يهدد مرض التهاب الكبدي الوبائي (Hepatitis) حياة أكثر من 40 نازحاً من مقاطعة عفرين يقيمون حالياً في منطقة الشهباء، في ظل قلة الأدوية والمعدات الطبية اللازمة لمعالجة هذا المرض المعدي.
في الـ 18 من آذار/مارس الماضي، وبعد الاحتلال التركي لمدينة عفرين مع مجموعات سورية مسلحة كانت تقاتل سابقا تحت راية الجيش الحر بهجوم بري وجوي واسع قتل أكثر من 500 مدني وأجبر ما يزيد عن 200 ألف آخرين على النزوح إلى مقاطعة الشهباء، يعيشون في ظروف صعبة أما في مخيمات تتوفر فيها الحد الادنى من الخدمات او في منازل مؤقتة لا تلبي الاحتياجات الاساسية.
وانتشر مؤخراً مرض التهاب الكبد الوبائي ليهدد حياة أكثر من 56 نازحاً من عفرين. غالبها من الحالات الحرجة من نوع ،a,b,c /النمط a منها ٢٧ طفل مصاب و 23 حالة من النمطين b,c منهم 7 نساء و 4 اطفال/ وهو ما ينذر بكارثة صحية وسط تجاهل المنظمات الدولية المعنية و ظروف الحرب السورية المعقدة.
عضو الهلال الأحمر الكردي والمطلع على الوضع الصحي رشيد رشو، قال بأنهم يعانون من نقص في أدوية لأمراض التهاب الكبد A والتهاب الكبد E ومرض السل، لذلك نحن بحاجة ماسة لأدوية تقضي على هذه الأمراض”.
وناشد رشو كافة المنظمات بتقديم الأدوية، مشيراً أنهم يناشدونها مراراً وتكراراً “إلا أنهم حتى الآن لم يلقوا أي دعم”.
مصطفى سيدو وهو نازح من قرية عداما بمنطقة راجو في مقاطعة عفرين، الذي أجبر على الخروج من منطقته والتوجه إلى قرية تل شعير بناحية فافين يعاني من التهاب الكبد الوبائي. ولا يقتصر المرض على سيدو فقط بل أصيبت زوجته وأطفالهما الثلاثة وسط مخاوف من فقدان حياتهم بسبب انعدام العلاج وضعف حالتهم المادية التي تسبب عجزهم عن شراء العلاج من خارج المقاطعة.
ويعاني من المرض، كل من عبد الرحمن البالغ 8 سنوات وسلام البالغ من العمر 3 سنوات والرضيعة روهيف البالغة من العمر 7 أشهر، وهم أطفال مصطفى سيدو.
وبسبب التكلفة الباهضة للعلاج، وخاصة لقاح هذا المرض الذي يصل سعره إلى 75 ألف ل.س، لا تستطيع العائلة الحصول عليه، نتيجة وضعهم المادي الضعيف.
ويقول سيدو ” مرض التهاب الكبد سيطر على عائلتي ولا أستطيع علاجهم بسبب ظروفي المادية الصعبة ولا يوجد لديّ أي مورد خارجي ولا توجد إمكانية علاجهم في مقاطعة الشهباء”.
ورصدت منظمة الهلال الأحمر الكردي بمقاطعة الشهباء، 48 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي بأنماط الأربعة، بحسب آخر إحصائية أجرتها.