تستمر الانتهاكات ضد أهالي مدينة عفرين وأريافها من عمليات الخطف والاعتقالات والمداهمات العشوائية من قبل الفصائل المسلحة التابعة للقوات التركية، بينما ظهرت تسريبات جديدة تكشف تورط ضباط الأتراك بالقيام باغتصاب النساء في عفرين، في حين شهدت بداية العام الدراسي الجديد في عفرين تحديد المناهج التعليمية في المدارس وفق إملاءاتٍ أقرتها الدولة التركية بالتعاون مع “حكومة الائتلاف السوري”، تزامناً مع مواصلة المواجهات المتبادلة بين الفصائل المسلحة التابعة للدولة التركية في عفرين، داهمت مجموعة عناصر من ميليشيات “فيلق الشام” وهى إحدى الفصائل السورية التابعة لتركيا قرية برج حيدر التي تتبع إداريّاً لمحافظة حلب منطقة عفرين / ناحية مركز عفرين، واختطفت حوالي 20 مواطناً بينهم كبارٌ في السن ونساء، حيث وثّق مركز توثيق في شمال سوريا هذا اليوم غالبية أسماء المعتقلين .
وتزامن مع ذلك، قيام عناصر من ” فرقة الحمزات” وهي إحدى المجموعات السورية التابعة لتركيا باختطاف 6 مواطنين من قرية “عندارة” التابعة لناحية شيروا في عفرين، ومن ثم اقتادوهم إلى مكان مجهول، وجرى توثيق غالبية أسماء المعتقلين في مركز توثيق في شمال سوريا، فضلاً عن توثيق المركز أيضاً حادثة اختطاف المواطن حسين عبدالرحمن رشو من أهالي قرية جويق مواليد 1980 والقاطن في حي المحمودية، وذلك على يد الفصائل المسلحة بعدما انهالوا عليه بضرب مبرح رغم انه يعاني من مرض مزمن.
وأفادت المعلومات الميدانية أنّ الفصائل المسلحة قامت باختطاف مدني آخر في مدخل مدينة عفرين من جهة جنديرس وتم الاستيلاء على شاحنته(هيونداي) المحملة بالبضائع والتي قدرت ب 3مليون ليرة سورية.
وترافقت هذه الانتهاكات بظهور نتائج التحقيقات الأولية، التي كشفت الستار عن اعتراف رئيس فرع ما يسمى «مكافحة المخدرات» في مدينة عفرين «محمود سلو» بارتكابه عمليات اغتصاب طالت عدة نساء في مدينة عفرين، آخرها فتاة قاصر وامرأة حامل بشهرها الثالث، ما أدى إلى إجهاض جنينها، كما كشفت أيضاً عن تورط ضباط آخرين هم «كل من المسؤولين العسكريين حسن هاشمي، محمد الحسين، عبدالله خليفة ومنذر ششو وسوار أشرف وغيرهم ، إضافة لتورط ضباط وجنود أتراك أيضاً بعمليات الاغتصاب .
وفي السلك التربوي في منطقة عفرين، شهد بداية العام الدراسي الجديد و تحت رعاية” المجالس المحلية” التابعة للدولة التركية، فرض مناهج تعليمية مقررة وتحت إشراف “حكومة الائتلاف في عينتاب” على طلاب المدارس، وهي مواد دراسية تطبع تحت اشراف وزارة التربية والتعليم التركية و تركز على دور تركيا وثقافتها كدولة عظمى وتمجد فترة الحكم العثماني للمنطقة.
وتحاول تركيا تطبيق نظامها التعليمي في هذه المناطق ضمن سياسة تتريك المنطقة، الأمر الذي أكّده علي رضا ألتون إل، مدير برنامج “التعلم مدى الحياة” في وزارة التعليم التركية في التصريحات الصحفية السابقة.
في حين واصلت الفصائل المسلحة في عفرين الصدامات العسكرية ، حيث قتل مسلحٌ واحدٌ على الأقل واصيب ستةٌ آخرون بجروح جراء اشتباكاتٍ وصفت بالعنيفة داخل مدينة عفرين بين مجموعتين من فرقة السلطان مراد التابعة لتركيا والتي كانت تقاتل سابقا تحت راية الجيش السوري الحر.
كما واندلعت اشتباكات بين مسلحين تابعين لتركيا في قرية مريمين بريف حلب تماشياً مع قيام “الشرطة العسكرية” في مدينة الباب بحملة أمنية ضد الأحياء الشرقية.