رولا حنان إيبي نازحة من مدينة عفرين والبالغة من العمر ٢٦ عاماً ، أم لثلاثة أطفال ، قدمت إلى مدينة كوباني منذ ثلاثة أشهر بحثاً عن حياة أفضل .
تقول رولا ل CAN FM ” بعد هجوم الجيش التركي والفصائل السورية على مدينة عفرين اضطررنا إلى النزوح إلى منطقة الشهباء وبقينا هناك قرابة سنتين نعاني كثيراً ، وكنا نعيش على راتب زوجي وبعض المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة بشكل شهري ، في عفرين كانت حياتنا هادئة وجميلة كغيرنا ، كنا في مدينتا وبين أهلنا وأقاربنا ولكن الحرب دمرت كل شيء جميل حولنا وأجبرتنا على مفارقة الأهل والأقارب ، خرجنا مشياً على الأقدام من مدينة عفرين قبل يومين من احتلالها لأنّنا لانملك سيارة أو أيّة وسيلة نقل ، خرجنا بثيابنا وتركنا كل شيء خلفنا بالتأكيد لحظات صعبة جداً ومازالت في ذاكرتنا ”
تضيف رولا ” قبل نحو ثلاثة أشهر قررنا القدوم إلى مدينة كوباني من الشهباء بحثاً عن حياة أفضل ولنكون بالقرب من أهلنا وأقاربنا ، فأخوتي اثنان هنا وبعض أقاربي وأقارب زوجي ، ولكن الحياة هنا صعبة جداً ، قمنا باستأجار غرفة واحدة صغيرة على سطح أحد الأبنية في حي كوباني الجديدة بمبلغ ٣٠٠ ألف ليرة سنوياً ، نتدبر أمورنا براتب زوجي الذي يعمل في إحدى المؤسسات هنا ، قام مسؤولوا الكومين بزيارتنا قبل شهر ووعدوا بمساعدتنا ولكن دون جدوى ولم يقم أحد بمساعدتنا حتى الآن لا من المنظمات ولا الجهات الرسمية ولا الأهالي ”
وبمرارة وحرقة قلب تقول رولا ” لجأنا إلى كل المنظمات الموجودة في كوباني وحتى إلى الجهات المسؤولة وقدمنا طلباً للمساعدات وسجلنا شكاوينا في صندوق البريد لكافة المنظمات ولكن أيضاً دون جدوى ، حتى المنظمات فيها محسوبيات وواسطات وتقدم المساعدات لبعض النازحين غير المحتاجين وحتى لأهالي المدينة وتترك أمثالنا ولم يردوا على طلبنا وشكاوينا ، لذا لم نعد نثق بوعود أحد بالمساعدة وننتظر راتب زوجي الشهري الذي لايتجاوز ٣٠٠ ألف لنتدبر به أمرنا ”
وختمت رولا حديثها ل CAN FM “أطفالي الصغار اثنين منهم يحتاجون إلى الحليب والحفاضات لذا أغلب راتب زوجي نشتري به ماهو ضروري لهم وكما ترون منزلي شبه خال ٍ ”
أتمنى العودة إلى ديارنا ، إلى مدينتي عفرين ، لنلتقي بأقاربنا ونعيش على أرضنا بكرامة كما كنا سابقاً ومهما تحدثت لا أحد يشعر بنا أو يحس بمعاناتنا ومافي داخلنا من ألم .
