الجيش التركي يمارس" الحرب النفسية" ضد القرى الحدودية في كوباني وتل أبيض


كثف عناصر حرس الحدود التركي من استهداف القرى الحدودية على طول الشريط الحدودي لمدينتي كوباني وتل أبيض في شمال سوريا، الأمر الذي يعرّض حياة المدنيين للخطر حسب ما نقلته وكالة هاوار المحلية.
ويستهدف عناصر الجيش التركي المتمركزين في نقاط عسكرية قرى مدينتي كوباني وتل أبيض/كري سبي التي تحاذي الحدود بشكل شبه يومي الأمر الذي يعرض حياة المدنيين للخطر.
ففي الـ23 من أيلول/سبتمبر الجاري استهدف الجيش التركي المواطن باسل خلف العلي بينما كان يعمل أمام منزله في قرية المنبطح، أصيب على إثرها برصاصة في قدمه. وقبلها تم استهداف قرية خراب كورت في قامشلي وعلى إثرها أصيب الطفل عبد الله برزان الذي كان يرعى أغنامه وساء وضعه الصحي فيما بعد نتيجة ذلك.
وقبل ذلك، وتحديداً يوم الـ12 من آب/أغسطس المنصرم، استهدف الجيش التركي قرية المنبطح الواقعة غرب مدينة تل أبيض/كري سبي، وأصاب المواطن أحمد اسماعيل شاهين أثناء عمله بأرضه الزراعية، وفي ذات اليوم استُهدفت قرية اليابسة غربي تل أبيض.
ومؤخراً، استهدف الجيش التركي مدرسة قرية سوسك غربي تل أبيض في يوم افتتاحها الأول بالرصاص الحي. ثم استهدف قرى غريب، وكربناف اللتان تقعان شرقي مدينة كوباني بـ15 كم، مما أسفر عن إلحاق أضرار مادية بمنازل المدنيين في الـ18 من الشهر الجاري.
وقبل أيام، استهدف الجيش التركي بالرصاص الحي قرية قره موغ التي يتم استهدافها على الدوام وتضم حوالي 300 منزل تبعد عن الحدود بأمتار قليلة.
فريدة محمود إحدى نساء قرية قره موغ قالت بإنّ :” الجيش التركي يستهدف القرية بشكل شبه يومي، لا نستطع التحرك بأمان داخل قريتنا خوفاً من إطلاق النار علينا بأي لحظة، أهالي القرية لا يستطيعون ذهاب إلى أراضيهم الزراعية القريبة من الحدود”.
بينما يقول محمود نعسان “قبل عدة أيام وعندما مررت بقرية كربناف أطلق الأتراك الرصاص الحي صوبي”.
وتوضح المسنة إسلم مراد البالغة من العمر70 عاماً بأنّها عندما كانت جالسة أمام منزلها تعرضت القرية لإطلاق النار من الجانب التركي، مضيفة:” الآن لا نستطع الجلوس أمام منزلنا خوفاً من الرصاص الذي يهدد حياتنا”.
وتقول الإدارة التي تشرف على الشوؤن الإدارية في كوباني وتل أبيض، بأن الاستهداف التركي للقرى الحدودية بشكل شبه يومي هو شكل من أشكال الحرب النفسية التي تشنها تركيا ضد المنطقة، وهدفها ضرب الاستقرار فيها وخلق الذّعر بين السكان وتهجيرهم.
وعلى مدار العامين الأخيرين، ازدادت انتهاكات واعتداءات الدولة التركية بحق أهالي قرى في كوباني وتل أبيض التي تقع على طول الشريط الحدودي. حيث أسفرت الهجمات عن فقدان العشرات لحياتهم، علاوة عن اجتياح الأتراك أراضي المنطقة بعشرات الأمتار واقتلاع آلاف الأشجار المثمرة العائدة للأهالي بسبب بناء جدار اسمنتي على الحدود.