كشفت صحيفة فرنسية اليوم الجمعة أنّ تركيا تواصل تمددها خارج فضائها الجغرافي معتمدة على جحافل من المرتزقة السوريين ممن جندتهم من مناطق احتلالها في شمال سوريا ومن ميليشيات سورية متشددة موالية لها، موضحة أنّه بعد أن دفعت بالآلاف منهم إلى الساحة الليبية دعما لميليشيات وقوات حكومة الوفاق السابقة بقيادة فايز السراج في مواجهة هجوم شنته قوات المشير خليفة حفتر في أبريل 2019 للسيطرة على العاصمة طرابلس، وبعد نقل دفعات منهم لدعم القوات الأذرية في حربها الأخيرة مع أرمينيا في اقليم قره باغ، أرسلت أنقرة دفعات إلى أفغانستان.
وأكدت أنّ عملية إرسال هؤلاء إلى أفغانستان تتم عن طريق شركة مقربة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقالت صحيفة لوفيغارو في مقال لسيلين مينوي إنّ “مرتزقة أردوغان كما يطلق عليهم مجموعة تشكل قلقا إذا ما حلت بأفغانستان”، مشيرة إلى أنّ المخابرات التركية كانت قد عقدت في يونيو الماضي اجتماعا مع الميليشيات السورية المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر المدعوم من قبل أنقرة وأنّ الأمر كان يتعلق بتجنيد ألفي مقاتل لإرسالهم إلى الساحة الأفغانية.
وقالت كاتبة المقال إنّ تلك الميليشيات ومن ضمنها صقور الشام وفيلق المجد وفرقة حمزة أو السلطان مراد وكلها ميليشيات شكلتها ودربتها المخابرات التركية، طلبت 3 آلاف دولا كراتب للفرد الواحد.
واعتبرت صحيفة لوفيغارو أنّ اعتماد أردوغان في خططه التوسعية وخدمة أجندته ومصالحه، على المرتزقة السوريين سيكون بأقل كلفة.
وواجه الرئيس التركي انتقادات حادة على خلفية الخسائر في صفوف القوات التركية في سوريا، لذلك ركز في تدخله في ليبيا وقره باغ في جنوب القوقاز على المرتزقة السوريين كوقود لحربه الخارجية.
ويسعى على ما يبدو لاستنساخ تلك التجربة في أفغانستان بعد أن قبل عرضا أميركيا لتأمين مطار كابول الدولي مع انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي، ما يعرض القوات التركية للخطر.
وكانت حركة طالبان قد وجهت تحذيرا شديد اللهجة لتركيا ونصحتها بمراجعة قرارها، مؤكدة أنّها ستتعامل مع أي قوة أجنبية كهدف مشروع بوصفها قوة احتلال.
وكان أردوغان قد أعلن عن مساع للتفاوض مع الحركة المتشددة لبحث تأمين مطار كابول الدولي وقد تتوسط قطر التي تستضيف مكتب الحركة على أراضيها منذ سنوات وترتبط معها بعلاقات وثيقة لإقناعها بعدم استهداف القوات التركية.
وفي نفس الوقت تعمل القيادة التركية على تقليل خسائرها في حروبها الخارجية من خلال إرسال دفعات من المرتزقة السوريين والدفع بهم إلى جبهات القتال.
لكن صحيفة لوفيغارو نبهت في المقابل إلى أنّ “منظمات حقوقية تعتبر هذه المنظمة مافيا تنقل السلاح رغم أنّ مقاتليها ليسوا بالضرورة من الجهاديين إلا أنّهم ينتمون إلى ثقافة العنف المبني على أسس دينية وهنا يكمن الخطر”.
ولم يعد خافيا دوليا ولا إقليميا الدور الذي يقوم به المرتزقة السوريون في حروب أردوغان الخارجية مقابل رواتب كانت تقدر بنحو ألفي دولار للفرد الواحد في ليبيا قبل أن تنخفض إلى 500 دولار فقط بفعل الأزمة المالية في تركيا.
وتتهم منظمات حقوقية دولية مرتزقة أردوغان بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا وليبيا، بينما يخوضون حربا بالوكالة عن تركيا قائمة على منطق المقابل المالي.
وأكد بعض المرتزقة السوريين الذي عادوا إلى شمال سوريا وافتتحوا مشاريع صغيرة لتأمين احتياجاتهم بأنّه لا ناقة لهم ولا جمل في حروب أردوغان إلا ما يدفع لهم من مقابل مالي.