حذرت باريس من خطورة الوضع في شمال سوريا وأنّها تحولت لمناطق آمنة تنشط فيها الخلايا الإرهابية في إشارة لمناطق تسيطر عليها جماعات مسلحة متطرفة موالية لتركيا.
وفي مقابلة حصرية أجرتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية مع مدير عام جهاز الأمن الفرنسي الخارجي (برنارد إيمييه) ومدير عام الجهاز الداخلي (نيكولا ليرنير) بمناسبة الذكرى الخامسة للإعتداء الإرهابي الذي ضرب العاصمة الفرنسية باريس في 13 تشرين الثاني /نوفمبر2015، في (باتكلان) والذي راح ضحيته أكثر من 137 شخص.
تحدث المسؤولان الأمنيان عن تغير طريقة الإرهاب العالمي في نشر الأفكار التكفيرية، وفي أسلوب تخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية. فمنذ عام 2017 بدأ العمل بطريقة (الكلفة الأقل) وتجسدت هذه الآلية الجديدة من خلال الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في نشر أفكار هذه الجمعيات بشكل سريع وعالمي، وتم اللجوء إلى تكتيك الذئاب المنفردة كأسلوب في تنفيذ الأعمال الإجرامية، بعد أن كانت هذه الجماعات تعتمد على أساليب عالية الكلفة في نشر الأفكار وتنفيذ العمليات.
أضافا ” إنّ خطر التهديد الإرهابي يشمل القارة الأوروبية دون استثناء أي دولة، فالإرهاب ضرب ألمانيا، بريطانيا، اسبانيا،السويد،هولندا،بلجيكا،النروج،أيرلندا وفنلندا”.
وأشار المسؤولان الفرنسيان أنّه يتوجب على جميع الدول الأوروبية إنشاء مركز موحد لتبادل المعلومات والبيانات في سبيل تعزيز الأمن الأوروبي المشترك، لأنّ مسؤولية حماية أمن القارة تقع على كاهل كل دولة عضو في التصدي لخطر الشبكات القادمة من شمال سوريا والبلقان وآسيا الوسطى.
وأكدا أنّ فرنسا قامت بالتنسيق والتعاون مع التحالف الدولي في محاربة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إلا أنّ هذا الوحش لم يمت بعد بل لازال يتحرك، وهو الذي يدفعنا للقضاء عليه مجددا.
أضافا “صحيح أنّ داعش لم تعد دولة لها أراضي، لكنها تتابع وجودها من خلال بعض العمليات الإرهابية في سوريا والعراق مع وجود بضعة الآلاف من المقاتلين، بعد أن كانوا 50 ألف مقاتل. لأجل هذا يجب أن نستمر في دعم حكومة بغداد والقوات الكردية والعربية في شمال شرق سوريا”
وكشف المسؤولان أنّ جهاز الأمن الفرنسي الخارجي يمتلك مصادر معلومات مهمة، تنتشر في شمال سوريا والعراق، للوقاية من خطر أي مخطط إرهابي محتمل الوقوع سواء في فرنسا أو في القارة الأوروبية.
وأنّ الجهاز الخارجي يقوم بتزويد هذه البيانات إلى الجهاز الداخلي بشكل منسق ومنظم، رغم بعض الفترات من اضطراب التنسيق والتضاد بين الجهازين.