بات واضحا أنّ الحكومة التركية لن تولي أي اهتمام للتقارير الدولية التي تتهم قواتها المسلحة ، والمرتزقة الذين تدعمهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا ، بالتحديد في مدينة عفرين. فرغم أنّ التقارير الدولية المتتالية والصادرة من منظمات الأمم المتحدة ، ومن الخارجية الأمريكية والاتحاد الأوربي وتستند على شهادات ووقائع وأدلة دامغة فإنّ الرد التركي كان بتكذيب تلك التقارير ، ومهاجمة تلك المنظمات.
تعتبر المناطق المحتلة من قبل القوات المسلحة التركية في شمال سوريا ، مغلقة أمام منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية ، والمؤسسات الإعلامية النشطة فيها قليلة جدا ، ومرتبطة بشكل مباشر بأجهزة المخابرات التركية ، وكل التقارير المسلحة تخضع لرقابة صارمة. هذا منح الميليشيات المسلحة المنفلتة المزيد من المساحة لفرض جبروتها على السكان المحليين ، وارتكاب المزيد من التجاوزات والانتهاكات، من جرائم خطف ونهب وسرقة واعتصاب وقتل وتعذيب وابتزاز وفرض أتاوات وضرائب وحصار القرى والمدن.
وبدل أن تضغط تركيا على قواتها المنتشرة في عدة مدن شمال سوريا ، خارج إطار الشرعية الدولية ، وتلزم ( المرتزقة ) الموالين لها بالتوقف عن ازعاج المواطنين ، وارتكاب الانتهاكات عمدت لاتخاذ إجراءات في مسعى منها للتغطية على ما يحدث من جرائم حرب.
من هذه الخطوات نذكر ، الطلب من مسؤولي الائتلاف السوري بزيارة تلك المناطق ، وإجراء لقاءات مع السكان واجبارهم على الظهور في وسائل الاعلام والتحدث أنّ المنطقة آمنة ، وأنّ التقارير الصادرة من منظمات حقوق الإنسان غير صحيحة. وبالفعل زار رئيس الائتلاف عدة مرات منطقة عفرين ، ومنطقة رأس العين وزار قرى تم تهجير سكانها بالكامل ، وجعل أناس يظهرون معه وهم يمتدحون المواقف والسياسة التركية. لكن وتيرة الانتهاكات لم تتوقف بل زادت.
اضف لذلك نظمت السلطات التركية جولة لعدد من الصحفيين ضمن مدينة عفرين ، واجروا لقاءات مع عدد من السكان ( كلهم من المستوطنين) وهم يتحدثون عن الأمان ، والاستقرار . وهو عكس الواقع تماما.
وجاءت الخطوة الثالثة عبر قيام السفير التركي في واشنطن بتمويل وتنظيم زيارة أعضاء في ( المجلس السوري الأمريكي ) – وهو جمعية تتبع تنظيم الإخوان المسلمين ، وتروّج للسياسات التركية والقطرية في واشنطن ، وسبق أن قامت بدعوة قادة من الجماعات المسلحة السورية “منهم قيادات بايعت تنظيم داعش الإرهابي” كما وقامت بتمويل زيارتين للمجلس الوطني الكردي، وزيارة لرابطة المستقلين الكردي إلى واشنطن ضمن المساعي التركية التي كانت تتركز وقتها بالضغط على الحكومية التركية لوقف تمويل قوات سوريا الديمقراطية التي كانت تخوض معركة كبيرة ضد داعش في الرقة ودير الزور.
وفور عودة الوفد إلى واشنطن دعاهم السفير التركي فيها لزيارته ، وقال أنّه ناقش معهم تفاصيل زيارتهم لعفرين ، وما سينقلونه إلى المواطن الأمريكي والحكومة الأمريكية وأبلغهم عن ضرورة تنفيذ المزيد من اللقاءات والنشاطات بغية شرح الموقف التركي.
-------------------------------
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com
ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات