يكشف برنامج ” عمران ” الذي ينتجه تلفزيون “قطر” الحكومي عن حجم وواقع معاناة السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية ، وتضمنت عدة حلقات من البرنامج عن تشغيل واستغلال الأطفال في أعمال مميتة ، ضمن حراقات نفط بدائية وهي عبارة عن خزانات من الحديد. وأن العديد من الأطفال تعرضوا للحرق ، وقتلوا أثناء عملهم في تلك الحراقات في ظروف قاسية ، وأن أعمارهم تقل عن الـ 10 سنوات.
ويعمل مئات الأطفال في هذه الحراقات البدائية التي تسمم البيئة وتعرض الناس لأخطر الأمراض، لكنهم يدخلون في جوفها ويجمعون بقايا التكرير المتحجرة، لبيعها أو للحصول على وقود ملوث للتدفئة والطبخ، مضطرين إلى ذلك بسبب الفقر المدقع.
يقدم البرنامج الإعلامي السوادني والمعلق الرياضي، سوار الذهب، وبدأ عرضه مع أول يوم من شهر رمضان، في 13 من نيسان.
وسلط الضوء في الحلقتين الأولى والثانية من البرنامج إضافة إلى التعريف بالبرنامج، واقع التعليم في شمال غربي سوريا، إذ نقل البرنامج تسجيلات مصورة لأطفال يتعلمون في صفوف من الخيام، إثر تعرض مدارسهم للقصف.
وفي الحلقة الثالثة تحدث البرنامج عم عمالة الأطفال في شمال سوريا ضمن ظروف قاسية، من خلال تسليط الضوء على عملهم في حراقات النفط.
وفي حلقة عمالة الأطفال التي عرضت، الخميس، 15 من نيسان، فاجأ شاب سوري يعمل داخل حراقات تكرير النفط الخام مقدم البرامج خلال إعداده حلقة حول عمالة الأطفال وصعوبة الأوضاع المعيشية للأهالي.
في الحلقة، سمع صوت لشاب ينشد من داخل إحدى المصافي البدائية لتكرير النفط “الحراقات”. وكان صدى صوت الفتى من جوف الحديد والظلمة يصل متمكناً ومرهف الحس.
وسوق محطات تكرير النفط الخام قرب منطقة الحمران بريف مدينة جرابلس شرقي حلب، يعمل بها الأطفال للعمل أو الاستفادة من جمع البقايا للتدفئة.
وبرنامج برنامج “عمران” هو النسخة القطرية من برنامج برنامج “غيث” الإماراتي الذي يدعمه الهلال الأحمر الإماراتي.
يشار إلى أن عمالة الأطفال في شمال سوري هي واحدة من المعضلات الحقيقية، لا سيما بعد موجات من النزوح والتهجير والخراب والمجازر التي ارتكبتها تركيا والجماعات السورية الموالية لها عبر الهجوم على منطقة عفرين، وتشريد قرابة 350 ألفا ، والهجوم على مدينتي تل أبيض ورأس العين ونزوح قرابة 250 ألفا، وصلت لحد منع وصول الغذاء إلى الجوعى، إضافة لقيام تركيا و النظام السوري بدعم روسي بفرض حصار واغلاق المعابر، مع عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حقيقي للخلاص من دوامة القتل والتدمير.