بعد وفاة المواطن الكردي “سليمان نوري نعمان” المنحدر من قرية بوزيكه التابعة لمدينة عفرين في ريف حلب، نهاية نوفمبر الفائت، تحت التعذيب في سجن الراعي السيء الصيت الواقع تحت سيطرة القوات التركية، ووفاة قريبته ”مولودة نعمان” في السجن ذاته منتصف مايو 2021، باتت هنالك مخاوف كبيرة على مصير فتاتين أخرتين، اعتقلتا على خلفية ذات التهم الموجهة لـ “نعمان” وتخشى عائلتهما أن يتم إعدامهم بنفس الطريقة.
وأبلغت السلطات التركيّة ذوي المواطن “سليمان نوري نعمان من مواليد عام 1971 قرية بوزيكِه عفرين، أب لأربعة أولاد”، بوفاته في سجن الراعي السيء الصيت، وقامت بحضور “النائب العام والقاضي” في مشفى بلدة الراعي بتسليم جثمان المغدور لقريبين له حضرا في اليوم التالي، وقد دفن جثمانه في مقبرة قريته؛ وسط إجراءات أمنية مشددة وكان قد اعتقل المغدور في 24/6/2019 من قبل “الاستخبارات التركيّة واستخبارات الشرطة في إعزاز” وأُخفي قسراً وتعرّض للتعذيب والمعاملة القاسية ولظروف صعبة وغير صحيّة، دون زيارات أو تواصل مع ذويه سوى اتصالات هاتفيّة قصيرة معدودة. علماً أنّه سبق واحتجز في عفرين مدة شهر بداية صيف 2018 وأطلق سراحه.
وتوجيه التُهم نفسها إلى المغدور “سليمان” وثلاث نساء اعتقلن معه وهن:
ــ ابنة عمه المسنة مولودة نعمان نعمان من مواليد عام 1956م قرية “بوزيكه” والتي توفيت في سجن الراعي بتاريخ 30/5/2021 نتيجة التعذيب والظروف القاسية.
ــ المواطنة فيدان بلال بنت عبد الرحمن من مواليد عام 1999 قرية “قده/المرتفعة” بناحية راجو.
ــ وصال حنان بنت حنان أمين من مواليد 1986 عفرين، وبعد ما يقارب الستة أشهر من الإخفاء القسري أُحيلوا من قبل “النيابة العامة في إعزاز” بتاريخ 17/12/2019 إلى “قاضي التحقيق محمد وليد جبران” الذي طالب في قراره الصادر بتاريخ 18/2/2020م بمحاكمة الأربعة أمام “محكمة الجنايات” بجرائم “القيام بأعمال إرهابيّة بقصد إيجاد حالة ذعر باستخدام المتفجرات والتجنيد في صفوف العدو ومؤازرته على فوز قواته وإضعاف الشعور الوطنيّ وإيهان نفسيّة الأمة زمن الحرب والقتل العمد مستنداً لأحكام المواد /263-265-285-304-533/ من قانون العقوبات السوريّ والتي تشمل عقوبة الإعدام”، وقرر منع محاكمة معتقل آخر في الدعوى ذاتها.
وأفاد محامٍ مطلِّعٌ على قضية المعتقلين الأربعة أنَّ المحاكمة التي أُجريت لهم صوريّة وتفتقد لأدنى شروط وإجراءات المحاكمة السليمة والعادلة، حيث انتزعت إفادات المعتقلين في ظروف الإخفاء القسريّ الطويل وتحت التعذيب، وهي محبوكة كمسرحية تتطابق فيها النصوص مع بعضها تماماً، مضيفاً أنَّ محاضر الاستجواب أمام “قاضي التحقيق” تتطابق مع الإفادات المدوّنة لدى “الاستخبارات” تماماً، ودون أن تكون المحاكمة علانيّة أو يتمكن المعتقلون من توكيل محامين عنهم، حيث تمّت بحضور محامي مسخَّر، ووُجّهت ذات التُهم الجائرة إلى الأربعة.
ولم تُعرف سبب الوفاة (الإعدام شنقاً أم نتيجة الأمراض التي أصابته تحت التعذيب والظروف القاسية)، وهناك خشية من أن تلقى كلّ من “فيدان بلال، وصال حنان” ذات مصير المغدور “سليمان”، حيث أنّهما محتجزتان قسراً في ذات السجن سيء الصيت ودون أيّ تواصل مع ذويهما.