46 عاما، بين قريتي قطمة وكفرجنة،الذي كان يعمل في مشفى سجو قرب مدينة اعزاز في ريف حلب شمال سوريا، واقتادوه إلى جهة مجهولة.
وفي عملية مشابه، داهمت مجموعات سورية تابعة للقوات المسلحة التركية منزل الاستاذ الجامعي “رياض ملا” في وسط مدينة عفرين شمال محافظة حلب.
بينما داهمت “فرقة الحمزات” وهي إحدى المجموعات السورية التابعة للقوات المسلحة التركية قرية برج عبدالو في ناحية شيروا في عفرين واعتقلت إمرأة وابنتها، وهما: كوله خليل 45 عاماً وابنتها غزالة سلمو 16 عاماً، واقتادوهما إلى جهة مجهولة.
كما وتمت مداهمة قرية كورزيلة في شيروا واعتقال المزارع صالح إيبو/58 عاما وذلك بعد الاستيلاء على محصول الرمان وسرقته من البستان العائد له.
وفي سياق متصل داهم العشرات من المسلحين التابعين لفصيل “أحفاد الرسول” العامل تحت قيادة القوات التركية المسلحة قرية بعدنلي التابعة لناحية معبطلي/ماباتا في ريف منطقة عفرين واعتقلت 9 من المواطنين عرف منهم: حسين محمد، خليل محمد، أنور محمد وهم أخوة. بالإضافة إلى اعتقال الطفل عوني شعبان/15 سنة وأخيه محمد شعبان الذي يبلغ من العمر 20 عاما. وتم اقيادهم إلى جهة مجهولة.
فيما اعتقل مدنييان كل من ريناس محمد حسن و مصطفى جمعة حسن من أهالي قرية باسوطة في عفرين من قبل عناصر مسلحة في حاجز قرية ترندة /التابعة لناحية المركز في منطقة عفرين.
وكالة أنباء “الأناضول” اعترفت بأنّ جهاز الاستخبارات التركية بالتعاون مع قوات الدرك، اعتقلت اثنين في بلدة “راجو” الواقعة شمال غربي عفرين. فيما اكدت مصادر محلية من منطقة راجو أنّه تمت مداهمة القرية وحصارها باليات ثقيلة و جنود أتراك برفقة مسلحين سورين وتم تفتيش عدة منازل والتدقيق في أجهزة الموبايل التي تمت مصادرتها، وثبت أنّهم لم يعثروا على أيّة اسلحة وعلى الرغم من ذلك قاموا باعتقال مدنيين عشوائيا مع التهديد بالعودة مجددا للبحث عن مطلوبين لم تحدد أسمائهم.
وهذه هي المرة الثانية فسبق أن قامت القوات التركية في 14 سبتمبر، باعتقال 9 “مواطنين” في عفرين بتهمة أنّهم شاركوا في هجوم أدى إلى مقتل اثنين من العسكريين الأتراك خلال عملية “غصن الزيتون” مطلع العام الجاري.
وفي اليوم التالي داهم فصيل “الجبهة الشامية” التابع للقوات المسلحة التركية قرية ميركان ( كوندي حسي ) التابعة لناحية معبطلي في ريف عفرين واعتقلت عدة مواطنين عرف منهم: مصطفى حسين عارف، محمد خليل حمدي، عارف مصطفى حسين، فوزي عابدين مصطفى وتم اقتيادهم لجهة مجهولة.
كما وجرت مداهمات في مركز مدينة عفرين، حيث جرى اعتقال المواطن فاروق محمد 33عاماً من أهالي قرية قسطل خضريا. واعتقل كذلك الشابان ريناس محمد حسن ومصطفى جمعة حسن من أهالي قرية الباسوطة على حاجز قرية ترندة وحين مراجعة ذويهم عناصر الحاجز طالبوهم بميلغ 1000 يورو للافراج عنهم.
كما وجرى اختطاف المدني ابراهيم مصطفى للمرة الرابعة من قبل الشرطة العسكرية التابعة لتركيا في عفرين،ابراهيم مصطفى من أهالي قرية جوقة في العشرينات من عمره تعرض للتعذيب أربع مرات بأسلاك كهربائية على يد الشرطة العسكرية تسببت بكسر جميع أسنانه وجروح في جسمه.
في حين لاتزال عمليات الاستيلاء على موسم الزيتون مستمرا وبشتى الوسائل، بالإضافة إلى عملية حرق الكروم وأشجار الزيتون، حيث تواصل المجموعات السورية المسلحة ومنذ أسبوع جني محاصيل عدة قرى وبلدات في منطقة عفرين، لا سيما بعد أن شرعنت المجالس المحلية التابعة لتركيا عمليات النهب والاستيلاء على المحصول، وكانت الفصائل السورية قد اصدرت بلاغا يقضي بأن تتسلم المجالس المحلية التابعة لتركيا في منطقة عفرين إنتاج بساتين الزيتون.
ومن ناحية أخرى تسابق تركيا الزمن لإحداث المزيد من التغيير في المناطق التي تسيطر عليها شمال سوريا، في مختلف النواحي بغية تثبيت نفوذها أكثر من خلال انشاء مؤسسات تعليمية وقضائية وخدمية وأمنية وعسكرية مرتبطة بها بشكل كامل.