تواصل الميليشيات المسلحة التي تسيطر على مدينة عفرين السورية بدعم تركي نبش ونهب وتخريب المقابر في مدينة عفرين ضمن سياسية بات من الواضح أنّها منهجية تستهدف “الترحيل القسري” عبر تحطيم هوية السكان المحليين، وتوظيف آلية الترحيل القسري، وتوطين الموالين تحت غطاء إعادة إسكان اللاجئين والنازحين وانتزاع السكان الأصليين من الجذور غبر تخريب وازالة وجرف قبور موتاهم وتدمير مزارتهم ضمن سياق محو الذاكرة الاجتماعية المحلية:
وهذه السياسة تتم ضمن منحى واسع في تغير هوية السكان المحليين، متجسداً في زيادة بناء المساجد التي تغذي أدمغة الأطفال والشبان بالتعاليم العثمانية والمفهوم التركي \ الإخواني للدين والتطرف، وتحويل المدارس إلى تعليم اللغة التركية عوضاً عن اللغات السورية، فضلاً عن تدمير المخزون الثقافي المحلي لصالح الثقافة التركية الرسمية من خلال تحطيم الآثار، وتغير الرموز المحلية، وتفجير المقابر، ودفن الذاكرة المحلية.
وفي آخر جرائم نبش وتخريب المقابر في عفرين ، قيام مسلحين من عناصر ميلشيات “لواء صقور الشمال” – وهي إحدى الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا والمنضمة للجيش الوطني التابع للائتلاف والحكومة المؤقتة- بتخريب ونهب ونبش مقبرة قرية شيخورزه في ناحية بلبل بعفرين سرقة رخام عدد من القبور و”الشاهد” لبيعها أو استخدامها في بناء أسوار ومدها “فرشها ” أمام منازل قاموا بالاستيلاء عليها عقب تهجير أصحابها. كما وامتدت عمليات نهب ونبش القبور لتشمل مقبرة قرية حفتار وقرية عبودان في الناحية، اضافة لتخريب قبور بلدة جنديرس خلال فترات سابقة وقبور قرية حسن ديرا في ناحية بلبل.