تصريحات رئيس “الوطني الكردي” عن تركيا وميليشياتها تسبب أزمة داخل الائتلاف … إلزام أعضاءه بالتبرؤ منها أو سيتم طردهم

أدلى سعود ملا رئيس المجلس الوطني الكردي الممثل في الائتلاف السوري بإسطنبول بتصريحات في ندوة خاصة مصورة عقدها في مدينة قامشلوا الجمعة، إنّ النظام في تركيا أكبر عدو للكرد وإنّ “الجيش الوطني” المدعوم و المشكل منها عبارة عن مرتزقة.

وأشار في خطابه إلى أنّ (وجود المجلس الوطني) في الائتلاف مجرد بوابة تفيد الكرد للوصول إلى المجتمع الدولي، وأنّهم شاركوا في تأسيس جبهة الحرية والسلام بقيادة أحمد الجربا (الرئيس الأسبق للائتلاف) لتكون بديلاً عن الائتلاف.

من هو سعود الملا؟
ينحدر سعود الملا من قرية “تل أيلول” في الدرباسية في ريف الحسكة، التي ولد فيها عام 1950، وانتسب إلى “الحزب الديمقراطي” الكردستاني عام 1964، وعين سكرتيراً له عام 2014، وهو يترأس المجلس الوطني الكردي منذ عام 2017 .

ويعتبر المجلس الوطني الكردي الذي يقوده سعود ملا أحد المكونات الرئيسة للائتلاف الوطني، وله عضو واحد ضمن وفد المفاوضات في جنيف لكنّ تمثيله ضمن الائتلاف أو ضمن وفد المفاوضات لا يرتقي لحقيقة كونه أكبر تكتل سياسي سوري ضمنه، وخاصة بعد انسحاب غالب الكتل من الائتلاف الذي بات مسيرا بشكل مباشر من قبل تركيا التي تعين فيه ما يوافق سياساتها ورؤيتها.

ومع صدور هذه التصريحات كشف أحد الأعضاء الـ 11 من المجلس الوطني الكردي ضمن الائتلاف أنّهم تلقوا تنبها من رئيس الائتلاف سالم المسلط يبلغهم فيه بضرورة التبرؤ من تصريحات رئيس المجلس أو فإنّ الائتلاف سيتخذ خطوات تجميد عضويتهم وطردهم لا سيما وأنّ التصريحات تمس تركيا وتتضمن هجوما على حكومتها.

حتى أنت ياسعود الملا … صرت تعبر عن رأيك الشخصي !!!
كل تصريح للمجلس أو أحد قادته إن لم يكن متوافقاً مع السياسة التركية سوف يتم التنصل منه بسرعة البرق بحجة الرأي الشخصي وفي ذلك أمثلة عديدة

الأمانة العامة للمجلس الوطني تجدد الطاعة والولاء لتركيا و تتبرأ من تصريحات رئيسه سعود الملا بحجة الراي الشخصي وكأنّه ناشط فيسبوكي قد عبر عن رايه ببوست على صفحته الشخصية.

ولم يتأخر أعضاء الوطني الكردي في الائتلاف بالتحرك حيث أصدروا بيانا عاجلا حول تصريحات رئيسهم سعود ملا وقالوا إنّها تمثل رأيه الشخصي وليس موقف المجلس الملتزم بما يقرره الائتلاف الخاضع لسيطرة تركيا.

من جهته وصف شمدين نبي وهو عضو مجلس محلي سابق في الوطني الكردي أعضاء المجلس في الائتلاف بالغباء وقال إنّ سعود ملا هو العمود الفقري للمجلس والحزب الديمقراطي الكردستاني وإنّ تصريحاته تمثل نبض الشارع وهي حقيقة يعرفها الكل.

وربط نبي بيان المجلس الذي أصدره أعضاءه ضمن الائتلاف بالمنافع والرواتب التي يحصلون عليها.

هذا وكان المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا، الذي يتزعمه سعود الملا قد أشار في تقريره الشهري عن تشرين الثاني 2021، الى أنّ الانتهاكات التي ترتكبها الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا في مدينة عفرين وسري كاني وكري سبي ( عفرين، تل أبيض، رأس العين ) تعرقل مساعي عودة أهاليها وطالب في التقرير بوقف معاناة أهالي مناطق “عفرين، سري كانيه، گري سپــي” التي لاتزال قائمة ومستمرة نتيجة انتهاكات الفصائل المسلحة الموالية للدولة التركية، والتي تقتضي الحلول العاجلة.

وأشار التقرير أنّهم أبلغوا تركيا بذلك وطالبوها بالعمل من أجل تذليل عقبات عودة مُهجَّري تلك المناطق إلى ديارهم وممتلكاتهم ومعالجة المظالم التي لحقت بهم نتيجة تلك الانتهاكات والممارسات الجائرة بحقهم.

كما تضمن التقرير إشارات إلى أنّ الحزب الحاكم “العدالة والتنمية” في تركيا وانتماءه إلى الإسلام السياسي أدى إلى أزمة كبيرة لاسيما وإنّها تحتضن الأحزاب والتنظيمات السياسية كـ (إخوان المسلمين نموذجاً)، وتدعم تلك الأحزاب خارج حدود تركيا، “مصر، ليبيا، سوريا .. الخ” وأنّ ذلك أدى إلى تراجع علاقاتها مع الغرب ، ومع الدول العربية، وطالبها بالتراجع عن هذه الممارسات بغية تصحيح مسار علاقاتها مع العرب والعرب.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك