ريف حلب (الباب) : في حلقة جديدة من مسلسل هروب عناصر وقيادات داعش من سجون فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا، تمكن اليوم الخميس 20 أكتوبر 2020 سبعة من سجناء تنظيم الدولة الإسلامية \ بينهم قياديان من الهروب من سجن الزراعة التابع لفرقة الحمزة، في مدينة الباب بريف حلب. وتعتبر فرقة الحمزة من أهم الفصائل العاملة ضمن الجيش الوطني، الذي شكلته وتدعمه تركيا شمال سوريا.
وأشارت مصادر محلية على أطلاع أنّ العملية ليس هروب، وإنّما تهريب لهؤلاء المعتقلين بعد تسوية قد تكون مالية، أو مقابل إرسالهم للقتال بلباس الجيش الوطني في أذربيجان وأماكن أخرى، وأنّ كل الفارين هم من الذين يصنفون ( الخطيرين )، ولم يحدث أن عرضوا على أيّة محكمة، أو تدخل القضاء في ملفاتهم. كما وكشف المصدر أنّ عدد المعتقلين ضمن سجن الزراعة يبلغ 380 شخصا، بينهم نساء.
وتخضع مدينة الباب لسيطرة مباشر من القوات المسلحة التركية، حيث أنشأ فيها قاعدة عسكرية وثلاث مقرات لأجهزة الاستخبارات منذ شباط 2017.
وترافقت عملية التهريب مع إطلاق نار عشوائي، من قبل عناصثر الحمزات تسببت في مقتل مدني برصاصة طائشة ( قرب مشفى الحكمة ) خلال مسرحية محاولة اللحاق بسجناء داعش الذين فروا من السجن.
وتكشف مثل هذه العمليات عن النجاحات الكبيرة التي يحققها الجهاز الأمني لتنظيم الدولة الإسلامية، الذي بدأ ينشط في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا، ويخطط فيها لشن المزيد من الهجمات على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية مستفيدا من الحماية التركية، ومن علاقاتها الوثيقة مع فصائلها ضمن الجيش الوطني، لا سيما وأنّ التنظيم يمتلك ميزانية ضخمة، فيما هذه الفصائل تعاني من شح في التمويل الذي باتت تركيا عاجزة عن توفيره.
آخر عملية هروب كانت في 27 نيسان \ أبريل 2020 حيث تمكن ثمانية من سجناء تنظيم الدولة الإسلامية \بينهم قياديان من الهروب من سجن الزراعة ذاته التابع لفرقة الحمزة، كما فرّ سجين آخر من سجن الصوامع التابع لفرقة السلطان مراد في مدينة الباب بريف حلب. ووتعتبر كل من فرقة السلطان مراد وفرقة الحمزة من أهم الفصائل العاملة ضمن الجيش الوطني، الذي شكلته وتدعمه تركيا شمال سوريا.
وسبق أن تمكن 10 من الهروب في 6 ديسمبر 2019 بينهم 5 ينتمون لتنظيم داعش – من بينهم جنسيات غير سورية – من سجن تابع لفصيل “أحرار الشرقية” بمنطقة راجو في مدينة عفرين.
كما تمكن أكثر من 20 سجيناً من عناصر وقيادات داعش من الهروب من سجن لأحرار الشام في محافظة إدلب في عملية درامية تمكن فيها السجناء من أسر السجّان، كما هرب 15 منهم من سجن تابع لفصيل فيلق الشام بينهم جنسيات أجنبية في 13 يوليو 2018.
كما وهروب عدد من قيادات داعش من سجن تابع للمكتب الأمني لحركة أحرار الشام في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، إضافة لتهريب سجناء ينتمون لداعش على أيدي هيئة تحرير الشام إبان هجومها على أحرار الشام في الشمال.
وفي 4 مارس 2019 تمكن 5 سجناء من الهروب من سجن تديره “الشرطة العسكرية” من نفس السجن في منطقة راجو في عفرين، كانوا ينتمون لفصيل “فيلق الشام” واعتقلوا بعد نشر فيديوهات لهم وهم يعتدون على مدنيين، ويعذبونهم.
نجاح عناصر وقيادات داعش في الهروب أكثر من مرة ومن أكثر من سجن للفصائل المعروفة بالحراسة المشددة يربطه البعض بدفع مبالغ طائلة تصل إلى 50 ألف دولار مقابل تهريب سجين واحد، ومعظم قادة تلك الفصائل لا يمكنهم رفض هكذا عرض مغري! فيتم إطلاق سراحهم عبر مشهد تمثيلي يسمى “هروب”.
هروب 9 سجناء من تنظيم داعش من سجن في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا