اعتقلوا في إسطنبول وأعيدوا قسرا إلى إدلب : عائلة سورية حاولت الوصول إلى أوروبا انتهى بهم المطاف في سجن تابع للفصائل الموالية لتركيا

لم تكن الحياة سهلة في مدينة حلب، حيث كان يقطن “وليد حسن بركات” مع عائلته المؤلفة من زوجته “أربيل أبراهيم حنان” وطفليهما، حسن بركات العمر 8 سنوات و لاوند بركات العمر 6 سنوات.

انتقل وليد حسن ، والذي كان يعمل مهندسا قبل الحرب بداية من مدينة حلب التي كانت تشهد قتالا عنيفا بين الجماعات المسلحة الموالية لتركيا والجيش السوري باتجاه اقليم كردستان ، ومنها توجه إلى تركيا عبر طرق التهريب، وبمساعدة المهربين ، حسبما قال قريب له التقاه مراقب من ( مركز التوثيق ).

أضاف ريزان عثمان الذي نقل لنا تفاصيل أخرى حول توجهه مع عائلته إلى مدينة اسطنبول ومنها باتجاه مدينة أدرنه في أمل الوصول إلى أوربا، وبالتحديد المانيا ، ليتم اعتقالهم جميعا برفقة سوريين آخرين بتاريخ 8 كانون الأول 2020 ، حيث فقدت العائلة منذ وقتها الاتصال بهم ، ورغم توكيلهم محام ولكن دون نتيجة ، حيث تم إبلاغهم إنّ العائلة أعيدت قسرا إلى سوريا ، بشكل غير قانوني وذلك عبر معبر باب الهوى الخاضع لسيطرة تنظيم هيئة تحرير الشام \ جبهة النصرة رغم أنّ ذلك يعرضهم لخطر حقيقي بحدوث انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم القاعدة.

وتابع ( مركز التوثيق ) قضية العائلة ، حيث أشار مصدران من أصل 3 مصادر تم الاتصال بهم أنّ وليد وعائلته موجودن في سجن المزرعة بمدينة الباب شرقي حلب ، وهذا السجن خاضع لسيطرة ميليشيات ( فرقة الحمزات \ الحمزة ) وهي إحدى الجماعات السورية المسلحة المدعومة من تركيا ، يقودها المدعو سيف أبو بكر ، حاصل على الجنسية التركية ، كان سابقا قيادي في تنظيم داعش ، ومتهم بارتكاب جرائم حرب وقتل وخطف واغتصاب النساء ، ومن أهم القضايا المتهم بها قضية 11 امرأة وطفلين عثر عليهم في سجن سري بإحدى المقرات العسكرية لفرقة الحمزة في حي المحمودية بمدينة عفرين. ( للمتابعة هنا )

وتأتي عمليات الترحيل القسرية من قبل السلطات التركية للسوريين رغم الدعوات الدولية الداعية لوقف ذلك وما سيشكله من خطر على حياة هؤلاء.

وكانت منظمة العفو الدولية (أمنستي) قد طالبت السلطات التركية بالتوقف عن ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم في تقرير أصدرته السبت 29 من أيار 2020، وقالت إنّ السلطات التركية أبعدت سوريين، ما قد يعرض حياتهم وحرياتهم لخطر جسيم.

وأشار التقرير إلى أنّ السلطات التركية نقلت، في صباح 22 من أيار الحالي، السوريين الستة في شاحنة صغيرة إلى معبر “باب الهوى” الحدودي، حيث وضعوا بصماتهم على وثائق جديدة لم يتسنَّ تحديد محتواها، ثم سُلّموا إلى مسلحي هيئة تحرير الشام، بمحافظة إدلب.

وقالت المنظمة، إنّ إعادة أي شخص إلى سوريا ينتهك مبدأ عدم الإعادة القسرية في القانون الدولي، لأنّه يعرّض الأشخاص المُبعدين لخطر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مضيفة إنّها وثقت عمليات ترحيل غير قانونية للسوريين قامت بها تركيا بشكل مستمر منذ عام 2014.

وفي 1 أبريل 2020 قالت منظمة العفو الدولية إنّ تركيا أعادت بصورة غير قانونية في الأشهر القليلة الماضية آلاف السوريين إلى بلدهم الذي تمزقه الحرب وهو ما يبرز المخاطر التي يواجهها المهاجرون الذين أعيدوا من أوروبا بموجب اتفاق يدخل حيز التنفيذ الأسبوع القادم.

واتفقت تركيا مع الاتحاد الأوروبي على استعادة جميع المهاجرين واللاجئين الذي يعبرون بشكل غير قانوني إلى اليونان في مقابل مساعدات مالية وتيسير سفر مواطنيها إلى دول الاتحاد وتسريع وتيرة محادثات الانضمام إلى التكتل المؤلف من 28 دولة.

غير أنّ قانونية الاتفاق تتوقف على أن تكون تركيا بلداً آمنا للجوء وهو ما قالت العفو الدولية في تقريرها إنّه غير متوفر. وأضافت المنظمة أنّ بضعة آلاف من اللاجئين أعيدوا على الأرجح إلى سوريا في أفواج جماعية في الأسابيع السبعة إلى التسعة الماضية في انتهاك للقوانين التركية والدولية وقوانين الاتحاد الأوروبي.

وفي سياق منفصل قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إنّها طلبت السماح لها بمقابلة السوريين الذين أعيدوا من اليونان إلى تركيا “لضمان أن ينتفع الناس من الحماية الدولية الفعالة ولتفادي احتمالات إعادتهم بشكل قسري” في إشارة إلى عمليات الترحيل غير الشرعية للاجئين وتعريضهم لخطر الاضطهاد.

ورغم النفي التركي للتقارير التي تتحدث عن اجبارها اللاجئين على العودة إلى سوريا فإنّ العفو الدولية قالت إنّ شهادات جمعتها في أقاليم حدودية في جنوب تركيا تشير إلى أنّ السلطات اعتقلت وطردت مجموعات تضم المئات من الرجال والنساء والأطفال بشكل شبه يومي منذ منتصف يناير كانون الثاني 2019.

وفي تشرين الثاني 2019، اتهمت منظمة العفو الدولية تركيا بترحيل سوريين قسراً إلى الداخل السوري بشكل غير قانوني، عقب إجراءات فرضتها السلطات التركية المتعلقة بوثيقة الحماية المؤقتة، التي تمنحها السلطات التركية للاجئين السوريين.

كما اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في ذات الشهر، السلطات التركية في مدينتي اسطنبول وانطاكيا، باحتجاز وترحيل عشرات السوريين بشكل قسري إلى مناطق غير آمنة في شمالي سوريا، بين كانون الثاني وأيلول من عام 2019.

عينه داعش واليا … ونفذ اعدامات وعمليات خطف “التقى أردوغان” وله سجل أسود.. معتقلة سابقة تتهم سيف أبو بكر وعناصره باغتصاب النساء في سجن بعفرين

اعتقلتهم لسلطات التركية منذ 5 أشهر …. مصير مجهول لعائلة كردية من عفرين اعتقلوا قرب أدرنه ومخاوف من تسليمهم لهيئة تحرير الشام في إدلب

بعد 4 أشهر …مصير مجهول للنساء والأطفال التي عُثر عليهم في سجن “الحمزات” في مدينة عفرين

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك