هددت المجالس المحلية التي تعتبر الأذرع الإدارية لتركيا في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة قواتها المدرسين المضربين عن الدوام بقطع الراتب و الفصل النهائي والمحاسبة إذا لم يوقفوا إضرابهم حتى تاريخ 20 أكتوبر 2021 رافضة الاستجابة لأيّة مطالب.
وشهدت مدينتا اعزاز وعفرين في الشمال والشمال الغربي لمحافظة حلب، في الأيام الفائتة، اعتصامات ومظاهرات تضامناً مع المعلمين في المنطقة الذين أعلنوا إضرابهم احتجاجاً على تدني أجورهم وسوء أحوالهم المعيشية.
وقالت مصادر محلية في مدينة اعزاز إنّ عدداً من الأهالي والنشطاء خرجوا في مظاهرة تضامنية إلى جانب معلمي المخيمات في المنطقة واعتصموا أمام مديرية التربية والتعليم التابعة للحكومة السورية المؤقتة.
وأضافت أنّ الأهالي طالبوا بتحسين الوضع المعاشي للمعلمين، مشيراً إلى أنّ الرواتب المقدمة للمعلمين في تلك المناطق لا تتجاوز “750 ليرة تركية” على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة بمناطق شمال غربي سوريا.
في عفرين خرجت مظاهرة مشابهة أمام مديرية التربية والتعليم في مدينة عفرين، ضمت عدداً من الأهالي والطلاب، للمطالبة بزيادة رواتب المعلمين.
وأضافت المصادر بأنّ عدداً من المعلمين أصدروا بياناً للمطالبة برفع الأجور، الأمر الذي تكرر في وقتٍ سابق في عدة مناطق شمالي حلب منها الباب وقباسين وصوران.
وطالب البيان بتعديل المنحة المقدمة للمعلم من 750 ليرة تركية إلى 2000 ليرة تركية، وذكر أنّ المعلمون أعلنوا أنّهم سيضربون عن التعليم اليوم الخميس إضافة للقيام بالاحتجاج أمام مديرية التربية والتعليم لتحقيق مطالبهم.
وأكدوا أنّ عشرات المدارس في مدن وبلدات مناطق الباب واعزاز وعفرين، أغلقت أبوابها اليوم الخميس، كاحتجاج سلمي للكوادر التعليمية بهدف تحقيق مطالبهم في تحسين راتبهم الشهري إضافةً إلى مطالب تجهيز مدارس أُخرى بعد امتلاء الصفوف فوق طاقتها.
وفي أيلول الماضي، أعلنت وزارة التربية والتعليم التابعة للحكومة السورية المؤقتة عن زيادة رواتب المعلمين في المدارس التابعة لها في الشمال السوري.
وأصدرت وزارة التربية في الحكومة تعميماً جاء فيه أنّه أصبح راتب حامل شهادة دون الثانوي 100 دولار ومن يحمل شهادة ثانوية 110 دولار وغالباً ما تشغل هذه الفئة وظيفةَ آذن في المدرسة.
وأضافت أنّ حامل شهادة المعاهد المتوسطة أصبح راتبه 150 دولار، وحامل الإجازة الجامعية 160 دولار وأكدت الحكومة في تعميمها رفع الأجور لحامل الدبلوم لتصبح 170 دولار ولحامل الدراسات العليا (ماجستير) 180 دولار في حين لا يزال العديد من المعلمين يتقاضون 750 ليرة تركية.
ونقلت صفحة مدينة الباب على “فيسبوك”، عن ممثل للمعلمين في مدارس الباب وقباسين وريفيهما، توضيحات بخصوص أسباب الإضراب، قائلاً إنّ المعلمين طالبوا “بتحسين العملية التعليمية وتطويرها لتكون نموذجاً يحتذى به، لكن للأسف العملية التعليمية مازالت تراوح مكانها مع تكرار ذات الأخطاء وتعمد اتخاذ قرارات تعسفية، منها فصل المعلم أو نقله التعسفي ومطالبته بما يفوق طاقته”.
وأضاف ممثل المعلمين أنّه “بناء على الواقع الحالي، وجه المدرسون خطاباً لمكتب التعليم في المجلس المحلي ومديرية التربية والمستشارين الأتراك، كما طالبوا بلقاء الوالي التركي، لكن لم يكن هناك تجاوب، والرد هو مجموعة من الوعود فارغة المضمون والتنفيذ” على حد وصفه.
وأكد أنّ الخطوة التي تلت الخطاب هي وقفة احتجاجية تمت أمام مديرية التربية لم تلق أي صدى.
ومضى قائلاً: “بعد عودة المدارس من العطلة الإجبارية خلال التخوف من انتشار جائحة كورونا في المنطقة، لم تتغير طريقة التعامل مع المعلمين والتلاميذ، واستمرت عمليات إذلال المعلمين والضغط عليهم أكثر وأكثر، نتيجة كل ما سبق ومن منطلق واجب المعلم لتقديم أفضل جودة تعليمية. وبعد استنفاد كل الخيارات بالتواصل مع المسؤولين، تم التوافق على انتخاب مجموعة من المعلمين عن كل مدرسة لتنوب عنهم، وتم اجتماع المندوبين الممثلين عن مدارس مدينتي الباب وقباسين وريفيهما، كما تم إصدار بيان تحذيري، أبرز بنوده: نقص الكادر التعليمي، ونقص الكتب المدرسية كماً ونوعاً، وزيادة عدد طلاب الشعبة الواحدة عن 50 طالباً، وتفشي فيروس كورونا دون اتخاذ إجراءات وقائية، وتردي المستوى المادي والمعيشي للمعلم لأسوأ حال”.
وأكد المعلمون في البيان، الذي أصدروه بتاريخ 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، رفضهم مصطلح منحة، لنيله من كرامة المعلم أخلاقياً وقانونياً، إذ إنّ قيمة ما يتقاضونه في الوقت الحالي لا تتجاوز 85 دولاراً، على اعتبار أنّ المبلغ كان يساوي ضعف هذه القيمة خلال السنوات السابقة.
بدوره، أعلن الكادر التدريسي في مدرسة أم شكيف، في مدينة بزاعة، تأييده تحرك المعلمين في المنطقة، وذلك في بيان صدر عنه مساء أمس الخميس، ووقع عليه ثمانية من المدرسين، دعوا فيه الجهات المسؤولة للاستجابة لمطالب المعلمين. وبالتزامن، صدر بيان عن معلمي مدرسة العزيزية، أكدوا فيه التضامن مع المعلمين في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون في أحقية المعلم بعيش حياة حرة وكريمة، ووقع على البيان 19 مدرساً.
كما أصدر معلّموا مدينة السفيرة المهجرين في الشمال السوري والعديد من الكوادر التعليمية في عموم مدارس المنطقة بيانات تضمنت مطالب مماثلة. وأكد المدرس أيمن طاوي وقوفه إلى جانب زملائه في مطالبهم، من أجل تحسين الواقع المعيشي، مضيفاً أنّ مطالب المعلمين محقّة وشرعية.