لا تجد قضية المعتقلين الكرد في السجون السورية أي اهتمام ومتابعة من قبل منظمات حقوق الإنسان والجهات الدولية ، لا يتم متابعة أوضاعهم أو بذل جهد لجمع أي معلومات عنهم ، ولا تقوم تلك الجهات بتسليط الضوء على أوضاعهم والرد على مناشدات ذويهم. وتفقد هذه القضية الإهتمام كذلك نتيجة غياب الكرد عن مفاوضات السلام الدولية وجلسات الدستور التي تعقد في جنيف ، وغياب أي تمثيل أو حضور لمنصات ومنظمات مجتمع مدني كردية هذه اللقاءات.
تمكنا في مركز التوثيق من الوصول حتى الآن إلى 390 معتقلا كرديا في سجون النظام السوري ، مصيرهم مجهول منهم معتقلون منذ سنة 1994 ، فيما العدد الكلي للمعتقلين الكرد لأسباب سياسية في سجون السورية يتجاوز الألف.
اعتقال تعسفي وحكومة دمشق تهدد أسرته… قصة المخطوف محمد علو
محمد علو، واحد من هؤلاء المعتقلين مجهول المصير منذ ما يقارب الـ 8 أعوام، وأسرته ماتزال تعيش على أمل عودته، حيث اعتقل من قبل ميليشيات “الدفاع الوطني” في مدينة اللاذقية، في 5/9/2013.
محمد علو من مواليد مدينة الدرباسية 1981، بريف الحسكة شمال شرق سوريا، كان يعمل بدمشق في نقل البضائع عبر شاحنته (قاطرة مقطورة)، انتقل مع مجموعة من أصدقائه إلى مدينة اللاذقية للعمل هناك.
تنقّل محمد أثناء وجوده في اللاذقية بين بغداد وسوريا عدة مرات، بعد ذلك قرر صيانة شاحنته في منطقة الصناعة، وقام بصفّ الشاحنة في الدوار ونام فيها منتظرًا دوره لإصلاحها.
وحسب شهادة حارس منطقة الصناعة لشقيقه أحمد علو الذي بدأ رحلة البحث عنه، “قام الدفاع الوطني بكسر زجاج الشاحنة، وقاموا باعتقاله.
بعد فقدان الاتصال بمحمد حواس، ذهب شقيقه أحمد علو إلى مدينة اللاذقية للبحث عنه، يقول شقيقه “لم نترك بابًا إلا وطرقناه، قمنا بدفع مبالغ طائلة للسماسرة وغالبهم مرتبط بالجهات الأمنية ، وصل بعضها إلى ألف دولار لكن دون جدوى”.
ويقول أحمد علو، شقيق المخطوف “السماسرة كانوا يقولون تارة إنّ محمد اعتقل بتهمة العمل مع مناطق الإدارة الذاتية قبل انتقاله إلى العمل في مدينة اللاذقية، وتارة أخرى كانوا يقولون إنّه اعتقل بسبب تقاعسه عن خدمة الوطن، أي على أصحاب الشاحنات تقديم خدمات مجانية للمحسوبين على الحكومة السورية دون مقابل”.
ويقول أحمد علو إنّ “بعض السماسرة قالوا إنّ محمد موجود في سجن صيدنايا، حاولنا عدة مرات زيارة السجن لكن لم يسمح لنا”.
ويشير أحمد علو إلى أنّه رأى شقيقه المخطوف محمد علو من خلال تقرير نشرته “قناة سكاي نيوز” عن المعتقلين السياسيين.
ويقع سجن صيدنايا العسكري، الذي يتولى الجيش السوري إدارته، على بعد 30 كيلومترا شمال دمشق، ويضم آلاف المعتقلين في أقبيته. ولطالما روى المعتقلون الناجون منه شهادات مروعة وثقتها منظمات حقوقية دولية أبرزها منظمة العفو الدولية.
ويتألف السجن من مركزي احتجاز فيهما ما بين 10 آلاف و20 ألف شخص. ويشكل المدنيون غالبية المحتجزين في المبنى الأحمر، بينما يحتجز ضباط وجنود سابقون في المبنى الأبيض، وفق منظمة العفو .
أحمد علو، تم استدعاؤه من قبل الأمن السياسي في مدينة الحسكة قبل عدة أشهر لكنه رفض قبول الاستدعاء خوفًا من اعتقاله، كما تم استدعاء شقيقه فريد من قبل الأمن السياسي في مدينة قامشلو الذين قالوا له “عليك بالكف عن البحث عن أخيك محمد”، وقاموا بتهديده بمصير مشابه.