انتقدت موسكو استخدام تركيا للمياه كسلاح حرب في وجه السوريين ، وطالبتها بالتوقف عن ذلك.
وتناقش روسيا مع تركيا، المشاكل المتعلقة بإمدادات المياه إلى شمال شرقي سوريا وهي مسألة بالغة الحساسية وشديدة التعقيد بحسب ما أعلنه مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف.
وتأتي تصريحات المسؤول الروسي التي أدلى بها في مؤتمر صحفي عقده في ختام الجولة السادسة عسر من محادثات استانا في كازاخستان والتي ضمت الدول الضامنة وهي تركيا وإيران وروسيا وممثلين عن المعارضة السورية الخاضعة لتركيا والنظام السوري إلى جانب دول الجوار السوري كمراقبين وبمشاركة الموفد الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن.
وتركيا متهمة بالتسبب في اضطرابات في إمدادات المياه إلى عدة مناطق بشمال شرق سوريا بسبب ممارساتها العدوانية، فيما يعاني ما يزيد عن مليون شخص في محيط الاحتلال التركي من شح في المياه.
وقال ألكسندر لافرينتييف مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين إلى سوريا إلى أنّّ “هذه المسألة ملحة وحادة ولديها بعد إنساني خاصة وأنّه يخص أيضا نحو أربعة ملايين مدني في محافظة حلب بالإضافة إلى سكان الحسكة الذين يعانون أيضا من نقص في إمدادات الكهرباء”.
وجاء ذلك ردا على سؤال “عما إذا كانت التصرفات التركية هي التي تسببت في الاضطرابات المذكورة في إمدادات المياه والتي يعاني منها أكثر من مليون شخص في محافظة الحسكة تتماشى مع دور أنقرة كدولة ضامنة في صيغة أستانا وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لمعالجة الوضع.
وقال أيضا “هذه المسألة حساسة جدا لكونها مرتبطة بكثير من النواحي ويصعب الحديث عن الاضطرابات في إمدادات المياه إلى الحسكة دون التطرق إلى النقص في إمدادات الكهرباء من قبل قوات سوريا الديمقراطية إلى محطة ضخ مياه علوك الخاضعة لسيطرة تركيا بريف بلدة رأس العين.
وأشار لافرينتييف إلى تقلص حاد خلال الأشهر الماضية في كميات مياه الفرات التي تصل إلى سوريا من تركيا، تحت المستوى المتفق عليه مسبقا بين دمشق وأنقرة، أي 500 متر مكعب في ثانية.
واعتبر مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا أنّ هذا الأمر (اضطراب إمدادات المياه إلى شمال شرقي سوريا) أدى إلى بروز خطر لتعليق عمل سد تشرين و سد الطبقة في سوريا بما يجلبه ذلك من تداعيات محتملة إلى إمدادات الطاقة إلى مختلف مناطق البلاد.
وقال في تعليقاته على هذه المعضلات “تطرقنا إلى هذه المسألة في محادثاتنا مع زملائنا الأتراك وهم يتابعونها ويفسرونها بالظروف الكارثية لاسيما داخل تركيا، وقد أكدوا لنا أنّ كميات مياه الفرات التي تصل سوريا من تركيا عادت حتى الوقت الحالي إلى الحد الأدنى المتفق عليه، وإذا حصل ذلك في الواقع فإنّه يعني أنّ إمدادات الطاقة ستستأنف على النطاق الكامل في المستقبل القريب”.
هذا وانتقد أيمن سوسان رئيس الوفد السوري إلى الاجتماع الدولي في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، استمرار تركيا في انتهاكاتها ودعم الجماعات الإرهابية قال “مواصلة التركي دعم التنظيمات الإرهابية في سوريا انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وتفاهمات أستانا ، وتعرقل مساعي الحل السلمي وتواصل نهب الثروات السورية”.