شكل استقبال رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ، الرئيس السابق لإقليم كردستان لأعضاء وممثلين عن ( الائتلاف السوري ) الذي يتخذ من مدينة إسطنبول مقرا له ، حالة عامة من الرفض لدى السوريين الذين لطالما اتهموا ( الائتلاف ) وأعضاءه بالخيانة ، والفساد.
ويرفض السوريين وبعد اقتراب دخول ثورتهم العام العاشر الاعتراف بالائتلاف كممثل لهم ، هذا الرفض ترافق مع العشرات من المظاهرات ، وبيانات التنديد واتهام أعضاءه وقادته بالخيانة، والفساد ، والمتاجرة بثورتهم ، ودماء أبنائهم . حيث تم طرد أعضاءه في إحدى المظاهرات المتضامنة مع محافظة إدلب في مدينة إسطنبول التركية ، واتهامه بالتواطئ.
كما أنّ نصر الحريري، رئيس وفد هيئة التفاوض التابعة للائتلاف الوطني تعرّض للطرد من وقفة أقيمت بهدف صلاة الغائب على جنازة القيادي في “جيش العزة”، عبد الباسط الساروت، واتهامه بالخيانة. إضافة إلى تنظيم عدة وقفات احتجاجية في مدينة إعزاز ومدينة جرابلس ومدينة الباب رافضة زيارته.
واضطر رئيس الائتلاف نصر الحريري إلى الاحتماء بميليشيات ( سليماه شاه \ العمشات ) وقائده محمد الجاسم ، أبو عمشة في زيارته الأخيرة إلى مدينة عفرين، خشية تعرضه مجددا للطرد من قبل ” السوريين “.
وكان الائتلاف قد حظي بتأييد شرائح عدة من السوريين عند تأسيسه في العام 2012، لكن بعد ذلك بدأ الخطاب الناقد لتصرفات الائتلاف يصبح العام والسائد، وبدأ السوريون يتذمرون من فشله في تحقيق شيء ومن الفساد الإداري والمالي. فمعظمهم فقد الثقة بوجود هذا الكيان ودور، واتهموه بالتخاذل في القيام بدور سياسي حقيقي رغم الفرص التاريخية التي أتيحت له، والتمويل الضخم الذي كان يحصل عليه حيث شغل منصب سوريا في جامعة الدول العربية وتم الاعتراف به من أكثر من مئة دولة، جميعهم عدا تركيا وقطر سحبوا ثقتهم به كما الشعب السوري”.
وهنالك عدة ملفات مهمة أثرت على نظرة السوريين لهذا التكتل منها على سبيل المثال ، أطفال اللقحات الخاطئة الذين قتلوا في إدلب ، وقضية جوازات السفر الصادرة عنه، والتي حصل عليها أكثر من مئة ألف سوري، ثم تبين وجود كم هائل من الفساد ، وأنّها بلا أيّة قيمة قانونية، بل تسببت بترحيل سوريين لكونها مزورة. إضافة للحديث المستمر عن الفساد المالي والرواتب المرتفعة لأعضاء الائتلاف.. إضافة إلى ملفات أخرى ومنها ملفات حقوقية ، حيث عمد الائتلاف إلى التغطية على جرائم الحرب المرتكبة من قبل الميليشيات المسلحة ، وقام بمنح ممثليها مقاعد وبرر تلك الانتهاكات ، لا بل وذهب رئيس الائتلاف إلى دعم قادة الميليشيات المتورطين في ارتكاب جرائم حرب مثل سيف أبو بكر و خيثم العفيسي ومحمد جاسم أبو عمشة و حاتم شقرا وآخرين.
منظمات سورية تندد باستقبال مسؤولين في إقليم كردستان رئيس وأعضاء الائتلاف المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
ونددت 18 منظمة حقوقية سوريا باستقبال رئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني أعضاء من الائتلاف السوري ، واعتبروا أنّ ذلك سيدفع هذا التنظيم لارتكاب المزيد من جرائم الحرب الموثقة من قبل منظمات دولية وأممية محايدة بحق الكرد في سوريا، في مدينة عفرين وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات مسلحة موالية لتركيا وممولة منها وتابعة للائتلاف.
واعتبرت هذه المنظمات أنّ أعضاء الائتلاف هم “أجسام قذرة و منبوذة تدنّس تراب كردستان العراق الطاهر ، متمثلةً في المدعو نصر الحريري و الوفد المرافق له عن ما يسمى بالائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة و المعارضة ، و الثابت و المعلوم أنّ فحوى الاسم منهم بالمطلق براء ، فلا الوطنية ولا السورية ولا الثورة و لا المعارضة لهم منها نصيب، و ما هم إلّا حفنة مرتزقة مأجورين تلطخت أيديهم بدماء آلاف من الكرد و غير الكورد و في إجرامهم الحديث جدا يطول و لا ينتهي”.
وناشدت المنظمات قادة إقليم كردستان بعدم إظهار الاحترام أو القيمة و الاعتبار لنصر الحريري ووفده، وأنّ القيام بذلك هو إهانة للشعب الكردي و شهدائه و لعموم الإنسانية، وأنّ استقبال هذا التنظيم سيعتبر تشجيعا لهم و تمريراً و تبريرا لجرائمهم.
وطالب بيان المنظمات السلطات في إقليم كردستان باعتقال هؤلاء كونهم مسؤولين عن جرائم حرب وإبادة وقتل أرتكبت بحق السوريين.
من جهتها نددت ممثلية الإدارة الذاتية في إقليم كردستان بالزيارة ، أنّها خطوة مضرة بمصالح الكرد والسوريين على العموم ، واعتبرت أنّها لا تتوافق مع الروح القومية والوطنية خاصة بعد تهجير وتشريد مئات الآلاف من السوريين غالبهم من الكرد من مناطقهم جراء سياسات واتفاقات الائتلاف مع الدولة التركية. وأنّ هؤلاء ساهموا في الحرب مع تركيا ضد مناطق أخرى في ليبيا وأذربيجان. وأنّ الانتهاكات والإبادة التي تقوم بها المسلحون التابعون للائتلاف في مناطق احتلال تركيا تعتبر جرائم حرب.
وقال آلدار خليل القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي إنّ ” “الدواعش الذين كانوا قبل حوالي ثلاثة أعوام على بعد كيلو مترات من هولير، يدخلونها اليوم بحفاوة. المرتزقة الإرهابيون الذين شردوا أهل عفرين وأبادوهم وفعلوا الأمر ذاته في سري كانيه/ رأس العين، وتل أبيض- كري سبي، يدخلون هولير بزي السياسيين والدبلوماسيين.” وذلك في إشارة إلى وفد الائتلاف في هولير.
الدواعش الذين كانوا قبل حوالي ثلاثة أعوام على بعد كيلو مترات من هولير، اليوم يدخلونها بحفاوة، المرتزقة، الإرهابيين الذين شردوا أهل عفرين وأبادوهم وفعلوا ذات الأمر في سري كانية- رأس العين و تل أبيض- كري سبي يدخلون هولير بزي الساسة والدبلوماسيين.
— Aldar xelîl (@Xelilaldar) March 3, 2021