يواصل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أهالي عفرين، فيما دأب عضو المجلس الوطني ونائب رئيس الائتلاف السوري عبد الحكيم بشار إلى نفي جرائم الاحتلال في عفرين. إلى ذلك فإن تصريحات المختصين ووثائق منظمات حقوق الإنسان تكذب ادعاءات المدعو عبد الحكيم بشار.
قبل أيام أدلى القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا وعضو العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي ونائب رئيس ما يسمى بالائتلاف السوري عبد الحكيم بشار، خلال اجتماع عقد في جنوب كردستان بتصريحات ومزاعم مثيرة حول الأوضاع في عفرين.
وادعى بشار عدم حدوث أيّة انتهاكات في عفرين وأنّ ما يروج له في الإعلام غير صحيح، كما ألقى باللوم على قوات سوريا الديمقراطية.
أكاذيب ومزاعم عبد الحكيم بشار أثارت سخط المجتمع الكردي، ويتساءل الجميع؛ هل حقاً لم ترتكب انتهاكات في عفرين؟
مقتل 2391 شخصاً
وتفيد تقارير مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا بمقتل 2391 شخصاً منذ احتلال عفرين وحتى شهر حزيران من عام 2021.
وبحسب نفس المركز أيضاً فقد تم اختطاف 7433 شخصاً في عفرين من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، بينهم نساء وأطفال. وتعرض أكثر من 1089 منهم للتعذيب في سجون الدولة التركية وسجون المرتزقة. كما قتل 137 شخصاً جراء التعذيب في السجون التركية. وحتى الآن تم الإفراج عن 5100 شخص فيما لايزال مصير باقي المختطفين مجهولاً. كما تم إطلاق سراح 255 شخصاً مقابل دفع مبالغ مالية.
ولا تقتصر الانتهاكات على القتل والاختطاف بل عمد الاحتلال التركي ومرتزقته على تدمير القرى الكردية وبشكل خاص القرى الإيزيدية وإنشاء مستوطنات استعمارية لتوطين غرباء من مختلف المناطق السورية، وذلك بدعم من دولتي قطر والكويت. حيث تسعى الدولة التركية من خلال هذه الإجراءات إلى تغيير ديمغرافية المنطقة والضغط على ما تبقى من سكان عفرين وإجبارهم على النزوح من أراضيهم.
جرائم وانتهاكات متواصلة:
الإداري في مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، مصطفى عبدي، أكد استمرار حالات قتل وخطف واحتجاز المدنيين في عفرين من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، وأضاف : “تصاعدت حدة الانتهاكات والجرائم وحالات الاختطاف في منطقة عفرين بشكل خاص وفي جميع المناطق التي تحتلها تركيا ومرتزقتها في شمال وشرق سوريا”.
كما أكد عبدي اعتقال 319 شخصاً في عفرين منذ بداية العام 2021 الجاري، وأضاف في هذا الصدد: “لقد تم توثيق أسماء 7433 شخصاً على الأقل ممن تم اعتقالهم في عفرين. طبعاً هناك العديد من الأشخاص ممن لم يكشف ذويهم عن أسمائهم، كما توجد العديد من الحالات التي لم نتمكن من توثيقها”.
كما أشار عبدي إلى استمرار عمليات الاستيلاء على أملاك ومنازل المدنيين في عفرين ونهب محاصيل الزيتون، وقطع الأشجار بالإضافة إلى عمليات الاعتقال والخطف اليومية والممنهجة بحق المدنيين في عفرين.
وأكد عبدي أنّ جميع هذه الجرائم ترتكب على يد الجيش التركي والمجموعات المرتزقة السورية “هذه الانتهاكات تحدث من قبل الجيش الوطني السوري الذي تدعمه تركيا”.
تقارير المؤسسات الدولية:
توثيق الانتهاكات التي تحدث في عفرين وسري كانيه وكري سبي، من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته لا تقتصر على تقارير المنظمات المحلية فقط، بل أنّ العديد من المؤسسات الدولية والمنظمات أطلقت تحذيرات من الإبادة العرقية التي ترتكب في عفريين. بتاريخ 12 آذار من العام الجاري اتهم البرلماني الأوروبي الدولة التركية بارتكاب انتهاكات في سوريا.
وقبل أشهر وثق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حالات قتل واختطاف والاستيلاء على أملاك المواطنين والتهجير القسري في كل من عفرين وسري كانيه وكري سبي. كما أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أنّ الدولة التركية ارتكبت جرائم حرب ضد المدنيين خلال هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا.
مجلس سوريا الديمقراطية: على المجلس الوطني توضيح موقفه إزاء ممثل الائتلاف:
مجلس سوريا الديمقراطية أعلن عن موقفه من تصريحات المدعو عبد الحكيم بشار ببيان جاء فيه: “إنّنا في مجلس سوريا الديمقراطية ندين ونشجب هذه التلفيقات والافتراءات، ونرفض بشدة ما جاء على لسان المدعو عبدالحكيم بشار وأباطيله التي تزعم بعدم وجود أيّة انتهاكات تحدث على يد الفصائل المرتزقة التابعة للاحتلال التركي، علماً بأنّها باتت معروفة ومتداولة ومثبتة في تقارير منظمة حقوق الإنسان والعفو الدولية والعديد من منظمات ومؤسسات حقوق الإنسان العربية والمحلية السورية.
إنّ ذلك يعتبر بمثابة الدليل الدامغ بمشاركة فعلية للمجازر التي حصلت، وسياسات التهجير والتغيير الديمغرافي والاستيلاء على مقدّرات شعبنا في عفرين المحتلة. والمجلس الوطني الكردي يتحمل ذات المسؤولية إنّ لم يدلي بموقفه من هكذا تصريحات من ممثليه في الائتلاف”.
أحزاب الوحدة الوطنية: مزاعم عبد الحكيم بشار تشرعن احتلال عفرين
وبالصدد أيضاً عبّرت أحزاب الوحدة الوطنية عن استيائها إزاء تصريحات عبد الحكيم بشار فيما يتعلق بالانتهاكات المرتزقة ضد أهالي عفرين، الأحزاب استنكرت تصريحات بشار وقالت إنّ هذه المزاعم تشرعن الاحتلال، وأكدوا أنّ مخيمات الشهباء تعتبر بمثابة تكذيب لمزاعم عبد الحكيم بشار.
الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لإقليم عفرين شيراز حمو قالت إنّ تصريحات ومزاعم المدعو عبد الحكيم بشار دليل واضح على مشاركتهم في الجرائم والانتهاكات التي تحدث في عفرين: “مزاعم عبد الحكيم بشار تشرعن لبقاء الاحتلال في عفرين، كما أنّه بهذا يتنكر لمسؤولياته الوطنية الكردية. إنّ هذه المزاعم جاءت لإرضاء الدولة التركية”.
’نعمل على إعداد التقارير وإيصالها إلى الجهات الدولية‘:
وحول مساعيهم القانونية في مجال توثيق انتهاكات الاحتلال التركي وجرائمه في عفرين قالت شيراز حمو: “إنّ مهمتنا الرئيسية هي فضح سياسات الدولة التركية ومرتزقتها في عفرين. ونحن الآن بصدد إعداد ملفات تتضمن جرائم الحرب التي ارتكبتها من أجل إيصالها إلى الجهات الدولية المعنية”.
’عبد الحكيم بشار والائتلاف مشاركون في الجرائم‘:
أما فيما يتعلق بمزاعم وتصريحات عبد الحكيم بشار قال الإداري في مركز توثيق الانتهاكات في شمال وشرق سوريا مصطفى عبدي: “الائتلاف السوري هو شريك الميليشيات والمجموعات الموالية للدولة التركية في ارتكاب جرائم الحرب، لأنّ الائتلاف هو الممثل السياسي لهذه المجموعات. حتى الآن لم يستنكر الائتلاف جرائم وانتهاكات هذه المجموعات المسلحة المرتبطة بها، بل على العكس فهو يبرئ قادة المجموعات والميليشيات. تصريحات عبد الحكيم بشار تندرج في إطار مساعي الائتلاف السوري للتغطية على الجرائم التي ارتكبت في عفرين. عبد الحكيم بشار ومؤسسته التي تسمى بالائتلاف يجب أن تتم محاسبتهم قضائياً واجتماعياً وأخلاقيا بسبب هذه الجرائم، لأنّهم الشركاء الأساسيين في ارتكابها”.
وحول الهدف من إطلاق مثل هذه المزاعم والتصريحات في هذه الفترة من قبل عبد الحكيم بشار، قال عبدي: الهدف واضح وهو شرعنة الاحتلال وتأليب الشعب ضد الإدارة الذاتية وتأجيج الفتنة”.
المصدر : كندال جودي ( وكالة هاوار )