نظم المئات من النازحين قسرا من مدينة عفرين إلى 5 مخيمات في ريف حلب \ منطقة الشهباء تظاهرة تنديد بالحصار الذي يفرضه ” النظام السوري ” على المنطقة ومنعه لسيارات الإسعاف من نقل المرضى إلى مدينة حلب لتلقي العلاج، وهو ما تسبب حتى الآن في وفاة 4 أشخاص بينهم 3 أطفال.
وتجمع المئات وغالبهم نزحوا قسرا من منازلهم في مدينة عفرين بعد الهجوم والاحتلال التركي بالإضافة للأطباء والممرضين وأعضاء الهلال الأحمر الكردي والعاملين في المجال الصحي في قرية الوحشية بريف حلب، للتظاهر ضد ممارسات الحكومة السورية من خلال حصارها الجائر على مقاطعة الشهباء ومنع دخول الأدوية ونقل المرضى إلى مشافي حلب.
وحمل المتظاهرون يافطات كتبت باللغتين العربية والروسية “كل يوم أطفال سوريون في دائرة الموت باستهدافهم بالنار أو بمنع الدواء عنهم عبر الحصار ـ السلام والدواء لأطفالنا ـ دعوا الطفولة تعيش بسلام”، وبعدها توجه المتظاهرون إلى القاعدة الروسية في قرية الوحشية وسط ترديد الشعارات التي تطالب بفك الحصار عن مقاطعة الشهباء.
وتم القاء بيان من قبل موظف في “هيئة الصحة”، أمام القاعدة العسكرية الروسية جاء فيه : ” كأن آلام احتلال ومن ثم تهجيرهم بالقوة لم تكن كافية حتى تستكمل تلك الجراح أكثر فأكثر عبر التضييق والحصار ومساومتهم على أبسط حقوقهم كالصحة بما تعنيه من سهولة وصول إمدادات المستلزمات والمواد الطبية وكذلك إمكانية طلب المواطنين المرضى للعلاج خارج جغرافيا هذه المنطقة وصولاً لحرية دخول باقي الإمدادات والمستلزمات المعيشية كالمحروقات والغاز”.
وكان 3 أطفال ورجل مسن قد فقدوا حياتهم نتيجة الحصار ، ورفض الحواجز العسكرية للحكومة السورية السماح لذويهم باسعافهم للعلاج في مشافي مدينة حلب، وهم : (جوانا حسين ـ آية حمو ـ محمد أمين كورحمدو ـ المسن محمد حسن موسى).
وكان جوان حسين والد الرضيعة الفقيدة جوانا حسين قد روى كيف تسبب التأخير والإهمال والاستهتار في وفاة طفلته:
قال “في الـ21 من تموز الجاري نقلنا الرضيعة البالغة من العمر شهراً ونصف الشهر إلى مشفى آفرين في ناحية فافين بريف حلب، نتيجة انسداد في الأمعاء بالإضافة إلى إقياءات برازية، وبعد إجراء الإسعافات اللازمة، طلب الطبيب المشرف بحاجة المريضة للذهاب إلى للعلاج في مشفى حلب على وجه السرعة نتيجة عدم توفر الأجهزة الطبية والدواء اللازم في المشفى، مؤكداً لنا إبلاغه مكتب إسعاف حلب بحالتها لنقلها بأسرع وقت”.
وأضاف في سرد التفاصيل، قائلاً: “لم تصل سيارة إسعاف الهلال الأحمر السوري إلا بعد ساعات طويلة، لنقلها، وفي الطريق إلى حلب، نفذت أسطوانة الأوكسجين، وتم نقلنا إلى سيارة إسعاف ثانية، ولدى الوصول إلى المدينة لم يستقبلنا مشفى الهلال الأحمر السوري في حلب بحجة أنّ المشفى مليء وغير قادر على استقبال حالة إضافية، ليتم نقلها إلى مشفى آخر رغم أنّ حالة طفلتي كانت حرجة للغاية… بعد ساعات من الانتظار والتنقل توفيت طفلتي…”.