أجرت “هيئة تحرير الشام” المصنفة على لوائح التنظيمات الإرهابية تسوية أمنية لفصيل جند الله الذي يقوده “أبو فاطمة التركي” اقتضى بتسليم أسلحة مقاتليه الفردية والخضوع لـ”دورة شرعية” تحت إشراف “الحزب التركستاني”، أو العيش كمدنيين في مناطق الشمال السوري.
وذكرت مصادر مقربة من “تحرير الشام” إنّ “الهيئة” توصلت إلى اتفاق مع فصيل “أبو فاطمة التركي”، يقتضي بموجبه تسليم أسلحتهم الفردية لـ”الهيئة”، بعد اشتباكات استمرت لعدة أيام بين الطرفين، انتهت بخروج الفصيل الجهادي من منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية.
ونص الاتفاق على ثلاثة بنود رئيسية، وهي تسليم أسلحة مقاتلي الفصيل لـ”تحرير الشام”، وتسليم كافة المطلوبين أمنياً ممن صدر بحقهم أحكام قضائية، ومن أراد من أفراد “الكتيبة” البقاء في إدلب سوف يخضع لدورة شرعية ضمن إشراف فصيل “الحزب الإسلامي التركستاني”.
وأشار الاتفاق إلى إمكانية اندماج مقاتلي الكتيبة في غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تضم كُبرى الفصائل المقاتلة في الشمال السوري، والتي تديرها “تحرير الشام” في الشمال السوري.
وكانت “تحرير الشام” شنّت، في 25 من تشرين الأول الماضي، حملة عسكرية على مقرات لفصائل “جهادية” أجنبية في ريف اللاذقية، وطالبت بتسليم أسلحتهم.
من هو تنظيم “أبو فاطمة التركي” ؟
يعتبر تنظيم “جند الله” من أكثر التنظيمات دموية. يخضع المنتسبون إليه لدورة استتابة تستمر 6 أشهر، قبل قبولهم في المعسكرات القتالية.
قُتل أبو فاطمة التركي قبل 3 سنوات في غارة للتحالف استهدفته شمال إدلب، وهو مؤسس تنظيم “جند الله” الذي يقوده حالياً أبو حنيف الأذري ضمن مجلس يتحدّر معظم قادته من أصول أذربيجانية، باستثناء الشرعي العام من أصول جزائرية، وآخر مسؤول الأنصار من الجنسية السورية.
بدأ الجولاني محاولاته لاستئصال التنظيم قبل شهور، عبر اعتقال أفراده أو تصفيتهم بعمليات متفرقة، بعد فشله في الوصول إلى نقاط تحصينهم في جبل التركمان في ريف اللاذقية، وذلك إثر خلافات بدأت قبل سنوات، منذ أن دخل أفراد التنظيم إلى البلاد، وتنقّلوا بين ريفي حلب وإدلب، وبعدها إلى دير الزور، خلال مبايعة البغدادي الذي طردهم بعد خلاف دموي، إلى أن عادوا إلى ريف إدلب الشمالي، الذي قتل فيه قائد التنظيم أبو فاطمة التركي بغارة لطائرات التحالف.
يضمّ التنظيم مقاتلين من تنظيم “داعش” فرّوا من دير الزور، ومنشقين عن “حراس الدين” من جنسيات مختلفة، إلاّ أنّ معظمهم من الجنسية الأذربيجانية، وكانوا ضمن جماعة أصولية متشددة تنشط في أذربيجان قبل الحرب في سوريا، ومن ثم قدموا إليها لإقامة ما يسمى “إمارة الخلافة” التي حاولوا تأسيسها في بلدة الدانا شمال إدلب، إلى أن طردهم الجولاني منها، وفرّوا إلى جبل التركمان، حيث يتحصنون الآن.
ويعتبر تنظيم “جند الله” من أكثر التنظيمات دموية. يخضع المنتسبون إليه لدورة استتابة تستمر 6 أشهر، قبل قبولهم في المعسكرات القتالية. وقد قام مسلحوه بقتل أحد المسلحين الأتراك لرفضه إخلاء منزله الذي يقع قرب أحد معسكراتهم في ريف اللاذقية، وأحرقوا جثته.
وحاول الجولاني التفاوض مع قادة التنظيم عبر إرسال وفود بشكل متتالٍ إليهم، لإرغامهم على الخروج من جبل التركمان وتسليم أنفسهم، إلا أنّهم رفضوا وأطلقوا النار على آخر وفد قام بزيارتهم بعد خروجه من أحد مقارهم.
واستغلت “هيئة تحرير الشام” الفرصة بهجومها على تنظيم “جند الشام” الذي يقوده أبو مسلم الشيشاني، والذي تقع نقاطه على تماس مباشر مع نقاط تنظيم أبو فاطمة التركي ومقراته، وتمكنت من السيطرة على كل نقاط الشيشاني بعد اتفاق على تأمين خروج آمن له ولمقاتليه إلى منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة ميليشيا الجيش الوطني المدعومة تركيا.