كشف فؤاد عليكو وهو ( عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكردستاني السوري ، وعضو سابق في الائتلاف وعضو سابق في البرلمان السوري ) أنّ ( صلاح بدر الدين ) السكرتير ( السابق ) لحزب ( الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا ) كان وراء قتل الشاب ( كمال محمد ) المعروف باسم ( كمال شامباز ) حيث كان ناشطا ضمن ( الاتحاد الشعبي ) في فترة السبعينات والثمانيات ، وكان معتقلا سياسا في سوريا قبل أن يفر منها إلى لبنان ليتم قتله تحت التعذيب – بحسب اعترافات فؤاد عليكو – الذي قال بإنّ رواية ( الحزب الذي كان عليكو يشغل منصب ( عضو اللجنة المركزية ) غير صحيحة، وأنّ كمال شامباز لم يتم اغتياله من قبل ( الكتائب اللبنانية) وإنّما قتل تحت التعذيب في سجن ضمن مقرهم الحزبي في بيروت، وتم رمي جثته تحت جسر البربير في بيروت بلبنان واتهام الكتائب بذلك. وقال :” شاهدت غرفة التعذيب تلك المجاورة لقاعة المؤتمر الخامس في بيروت 1980 ”
عليكو اتهم كل من صلاح بدر الدين بالجريمة ، والعقيد ( أبو سندس ) وهو الملحق العسكري للسفارة العراقية في بيروت وذلك لأنّ ( شامباز ) رفض العمل معهم ، حيث كانت مهمة ( بدر الدين ) تجنيد الشباب الكردي لصالح المخابرات العراقية، وكان يحمل وقتها أيضا جواز سفر عراقي باسم ( أنور علي شيرو \ عام 1974 ) حيث كانت الحكومة العراقية وقتها تسعى لكسب الكرد الذين يعملون ضد الملا مصطفى البارزاني قائد الانتفاضة الكردية في العراق.
دخلنا أنا وحسن صالح وإسماعيل عمو وشيخ آلي إلى مكان الاجتماع فواجهتنا امرأة بالكلام (لو كنتم مازلتم مع صلاح بدرالدين لما أدخلتكم منزلي) وعند الاستفسار عن الموضوع والسبب قالت: أنا زوجة الشهيد كمال شامباز (كمال محمد ) الذي اغتاله صلاح بدرالدين بالتعاون مع العقيد أبو سندس الملحق العسكري للسفارة العراقية في بيروت لأنّه رفض العمل معهم) وبعدها سألت محمد كرو والرفيق (x) حول الرواية والاثنان أكّدا صحة الرواية وأضاف كرو بأنّه تمّ تصفيته في غرفة التعذيب في مقر حزبنا وتم رميه تحت جسر البربير واتهام الكتائب بذلك، وقد شاهدت غرفة التعذيب تلك المجاورة لقاعة المؤتمر الخامس في بيروت 1980″.
عليكو اعترف كذلك بوقوف ( صلاح بدر الدين ) بالوقوف وراء اغتيال ممثلي الحزب الديمقراطي الكُردستاني ( PDK ) في بيروت وهما “محمد متو وغازي فرحو فلا” ، وذلك بطلب من ( العقيد أبو سندس ) كمهمة وكلت إليه. وكشف عن وجود أدلة قوية لتورطهما في الاغتيال، وطالب “الحزب الديمقراطي الكُردستاني” بفتح ملف الاغتيال وانّه لازال هناك أشخاص أحياء ، عاشوا تلك المرحلة في بيروت ومن الممكن الوصول اليهم ويملكون معلومات كافية حول الجريمة.
تلك الاتهامات تدين عليكو نفسه ، الذي كان أحد الشخصيات التي ظلت ملتزمة بدعم بدر الدين رغم أنّ قادة آخرين من الحزب استقالوا ، رغم اعترافاته وإبداءه الندم على تصرفات بدر الدين ” أنا أنتقد نفسي بشدة على سكوتي أو دفاعي عن تصرفاتك المشينة في تلك الفترة”.
مصدر تواصلنا معه أكد كذلك أنّ أحد نشطاء الحزب لقبه ( السيد غازي ) تم اغتياله هو الآخر في بيروت \ لبنان وأنّ أصابع الاتهام وقتها توجهت إلى كل من صلاح بدر الدين و فؤاد عليكو ، وقال أن الشاهد الذي يؤكد الرواية هو القيادي السابق في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) خالد مشايخ: ” فؤاد عليكو هو شريك صلاح بدر الدين في جريمة قتل السيد غازي في بيروت ، هنالك دلائل عدة على تلك الجرائم، حيث تم تسليم السيد غازي إلى المخابرات العراقية مقابل مبلغ مالي كبير وقامت المخابرات العراقية بذبحه تحت جسر القولا وسط بيروت”.
وتحدث فؤاد عليكو عن العلاقة الطيبة التي كانت تربط صلاح بدر الدين و الأجهزة الأمنية السورية، وكشف أنّ بدر الدين لم يكن ملاحقا أو مطلوبا من قبل الأمن السوري على حد زعمه ، ورغم كونه أمين عام لحزب محظور ، فيما المئات من أعضاء الحزب كانوا معتقلين، ويتعرضون لشتى أنواع التعذيب وقال “في المرة الثالثة زار صلاح بدر الدين دمشق سنة 1983 بعد دخول إسرائيل إلى بيروت بمعية عددٍ من القيادات الفلسطينية بينهم ياسر عرفات ، والتقى باللواء محمد ناصيف الذي زوّده ببطاقة عدم تعرض، البطاقة كانت مؤرّخة بصلاحية الرخصة لمدة ستة أشهر تبدأ ب 17/7/1983 وتنتهي ب 16/1/1984 أي ستة أشهر، وبقي في دمشق عدة أشهر والتقى بعدة شخصيات كُردية منهم ملا محمد نيو وصالح كدو لكنه بالمقابل رفض لقاء عدد من قادة وقواعد حزبه ( اتحاد الشعب ) منهم مشعل تمو وزكي مسلم ومصطفى حسن” أضاف عليكو :”حين عقدت منظمة الحزب في الدرباسية في قرية خويتلة ندوة يديرها حسن صالح سنة 1985، أظهر مشعل تمو نسخة من الرخصة الأمنية في الاجتماع وقال: تفضّل حسن صالح اشرح لنا كيف حصل الأمين العام لحزبكم عليها من الأمن السوري وهو ما تسبب في فوضى عارمة… ونتيجة لذلك اتخذت اللجنة المنطقية قراراً بتجميد عضوية مشعل تمو من الحزب…”. يضيف عليكو “تبعات تعاونك مع الأجهزة الأمنية السورية “العمالة” لم يكن يمكن التحكم بها مع وصول الخبر للقواعد الحزبية، لم يجرؤ أحد على مواجهتك لكونك استقويت بالأمن على قيادات حزبك والأعضاء…لقد كانت عمالة واضحة ، وبدأت النتائج تظهر بسلسلة الاستقالات الهادئة ودون ضجة بدءاً بعضو المكتب السياسي عبدالله غالب ورزو أوسي وزكي مسلم وحمزة حسن وعبدالسلام حسين الذي فتح ملف “عمالة يبدر الدين” في المؤتمر السادس 1987 للحزب وأكرم حسين والمهندس دلشاد حاج حسن ملا عمر والأستاذ مصطفى حسن والأستاذ عبدالعزيز تمو و…… والقائمة تطول، وكلّ هؤلاء كانوا كوادر متقدمة في الحزب، لكنهم فقدوا الأمل بمعالجة أزمة الحزب بسببك لذلك فضّلوا الانسحاب بهدوء، وأنا أنتقد نفسي بشدة على سكوتي أو دفاعي عن تصرفاتك المشينة في تلك الفترة”.
عليكو اتهم بدرالدين كذلك بالفساد ، والعمل المأجور لصالح المخابرات العراقية إضافة للسورية. ويبدو أنّ صلاح بدرالدين استغل مكانته كزعيم لحزب كردي في سوريا ، وقدرته على جذب الشباب الكرد وتجنيدهم ضمن ( التنظيمات العسكرية الفلسطينية ) في لبنان وسوريا، وهي قضية مهمة كان ( النظام السوري) يغض الطرف عنها لكونها تتقاطع مع مصالحه في تدعيم وتقوية هذه التنظيمات وتوجيهها ضد إسرائيل على حساب القضية الكردية ، وهي نقطة أساسية ساهمت في تقوية العلاقة التي تربط ياسر عرفات ب صلاح بدر الدين… عبر توفير مقاتلين يخدمون قضيته عبر بدر الدين….. عرفات سعى لكسب مقاتلين جدد لدعم ثورته ضد إسرائيل ويمتلك المال الوفير الذي كان يمنح جزءا لا بأس منه لبدر الدين. ويقول عليكو “أقام صلاح بدر الدين مدة لا باس بها في دمشق وكان بحماية اللواء محمد ناصيف ، واشترى شقة بمبلغ 40 ألف دولار ، في حي المزرعة الراقي وسط دمشق قرب البنك المركزي وقد زرته فيها مع أخت زوجته شهناز ميقري”. وتساءل عليكو من أين حصل بدر الدين على هذا المبلغ الكبير …. وحياة الرفاهية التي ظل يعيشها.
ومحمد ناصيف ( 1937 – 2015 ) كان نائب مدير إدارة المخابرات العامة، معاون نائب الرئيس للشؤون الأمنية في سورية، مستشارا مقربا من الرئيس السوري بشار الأسد يوصف بأنّه “الصّندوق الأسود لنظام حافظ وبشار الأسد .. يلقب بثعلب الأجهزة الأمنيّة في سوريا”.
كما نفى عليكو المزاعم التي ساقها بدر الدين حول أنّه كان مطلوبا من الأجهزة الأمنية السورية ، وأشار أن بدرالدين ظل يتحرك بسهولة بين دمشق وبيروت بدون اعتراض ، والمدينتان تقعان تحت سيطرة تلك الأجهزة ، وأنّ لقاءات عدة جمعت بدر الدين بأحمد دياب رئيس مكتب الأمن القومي لحزب البعث السوري ، وقال “إذا كان لدى الأمن السوري نية في اغتياله فمن الأفضل اغتياله في بيروت كما فعلوا في اغتيال المقدم محمد عمران وكمال جنبلاط وغيرهم من الشخصيات اللبنانية المعارضة لهم وكل هذه القضايا طويت ملفاتها وقيّدت ضد مجهول نظراً لسطوة النظام القوية في لبنان وكذلك اغتيال صلاح الدين البيطار في باريس في تلك الفترة. فلماذا يقومون باغتيالك في مكاتبهم وآخرين…..”.
عليكو اتهم صلاح بالعمل على إبعاد شخصيات كردية مهمة وتخوينهم والتآمر عليهم، يقول ” عقد صلاح بدر الدين مؤتمر الحزب سنة 1968 في مدينة عامودا ، اتهم فيه أوصمان صبري بالعمالة لجهةٍ خارجية ( النظام الحاكم في دمشق )، وذلك بهدف إبعاده عن الحزب لفتح الطريق أمامه للوصول لقيادته. كما واتهمه بالغدر بمصطفى البارزاني الذي كان يسعى لتوحيد الأحزاب الكردية المنشقة ، واحتجز كل قادتهم سنة 1974 في إقليم كردستان وهم ( حميد درويش ، رشيد حميد ، صلاح بدرالدين ، ملا محمد نيو ) إلا أنّ صلاح تمكن من خداعه بحجة السفر إلى أوربا لإكمال دراسته ، ليبدأ من هنالك مساعيه في ضرب الحركة الكردية ، التي انشقت لى 3 أحزاب بعدما كانت حزبين.
عليكو كشف كذلك أنّ بدر الدين كان يحاول شراء ذمم وأصوات أعضاء حزبه فقط من أجل البقاء بمنصب الأمين العام ، لا سيما بعدما استقر في بلغاريا وبدأت قواعد الحزب في الداخل وكردستان وأروبا تعلن صراحة نيتها سحب الثقة منها ، قال “عرض علي وعلى حسن صالح مبالغ مالية لقاء الولاء له، لكننا رفضنا كذلك بالمطلق …”.
صلاح بدرالدين من جهته اتهم فؤاد عليكو بالتآمر عليه وعلى الحزب ، وبأنّه عميل للنظام السوري ، وكان يتلق أوامره من محمد منصورة وهو رئيس شعبة الأمن السياسي في سوريا ورئيس فرع الأمن العسكري في القامشلي ، الذي ساعده بالوصول لعضوية البرلمان السوري سنة 1990 ، إضافة لاتهام سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي السابق \ عبد الحميد درويش كذلك بالعمالة وتنفيذ تعليمان منصورة.
ملحقات للمتابعة:
1- مذكرات كريم حسامي ..
كريم حسامي وهو ( عضو سابق في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني ايران ) كشف في مذكراته أنّ صلاح بدر الدين أخذه في عام 1981 مع ضابط سوري من بيروت إلى دمشق للقاء مسؤولي الأمن القومي، وقد كان صلاح بدر الدين آنذاك سكرتيرا عاما لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا.
في مذكراته يصف كريم حسامي رحلته مع صلاح بدر الدين من بيروت إلى دمشق (شام شريف )، على الشكل التالي :
في 12 حزيران 1981 توجهت عبر مطار ( صوفيا ) ، إلى بيروت ، وكان صلاح بدر الدين بانتظاري في المطار توجهنا إلى مكتبه، في بيروت ، وكانوا يصدرون مجلة ( روزهلات )، وكان بعض الأخوة من كرد تركيا من أعضاء ( حزب العمال البيشنك الكردستاني ) عند الأخ صلاح، أعتقد أنّهم كانوا يتلقون تدريبا عسكريا من قبل الفلسطينيين، ذهبت للقاء عصمت جاويد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، ثم التقيت برفقة بدرالدين نايف حواتمة (الأمين العام للجبهة الديمقراطية الفلسطينية) ثم للقاء صلاح خلف أبو أياد ( عضو المكتب السياسي لحركة فتح ).
في يوم 16 حزيران 1981 أخبرني بدر الدين أنّ ضابطا سوريا سيرافقنا إلى دمشق، بالفعل بعد يوم 17 حزيران توجهت برفقة صلاح بدر الدين والضابط الى دمشق ومباشرة إلى مكتب الأمن القومي، واستقبلنا شخص يدعى أبو عدنان نائب مسؤول الأمن القومي، حيث أخبرني أنّه سيرتب لقاء لي مع الرئيس السوري حافظ الأسد، وأنّهم سيوفرون لي تذكرة طائرة وجواز سفر للسفر إلى طهران، وسيتم استقبالي من قبل علي سنجاري وباقر ياسين. قلت: “أشكركم كثيرا على دعوتكم لي، ولكني كنت أعتقد أنّكم دعوتموني من أجل البحث عن حل للقضية الكردية في كردستان إيران، ليست لدي أيّة مهمة في طهران، ولا أستطيع الذهاب إلى طهران، كنت أتمنى أن يستخدم الرئيس حافظ الأسد نفوذه من أجل تحقيق المصالحة بين الحكومة الإيرانية والحزب الديمقراطي وأن تحل المسألة الكردية بطريقة سلمية ، فالحزب الديمقراطي لا يرغب في إضعاف إيران في الحرب الجارية في كردستان.”
2- حصل صلاح في عام 1974 من السلطات العراقية على جواز سفر عراقي باسم ” أنور علي شيرو”، والغريب في الأمر أنّ السلطات العراقية منحته جواز السفر بعد فشل اتفاقية 11 آذار بينها والحزب الديمقراطي الكردستاني، بل بعد يوم واحد فقط من بدء الثورة أي في يوم 29 آذار..
ويبدو أنّ جواز السفر هذا قد فتح له أبواب واسعة على العالم فقد استخدمها للتجول بين القاهرة، بغداد، استنبول، برلين الشرقية، الاتحاد السوفييي وتونس. وفي بداية عام 1970 قرر الاستقرار في بيروت، حيث كانت بيروت وقتها مركزاً للعديد من حركات التحرر في العالم. وحين كانت الثورة الفلسطينية في أوج نضالها استطاع بطريقة ما عقد علاقة جيدة مع ياسر عرفات. وقد أصبح مرجعاً لحركة التحرير الفلسطينية في كل ما يتعلق بالحركة التحررية الكردية في الشرق الأوسط. (من الجدير بالذكر أنّ بدر الدين قد لعب دوراً مهماً في تدهور العلاقات بين حزب العمال الكردستاني وحركة التحرير الفلسطينية).
لقد كانت بيروت محطة مهمة لصلاح بدر الدين، فلقد اشتهر كشخصية سياسية مرغوبة في كل من الشرق الأوسط وألمانية الشرقية والاتحاد السوفيتي، كما استطاع في نفس الوقت جمع ثروة مالية كبيرة من قيامه بتجنيد الشباب الكرد ضمن منظمة التحرير الفلسطينية. (في الوثيقة رقم 3 وهي نموذج حساب مصرفي يعود تاريخها لعام 1975 تظهر أنّ بدر الدين كان يملك 111 ألف دولار).
3-الوثيقة رقم 1- هوية شخصية خاصة من المخابرات السورية :
في هذه الوثيقة التي تحمل الصورة الشخصية لصلاح بدر الدين منحته المخابرات السورية أمر مهمة يخوله لقيادة الآلية الموصوفة في متن الوثيقة “لمقتضيات المصلحة العامة، يسمح للسيد صلاح بدر الدين عمر بقيادة العربة رقم \ 3901092 \ – لبنانية ، ضمن أراضي القطر العربي السوري” وقد منحت له هذه الرخصة بتاريخ 17 تموز من عام 1983 وكان تتجدد باستمرار.
وعلى الجانب الآخر للوثيقة وردت أوصاف الألية كالتالي: النوع فولفو GL 244 – موديل 1979 – اللون أبيض. رقم الشاسي: 2410262 م2444. رقم المحرك: 8995 – 498760.
4-الوثيقة رقم 4- رسالة موجهة إلى تركيا تتعلق بحزب العمال الكردستاني
في هذه الوثيقة يظهر أن صلاح بدر الدين ظهر على الساحة في سنوات تصاعد الحرب الثورية في شمال كردستان، حيث يعد بدر الدين الدولة التركية بأنّه سوف يطرد حزب العمال الكردستاني من غرب كردستان، رسالة مؤرخة بتاريخ 29 آذار من عام 1994 موجهة من صلاح بدر الدين باسم حزب الاتحاد الشعبي إلى المدعو الدكتور أحمد بن معيزي، مزيلة بتوقيع صلاح بدر الدين وختم حزب الاتحاد الشعبي، حيث جاء في الرسالة:
“الأخ العزيز الدكتور أحمد بن معيزي المحترم
من بعد التحية
تلقيت رسالتك مشكوراً بشأن سعادة سفير الجمهورية التركية في تونس.
بداية أشكرك على الجهود المبذولة لأجل التواصل بيننا كحزب الاتحاد الشعبي وممثلية سفارة الجمهورية التركية بشأن مكافحة حزب العمال الكردستاني، النقاط التي ذكرتها في رسالتك نحن متفقين عليها من جانبا كتنظيم شرط أن يوافق الجانب التركي أيضاً على شروطنا والتي كانت وقتها كالتالي:
1- يقوم الأتراك بتمويل وتسليح التنظيم وفتح مكاتب له في كل من ألمانيا، بولونيا، بلغاريا ولبنان.
2- يقوم الضباط الأتراك بتدريب الألوية العسكرية التابعة لتنظيمنا ضمن الأراضي التركية أو في لبنان وذلك على شاكلة التنظيمات الفلسطينية وقتها في لبنان.
3- تزودنا تركيا بعدة جوازات سفر تركية. نتكفل حينها كتنظيم بملاحقة وطرد حزب العمال الكردستاني الإرهابي من سوريا.
حسب هذه النقاط يمكن أن يستمر الحوار ويرجى إعلام الجهات المعنية في السفارة التركية.
5-في عام 2012 وفي لقاء له مع إحدى قنوات التلفزة قال صلاح بدر الدين “كنت قد اعتزلت العمل السياسي، ولكن مع بداية الثورة في سوريا قررت مد يد العون للشباب ورجعت مجدداً إلى السياسة”. لكن الحقيقة لم تكن كذلك، ففي تلك المرحلة كانت الثورة السورية تتجه نحو الحرب الأهلية وكانت ثورة غرب كردستان في بداياتها، لذلك فقد اتجهت الأنظار إلى صلاح بدر الدين من خلال الاجتماعات السرية التي تمت برعاية المخابرات التركية في هولير.
5-يتهم صلاح بدر الدين بأنّه كان من ازلام منظمة التحرير الفلسطينية، التي كان يترأسها ياسر عرفات وكون بدر الدين معه صداقة وثيقة، فمنذ 1970 وحتى 1982 وعندما دخلت إسرائيل إلى جنوب لبنان كان رئيس الحزب اليساري وبعدها رئيس حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا صلاح بدر الدين يقبض الأموال من منظمة التحرير الفلسطينية ومقابل تلك الأموال كان يجند الشبان الكرد من سوريا وتركيا ضمن منظمة التحرير، وكان يتم نقل الشبان الكرد إلى معسكرات منظمة التحرير لتلقي تدريب عسكري ليحاربوا لصالح منظمة التحرير ضد إسرائيل، بدرالدين كان يقبض حوالي 500 – 1000 دولار من منظمة التحرير عن كل شاب يقوم بتجنيده، عدا عن الأموال التي كان يحصل عليها على شكا دفعات من ياسر عرفات. وبفضل أموال منظمة التحرير أصبح بدر الدين ثريا وبات يمتلك الحزب الذي اختصره في شخصه. هذه المعلومات أكدها قيادي سابق في اتحاد الشعب، وأكدها ياسر عاشور الملقب ب أبو فادي أثناء لقاءه في هولندا قبل مدة ( فارق الحياة قبل أيلام متأثرا بإصابته بفيروس كورونا ) وهو واحد من أعضاء مكتب الراحل ياسر عرفات، أبو فادي أكد أنّه كان المكلف بتسليم صلاح بدر الدين مبالغ مالية لقاء خدماته لمنظمة التحرير، أبو فادي أشار أنّه سلم بدر الدين دفعتين على ما يتذكر الأولى 120 ألف دولار، والدفعة الثانية 75 دولار.
5- نشاطات صلاح بدر الدين في لبنان لصالح منظمة التحريري الفلسطينية :
تمكن صلاح بدر الدين من إقامة علاقة قوية مع تنظيم “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”. وكان معه مصطفى جمعة \ مقيم الآن في النرويج يظهران أمام وسائل الاعلام جانب القادة الفلسطينيين، وجمعتهم لقاءات مع جورج حاوي وغيره.
في تلك الفترة، كان بدرالدين يستغل منصبه كأمين عام لحزب الاتحاد الشعبي ويقوم بالترويج عبر خلاياه الحزبية في الأوساط الاجتماعية وطلاب الجامعة بهدف إرسال الشبان الكرد إلى لبنان وتجنيدهم ضمن الميليشيات الفلسطينية، تحت اسم “الانضمام للكفاح الفلسطيني” بداعي أنّه جزء من النضال التحرري الثوري، وكان “اتحاد الشعب” نشطا في لبنان عبر بدرالدين وعلاقته بياسر عرفات وكانت الإغراءات المقدمة تتضمن القتال مع الميليشيات لسنة، أو سنتين مقابل منحهم فيزا، وتغطية تكاليف سفرهم إلى بلغاريا ورومانيا بحجة “الدراسة” \ منحة دراسية….
بالفعل استفاد عدد من رفاق “اتحاد الشعب” من هذه المنح، ومع الوقت تحولت لتجارة مربحة، وانتشرت شائعات أنّ “اتحاد الشعب” يؤمن منح دراسية لرفاقه فتهافت الكثيرون للانضمام للحزب بآمال الحصول على منحة دراسية ليكتشفوا لاحقا أنّها كانت خديعة ووسيلة يتكسب بها بدر الدين الذي يتاجر بدمائهم ومستقبلهم… بدر الدين كان يحصل مقابل كل شاب يقوم بتجنيده ضمن منظمة التحرير على مبلغ يتراوح بين 500 الى 1000 دولار ، وعلى تسهيلات تتعلق بالحصول على أوراق رسمية من الأمن السوري تمنحه حرية التنقل في لبنان، وسوريا رغم أنّ حزبه |اتحاد الشعب” كان محظورا، وقد تم اعتقال المئات من اعضاءه.
وتمكنا من توثيق أسماء من أصل 12 شخصا على الأقل من الشبان الذي قام صلاح بدر الدين وحزبه بتجنيدهم ضمن منظمة التحرير الفلسطينية وهم :
– الياس شاهين ( محمد أمين شاهين )، من كوباني مواليد 1954 حيث ظل لسنتين يعمل مع “جبهة التحرير”، وخضع لدورات تدريب عسكرية ، قتل بغارة إسرائيلية 1984 في البقاع الغربي مع الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، دفن في لبنان ولاحقا قامت عائلته بنقل جثته ودفنه في مسقط رأسه.
- مصطفى مسلم/ قرية كابلك، كوباني.
- بوزان عبدو مصطفى/ قرية جب الفرج، كوباني
- آراس محمود
- شفيق عبود بن حسين / كوباني قرية قازاني قتل عام 1980.
- محمد بركل، كوباني، دربازن.
صلاح بدر الدين كان في ذلك الوقت يمارس في لبنان المتاجرة بأجساد وأرواح رفاقه، فهؤلاء الذين قتلوا في حرب ليست بحربهم وليس لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالقضية الكردية، فقط كانت دمائهم تتحول إلى مبالغ بالدولارات تملئ حسابات رئيسهم في العديد من البلدان.
في ذلك الوقت كان يوجد بين الأحزاب من كردستان تركيا من يريد اعتماد الكفاح المسلح لحل القضية الكردية هناك، هم أيضا أرسلوا مجموعة من شبابهم إلى لبنان بواسطة صلاح بدرالدين لكي يخضعوا للتدريب العسكري، وكانوا في ذلك الوقت لا يعلمون أنّ بدر الدين يقبض عن كل شخص شهريا مبلغا من المال من منظمة التحرير دون أن يطلعهم على ذلك. وعندما علموا بهذا الأمر أرادوا الاتصال مع منظمة التحرير لفهم هذه المسألة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، ولذا فهم يعتبرون بدر الدين مديونا لهم إلى يومنا هذا، مثل عوائل الشهداء الذين قبض بدر الدين ثمن ارواحهم مبلغ 10 آلاف دولار على كل ” شهيد” كما اكد ياسر عاشور الملقب ب أبو فادي. وبعد هجوم إسرائيل وتوغلها في منطقة البقاع هرب بدر الدين إلى ألمانيا واستقر فيها لكنه استمر في قبض الأموال من منظمة التحرير الفلسطينية حتى سنة 1985، وكان أيضا يتعامل مع جهاز المخابرات الألمانية الشرقية ( شتازي ) وكان بقبض أموالا مقابل المعلومات التي كان يقدمها لهم.
وبعد عام 1990 ، حين توحدت ألمانيا الشرقية مع الغربية، توجه بدر الدين إلى غرب ألمانيا واستقر مع عائلته هناك، وثم إلى كردستان العراق ليعمل لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو مثل جميع المهاجرين الأجانب كان يستفيد من نظام الإعانة الاجتماعية في ألمانيا.
مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا تودد بدر الدين الى الجماعات المسلحة المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الأسد، وعمل على تشكيل كتائب مسلحة كردية ضمن الجيش الحر وحاول استمالة التنسيقات وكسبها عبر إرسال أموال لهم لاعتماده كممثلهم السياسي وظل يتردد على مقرات المسلحين في تركيا ويشكل صداقات مع قادة الميليشيات ومع زعماء الائتلاف حيث كانت له مطامح سياسية وعسكرية كما يبدو لكنها فشلت لكون الأتراك اعتمدوا على “المجلس الوطني الكردي ” ولاحقا على رابطة المستقلين الكرد وأعضائها ولم تكن لديهم النية لتبني بدرالدين رغم أنّه ظل يتودد اليهم بكتاباته ويزور إسطنبول وانطاكيا في الفترة 2012 حتى 2018.
كما والتقى سليم ادريس قائد أركان الجيش السوري الحر بتاريخ 21 أيار 2013 في مساعي لترتيب وضعه ضمن الشق العسكري.
في بداية سنوات التسعينات من القرن الماضي قام عدد كبير من رفاق صلاح بدرالدين السابقين بنشر مجموعة من الوثائق، فضحوا فيها ارتباط رئيسهم السابق مع نظام صدام حسين، ومن بين تلك الوثائق نسخة من جواز السفر العراقي الذي تظهر فيه صورة صلاح بدر الدين ولكن باسم آخر ( أنور علي شيرو )، وهذا يؤكد ما كان يقال عن أنّ صلاح بدر الدين عمل كذلك لصالح جهاز الاستخبارات العراقية ضد الثورة الكردية في العراق، ومعروف أنّ أعماله وكتاباته في تلك الفترة ضد الثورة وضد قائدها ملا مصطفى بارزاني هي أفضل دليل على معاداته للبارزاني ولحركته.